الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا فسد الملح بماذا نملح؟

سامي العباس

2007 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عزيزي زياد
في عرضك البارع والشيق لخريطة الطريق التي استخدمها الحزب الشيوعي اللبناني ليتوغل في متاهة مينيتور الحرب الأهلية اللبنانية .تريد أن تقول: ليس في الإمكان أبدع مما كان . فالحرب ( بسرعة، عادت الى طابعها الجذري ـــــ الأساسي وهو الطائفية.).وأن النقد الذاتي قد تحول عند بعض الشيوعيين الى جلد للذات تختلط فيه الزعبرة بالحماقة بطريقة تحتاج الى خريطة طريق إضافية للتفريق بينهما ..أنا معك في أن مايزحط إليه زعيم اليسار الديمقراطي" إلياس عطاء من الله " لايمت إلى ماركس بصلة بل الى البوزلين "التسمية السلمونية للفازلين" الذي يدهن به آل الحريري الطريق لمن يرغب في الالتحاق بخدمتهم ..إلا أنني لن أتعاطف مع تعاطفك مع من اختار الخيار الثاني ..هل المعروض على الشيوعيين وباقي الطيف العلماني التحالف إما مع شكيرة أوإبن لادن ؟أنت تضيق المخنق كثيرا ..وعلى العموم إذا صدق حصرك للخيارات المتاحة بالخيارين الآنفين فإن شكيرة أرحم و أكثر جاذبية من " البنلا دنية" على تنوع مسمياتها الحسنى ..أتمنى يارفيق زياد أن لايغرقك الشرط الراهن اللبناني .سيما وأنت أكثر من نقد نزعة التفنيص التي تحولت من حالة شعرية" هالكم أرزة عاجقين الكون " الى مزاج لبناني عام .
من يومين رجعت الى سلوك" العائلات الروحية" اللبنانية - التعبير الأكثر تعبيرا على حالة التفنيص إياها ,والأكثر تزويقا ونمنمة لبراويظ الطوائف اللبنانية - في القرن التاسع عشر .القرن الذي افتتحه نابليون بوضع الرجل المريض وتركته على طاولة التشريح وختمه سايكس و بيكو بما تعرف..
في الفصل الرابع والثامن والتاسع من تاريخ الأقطار العربية الحديث –لوتسكي –طبعة دار التقدم . وجدت "العائلات الروحية" إياها قد كررت تصرفاتها طيلة قرنين , بما لا يمكن توصيفه بأدق من "وقع الحافر على الحافر" ..
من أين للطوائف هذه الغريزة التي تحفظها من الغلط في الطريق الى زرائبها ..؟!!..ليس لدي سوى هذا التفسير : بالإضافة الى أن العصبيات الدينية تستخدم كملاط لبناء الغيتوات المغلقة. فهي أيضا شيفرات وراثية تتراص فيها مصفوفات من الروائح والألوان والمذاقات .على هديها تلتقط "الرعية " دربها في فوضى دروب الماعز المميزة لسسيولوجيا المنطقة .لقد غامر الشيوعيون والقوميون والليبراليون بالخروج الى عصبيات أكثر رحابة ..إلا أن الحّويطة منهم- وهم الأغلبية كما تبين - ربط خصره بحبل يساعده على العودة السريعة الى الزريبة إن اشتدت المخاطر ..إن دققت النظر عزيزي زياد في القادة والمسئولين للدول والأحزاب والمنظمات الشعبية العربية ,في صناع الرأي العام العربي من الصحفيين والإعلاميين ومنتجي الفكر السياسي والاستراتيجي والتنويري .في نقاد الشعر القديم والحديث. في رواد عصر النهضة وعصر المد القومي – الاشتراكي وما بينهما من باشوات وفلاليح ليبراليين.في جميع ما تقدم من أموات وأحياء.ستجد من خصورهم جميعا يتدلى حبل النجاة إياه ..منهم من شده حتى كاد أن ينقطع . ومنهم من استخدمه ذهابا وإيابا الى الغيتو عدة مرات ..
إلاأن طريقتك الساخرة وأنت تشير بإصبعك الوسطى إلى ما وضعته أنا في المقتبس من نصك بين مزدوجتين ,و يسميه محمد أركون سسيولوجيا الفشل أعجبتني كثيرا (( وربما كانت اللمحات أو اللحظات المعدودة اللا طائفية في هذه الحرب إذا استثنينا" الأكثرية الصامتة" المتهمة دوماً بالبراءة، والعلم اليقين بذلك عند ربّنا وحده لحظات على علاقة بوجود الحزب الشيوعي اللبناني أولاً )). نعم ياصديقي.هذه البراءة المتوهمة التي يسبغها الخطاب الشعبوي على الأكثرية الصامتة هي التي تفلق .. يقال في الأمثال " دود الخل منه وفيه "
نعم يا صديقي من هذه الأكثرية الصامتة والبريئة تخرج ديدان " العائلات الروحية "..وإلى أن تشق الحداثة العقلية دروبها إلى الأكثرية الصامتة ’أفضل أن لا نزيد الطين بللا بانحيازنا سياسيا إلى هذا الطرف الطائفي أو ذاك ..ذلك أننا ملح العلمانية في هذه المنطقة , فإذا فسد الملح بماذا نملح يا معلم زياد ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ