الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زُمرٌ وحثالة… وقتلة النساء

ريبوار احمد

2003 / 11 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(الحوزة) جريدة اسبوعية تصدرها زمرة (مقتدى الصدر). هذه الزمرة التي اينما حلت و ارتحلت فأنها تتحول الى وباء تبتلى به الجماهير. فهم يسطون على جيوب الناس بحجة "الخمس"، وينهبون كل ما تقع عليه ايديهم من موارد المجتمع، ويضمنون بذلك وبما يحصلون عليه لقاء عمالتهم للنظام الاسلامي الايراني مصاريف دواوينهم واجور شقاواتهم وبذخهم الفاحش على مستلزمات ترفهم. واستنادا الى "فما استمعتم به منهن فأتوهن أجورهن" وتحت يافطة (زواج المتعة) نظموا شبكة واسعة لبيع الجسد لاشباع شذوذهم الجنسي.
هذه الصحيفة التي يطلقون عليها "ناطقة شريفة" شنت على حزبنا في عددها (22) الصادر في 23 اكتوبر تحت عنوان "جمعية الدفاع عن المومسات" حملة قذرة و بلغة سوقية اطلقت علينا "فاسدين و شواذ ومدافعين عن المومسات". لا يتضمن الموضوع في الواقع سوى الشتائم والهذيان. سأدع قذارة لسانهم وشتائمهم جانبا واكتفي بتهنئة زمرة السيد مقتدى وامثاله على هذه التقاليد التي لا تليق الا باشقياء على شاكلتهم، ولعمري فان قذارة لسانهم لوحدها كافية لبيان حالهم وكياستهم.
ولكن هل يمكن لهذه الزمرة الفاسدة ان تنعت الاخرين بالفساد؟! ان هؤلاء هم احفاد النهج الذي يقدم رهط من النساء الى الرجل. يغنمون النساء كسبايا الحروب ويمتعون أنفسهم بهن لأشباع شهواتهم. ان هؤلاء هم احفاد من مارس قذارة بيع وشراء النساء، الجواري، حسب ما يكتنزوه في جعبتهم من اموال. و يأسسون الان بأسم (زواج المتعة) شبكات مترامية الاطراف لبيع الجسد. ان استهتارهم فقط هو ما يدفعهم للتجرؤ واطلاق وصف (فاسد) على الاخرين وكذلك استخفافهم ببائعات الجسد واحلال قتلهن. ذلك انهم اصحاب اكبر المواخير رسميةً و"شرعيةً". ففي ايران وفي ظل حكم أسياد هؤلاء، يتم عرض البوم من صور النساء على زبائنهم امام مراكز بيع الجسد في مؤسسات "زواج المتعة". ان النساء، استنادا الى افكار هؤلاء وشريعتهم الرجعية، لسن سوى سلع لامتاع الرجل، اذ يقومون بأطعامهن و التمتع مقابل ذلك بمضاجعتهن. ان هذه هي من اكثر النوازع اللاانسانية والفاسدة في عالمنا الراهن.
ينعتوننا ب"الشواذ" ولكن هل في الارض من هم اكثر شذوذاً منهم؟. ها هو جزء ملحوظ من شريعتهم ومنهجهم مخصص لاساليب اخماد الشهوات بطرق اقل ما يقال عنها انها لاانسانية. لا يكتفي هؤلاء باضفاء صفة الشرعية على بيع الجسد و تقديم رهط من النساء الى الرجل، على طبق من ذهب، بل انهم يشذون و يمارسون ساديتهم من خلال طمعهم حتى بالأطفال، حيث يفسرون ويجتهدون بطرق مختلفة لتشريع الاعتداء على صبايا تطفح رائحة الحليب من افواههن. ان تأريخهم يشهد على ان بلوغ الفتيات للسن السابعة والتاسعة كافية تماماً لاشباع شهواتهم.
يتهموننا بالدعوة للفساد في الوقت الذي اوصلوا الفساد فيه الى ابعد مدياته ولم يبقوا حدوداً للاخرين لتوسيعه، الامر الذي عقَد مهمتنا بكنس وتنظيف المجتمع من النفايات والفساد الذي بعثوه. ان بيع الجسد هو في الواقع احدى المحن والظواهر المأساوية في عالمنا الراهن. فأي عالم هذا الذي يجبر ما لا يحصى من النساء تحت ضغط الظروف المعاشية، ومن اجل تأمين حياتهن، على بيع اجسادهن؟! ولكن الواقع هو بعكس ما يهذي به هؤلاء "الحثالة قتلة النساء"، فأن النساء لسن مجرمات بل ضحايا. ان المجرم الحقيقي هو النظام الذى قسم المجتمع الى اقلية طفيلية غارقة في الثروات والنعم واكثرية مبتلاة بالفقر والبؤس.تحاول زمرة مقتدى ومن هم على شاكلته بوصفهم اتباع طبقة الاثرياء ومؤيدي المجتمع الطبقي، الصاق الظواهر المنحطة لنظامهم بضحاياه. وانطلاقا من ذلك، فأنهم يحدون سكاكينهم لجز رقاب النساء ويفتخرون بأرتكاب جرائمهم. وبالرغم من كل هذا، لايزالوا مستمرين على قتل ووأد ورجم النساء منذ 1400 سنة، الا انهم فشلوا في وضع ادنى حد لبيع الجسد التي لا تتلائم مع اسلوبهم الشرعي لهذه الممارسة.
تعادي الشيوعية العمالية كل اشكال بيع الجسد من الاساس، وتعمل على تغيير كل الاوضاع والانظمة التي تجبر البعض على بيع الجسد. نحن نقول انه من اجل القضاء على هذه الظاهرة يجب استئصال جذورها واسبابها. ان الامر هو في غاية البساطة ففي عالمنا الراهن صارت النقود اساسا وحيداً للحياة، من ملك ناصيتها عاش سعيداً ومن فقدها قضى حياته بائساً. ولذلك يضطر الانسان، في ظل هذا النظام، من اجل تأمين معيشته ان يسعى بكل طاقته للحصول على المال. وهذا ما يدفع بالنساء اللائى لايجدن سبلاً مناسبة للحصول على المال، ان يمارسن بيع الجسد. ولكن هل يجب ان يكون الحال هكذا؟! لم يجب ان يكون المال اساس الحياة؟ لماذا تفشل الاكثرية الساحقة من سكان المعمورة من تأمين حياتها رغم انها تكدح ليلاً و نهاراً في هذا العصر الغارق في الثروة والنعيم؟ ان هذه اسئلة واقعية ولكنها بحاجة الى نفوس انسانية للاصغاء اليها. يوضح احد بنود برنامجنا (عالم افضل) بالتفصيل سبل النضال ضد بيع الجسد و اساليب اجتثاثه من هذه الزاوية.
يقول برنامجنا بأن بيع الجسد هي مأساة يجب القضاء عليها، و لكن ليس من خلال قتل وذبح النساء، بل من خلال طرح السبل المناسبة من اجل تأمين الرفاه للجميع وتعاون المبتلين بهذه الظاهرة الخبيثة وضمان حرمتهم الانسانية. ومن اجل وضع حد للمجرمين من امثال جماعة مقتدى، ينص برنامجنا كذلك على ان بيع الجسد وبغض النظر عن ماهيته، هي مسألة خاصة بالافراد وليس لاى شخص او جهة او سلطة التدخل فيها. وبهذا يحاول برنامجنا قطع دابر شقاوات "الحوزة" ومن على شكالتهم ومنعهم من ذبح النساء وارتكاب الجرائم بحقهن. ان بديلنا باختصار هو منع شبكات تجارة الجنس، من على شاكلة "زواجُ متعةِ" الحوزة، منع قتل النساء، تأمين عمل مناسب ومستوى لائق من الرفاه للنساء المجبرات على هذا العمل ومساعدتهن للعودة الى حياة طبيعية ومطمأنة.
عديدون هم أولئك الذين يحصلون على المال بوسائل غير مشروعة في هذا العالم. فمجموعة تحصل عليه بالسلب و النهب، واخرى مثل الحوزة بـ"الخُمُس" والخاوات والعمالة، ومجموعة أخرى بالتجسس والعمل مع الاجهزة القمعية، وتضرَع الالاف المؤلفة من الملالي من اجل صدام، ولجوء البعض الاخر الى الدجل والتملق لاصحاب السلطة والنفوذ. انني لعلى يقين بأنه لا يمكن مقارنة اية من تلك الاساليب ببيع الجسد. ذلك ان بيع الجسد تلحق الضرر بأصحابها فقط ولا تؤدي الى الحاق الاذى بغيرهم، على عكس الاخرين الذين يعتاشون على حياة ودماء الغير.
 تشبه هذه الزمر الافاعي، ولكنهم حقاً اكثر شبهاً بالعقارب. ان الاختلاف بينهما هو ان الثاني اخطر من الاولى بما لايقاس. فالافعى تلدغ دفاعاً عن النفس، الا ان العقرب يبحث بذيله واينما وجد ضالته يرشقه سماً زعافاً. ان القاء نظرة على صحيفتهم تبين بأن هؤلاء يشبهون العقارب تماماً. ان العدد الذي اشرنا اليه يفضح اعترافهم بما ارتكبوه من جرائم القتل والتفجير، وتنضح بتهديدات فارغة موجهة الى؛ القنوات الاعلامية لانها تنشر بعض الانباء التي لايهضمونها بسهولة، والى محكمة (مدينة الثورة) لانها لم تغير ختمها الى "مدينة الصدر" حسب فتواهم النزقة، والى حزبنا لانه يناضل من اجل كنس جرائمهم و افعالهم الشنيعة. ولكن هذه الحثالة الملتفة حول صبي ساذج لن يتمكنوا من تغيير مسار الاوضاع حسب ما يهذون به. وسيأتي ذلك اليوم الذي نسحبهم فيه من اذيالهم الى المحاكم الجماهيرية لنيل عقابهم على ما ارتكبوه من نهب وجرائم اخرى.       
       








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا