الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدب الرحلات

جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)

2007 / 11 / 18
كتابات ساخرة


ليس العبرة بالترحال مهما تعددت رحلات الفرد. فليس كل مسافر رحالا .وليس كل من سافر يستطيع الولوج بأدب الرحلات تأليفا.
المهم على من يرتحل أن يقدم شفاها أو كتابة ماذا تعلم في رحلته؟ وماذا ينقل عن ترحاله؟
الترحال هواية ولكنها ليست هواية الجميع، وخصوصا في الماضي، اذ كانت هواية لصيقة بالطبقات الارستوقراطية.
فعندما يتكلم أو يكتب الرحالة عن رحلاته نستطيع أن نحكم عليه ونقوم شخصيته ورجاحة عقله ووزنه الأدبي والعلمي.
الشاعر الإنجليزي جورج غوردان بايرون (1788- 1824) عاش منذ صغره يتيما ومصابا بعاهة (أعرج) لم يمنعه يتمه أن يكون لامعا في عصره، ولم تمنعه الإعاقة بان يكون سباحا وملاكما وفارسا مولعا بسباق الخيول.
قام بايرون برحلته الطويلة صوب الشرق (شرق بلاده ) فزار البرتغال وايطاليا واليونان وألبانيا وتركيا. وخلال رحلته جهد نفسه لتعلم اللغات التركية واليونانية والألبانية والإيطالية والتي أتقنها فيما بعد.
كانت معظم قصائد بايرون تعكس أدب الرحلات بشكل جميل. ورحلاته تلك تختلف عن رحلات أبناء الطبقة الثرية الإنجليزية خلال القرن التاسع عشر.
أن أبناء الأثرياء في ذلك الزمان كان يفخر ويتفاخر كل واحد منهم بأنه زار اكبر عدد من بلدان العالم. ولكن لا يستطيع معظمهم أن يقول ماذا تعلم من رحلاته. وواقع الحال يقول عاد كما ذهب.
ويذكر احد شعراء ذلك العصر بان شخصا من أبناء الطبقات الميسورة في عصره زار معظم البلدان الأوروبية وعاد ليتفاخر برحلاته، ولكن سرعان ما ينكشف معدنه من خلال عباراته التي يرددها مع زملائه:

" فرنسا، أوه، لقد كنت هناك، والجميع هناك يتكلمون الفرنسية"
" ايطاليا، أوه، لقد كنت هناك، والجميع يتكلمون الإيطالية "
ربما يتبادر إلى ذهن القاريء الكريم بان كاتب هذه السطور يبتعد عن واقعه العربي " المزفت " ويتشبث بالأدب العالمي تبجحا أو تهربا بأحسن الأحوال.
ولكن لكي اكسب حسن ظن القاريء فسوف اضرب له مثالا من واقعنا العربي وبالتحديد من واقعنا العراقي.
هناك رجل ارتحل من العراق منذ طفولته يدعى احمد الجلبي وهو ابن ينحدر من طبقة ثرية واستقر في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح أمريكيا بالتجنس.
قدم الرجل نصيحته للغزاة الأمريكان بقوله:
لقد كنت هناك، أوه، الجميع سيستقبلون الجنود الأمريكيين بالورود.
الجلبي يشبه أبناء الارستقراط الأوروبيين في القرن التاسع عشر فقد جاءت طروحاته في القرن الحادي والعشرين.
وخير دليل على (( صدق )) طروحاته، تقاطر توابيت الجنود الأمريكيين وهي ملفوفة بعلم بلادهم.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي