الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مام جلال .. والكَسب الرخيص

صبحي خدر حجو

2007 / 11 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( بمناسبة استقتال الرئيس ونائبه في محاولتهما انقاذ" الوطنيين اصحاب الانفال" )

ملاحظة : هذه المقالة تخص السيدين جلال الطالباني والهاشمي بصفتهما الشخصية وليس الوظيفية .

دخل السيد جلال الطالباني مع زميله السيد الهاشمي السباق الماراثوني و" المصيري " من اجل انقاذ حياة احبائهما المجرِمَين الدَوليين هاشم سطان ، القائد الميداني لعمليات الانفال ، والاشهر من نار على علم، الكيمياوي علي المجيد .
ونحن هنا ، لا يهمنا آراء ورغبات السيد الهاشمي ، فهي معروفة للقاصي والداني ، ويمكن تفهمها عندما نعرف توجهاته وارتباطاته ..
وما يهمنا ، هو مام جلال الكردي، وقائد احد اكبر حزبين كورديين في كوردستان العراق ، الذي اظهر منذ توليه مسؤوليته الوظيفية الاخيرة " احاسيس انسانية في غاية الرقة والشفافية " بدءاً من مساعدته المالية للشاعر الجزائري غير المعروف ( بينما بقيت طلبات وقوائم قسم من ضحايا الانفال سنتان على منضدته دون ان يكلف نفسه عناء النظر اليها )، واستعداده لاستقبال سجودة زوجة صدام وتأمين حياتها ورفاهيتها ، وتعاطفه ايضاً لمعالجة برزان التكريتي ، وامتناعه عن التوقيع على اعدام القتلة ، مراعيا بذلك العلاقات العشائرية" التاريخية" بين عشيرتيهما ! .. وانتهاءاً باعترافه بـ " وطنية " القائد الميداني لعمليات الانفال وابادة الشعب الكوردي !! . والسيد جلال الطالباني بذلك يبذل كل ما بوسعه ولا يدّخر اي جهد ، ويسعى في كل الاتجاهات ، ويبوس كل اللحى حتى المغموسة بدماء شعبه ، فقط ، من اجل ان يؤمن الاعتراف به ، وان ينظر اليه كـ " اب حنون " لكل العراقيين بسنتهم وشيعتهم عربهم وكردهم وتركمانهم واشورييهم ! ، تشبهاً بالطيب الذكر العم هوشي مينة الفيتنامي ! . ولا اخفي سرا اذا قلت انني والالاف من امثالي هم ضمن المستغربين والمستهجنين في نفس الوقت لتصرف هذا السياسي المخضرم ، الذي يحاول انقاذ قادة عمليات الانفال !، كيف يمكنه حتى التفكير ، مجرد التفكير حتى مع نفسه، بهذا الامر وهذا المسعى المنبوذ؟ ! ، وهو سيد العارفين بردود فعل الناس الشرفاء والطيبين في كوردستان وخارجها . هل تغلب " حبه ورغبته المستميتة " لكسب وارضاء فئة شوفينية عربية مقيتة ملطخة ايديها بدماء الشعب العراقي سابقا وحالياً ، هل تغلبت هذه الرغبة الغريبة وغير المشروعة على ،" علمه السياسي وخبرته في الحياة ، وكياسته " ؟، ام ان المثل الشعبي البحزيني او المصلاوي ينطبق عليه ( اشقد ما ويحد كيعغف ، كيقوم يخربط ) اي كلما زاد علم الانسان كلما تعرض للتشوش في تصرفاته و عقله .. الا يعلم ، او ألا يوجد حول مام جلال مَنْ ينصحه لوجه الله ، بان هذا الامر وهذا المسعى يجب ان لا يقوم به ، وانه بذلك يسيئ الى سمعته وتاريخه النضالي ويجلب العار له على مدى التاريخ !؟ .
وهل يعتقد السيد جلال الطالباني ان ذوي واقرباء واصدقاء ومعارف ضحايا الانفال وكل شرفاء الشعب الكوردي والمتعاطفين معهم من الاخوة العرب العراقيين وغير العراقييين ، هم من الغباء وغياب المشاعر بحيث يتقبلون تصرفه ويشاركوه حسه " الانساني المرهف " والغريب ؟ ام انه سيحصل على كراهيتهم ومقتهم طيلة حياته وبعد مماته ايضا . وسيعتبرونه كأحد المشاركين في عمليات ابادة اعزائهم وفلذات اكبادهم !! . ومن الضروري ان لا يعتقد ولا يتوهم السيد الطالباني او يقامر بمستقبله السياسي وسمعته وتاريخه وتحت اي غطاء كان ، واذا اعتقد في يوم ما انه بذلك سيرضي مجموعة عربية معينة ويجلبها للصف الوطني فهو واهم جداً ، فهو ، حتى وان ضحى بنصف شعبه الكردي من اجل ارضائهم سيكون قولهم الختامي ( اتركوه .. فهو بالتالي واحد كغدي ) ! ويجب ان لا يسوّغ له البعض ، من ان اهالي الضحايا سيتساهلون مع كل مَنْ يحاول ان يعيق تحقيق العدالة ويوقف او يغيّر قرار الادانة الصادر من القضاء العادل تجاه هؤلاء المجرمين الدوليين العتاة ، فهذا بالنسبة لاهالي الضحايا يشكل خطا احمرا و لعباً بالنار ليس الاّ ( رغم انني لا اميل لوضع الخطوط الحمر وغير الحمر). وانا شخصيا ساكون اول من يرفع دعوى قضائية على هؤلاء الذين يحاولون انقاذ رقاب القتلة ، وان كان السيد جلال الطالباني نفسه بينهم .

وبهذه المناسبة ادعو واناشد ضمير الكتاب والاعلاميين الكورد بشكل خاص والتقدميين من الاخوة العرب ايضا ، لابداء كل اشكال التضامن مع اهالي وذوي ضحايا الانفال والوقوف ضد مساعي السيد جلال الطالباني والهاشمي وفضحها وادانتها ، بشن حملة صحفية واعلامية ضد اية محاولة ومن اية جهة كانت للتأثير على القرارات المتخذة من القضاء العراقي ، او عرقلة تنفيذ تلك القرارات . كما يتطلب ان تعلن حكومة الاقليم وقيادات الاحزاب السياسية الكوردستانية ( الصامتين والساكتين عن الحق ... )ان يعلنوا موقفهم الواضح والصريح ازاء ما يجري من مؤامرات ودسائس في هذا المجال وواجبها ازاء ضحايا الانفال وذويهم يفرض عليها ان ترفع صوتها ،ان كان قد بقي لها صوت ، دفاعا عن حق نصف شعبها على الاقل !. وادعو في نفس الوقت ذوي ضحايا الانفال وكل المتعاطفين معهم من شرفاء الشعب الكوردي الى ابداء كل اشكال الاحتجاج والادانة لهذه المساعي ، ورفع دعاوي قضائية في محاكم الاقليم على كل من تسول له نفسه على اهانة ضحايا الانفال ومشاعر ذويهم ، وتقديم الدعم والتضامن للمسعى النبيل الذي تقوم به منظمة ( جاك ) ضد انفلة الشعب الكوردي برفعها دعوى ضد اصحاب ذلك المسعى المشبوه ، وبرغم تحفظاتنا العديدة على المالكي وتصرفاته الاّ اننا نقدم له كل التأييد والدعم في جهوده لتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية العليا . وعلينا وعلى كل من يعّزُ عليه تحقيق العدالة ان لا يستكين الاّ ويرى المجرمين وقد نالوا جزاءهم العادل .

صبحي خدر حجو
16 / 11 /2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار