الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حين تضيق الديموقراطية يتنفس الرقص والغناء
جمال الدين العارف
2007 / 11 / 17مواضيع وابحاث سياسية
يشكل الغناء أحد أوجه التنفس الشعبي الواسع للامم التي تعرف ديموقراطية ممنوحة يتحكم فيها عن بعد بحبال لاسلكية حسبما يقتضيه المناخ السياسي الدولي فحين يفرض هذا المناخ ارخاء الحبل فان البلد تعمه الديموقراطية مثلما تعم الخيرات جميع الاسواق وحين يقتظي هذا المناخ شد الحبل فان الديموقراطية تختفي بقدرة ساحر هذا فيما يخص الجانب الاول من الديموقراطية العربية أما الجانب الآخر فانها ترتبط ارتباطا وثيقا بمزاج الحاكم فاذا كان هذا الاله الانسان مسرورا فان كل شيء بخير وتصبح عندها كل الحقوق الانسانية حاظرة بدون الحاجة الى قانون أو دستور واذا ما غضب لاسمح الله فان كل صدقاته الديموقراطية يتراجع عنها برمشة عين عند هذين المربطين حوصرت الديموقراطية العربية أما دساتيرها فالتذهب الى الجحيم فانها لا تختلف عن خرافات زعيم أنهكه المرض وأوشك على الرحيل وفي أوضاع كهذه تصبح كل مجالات الحياة مسيسة بمعنى أنها خاضعة للمراقبة وحيث أن البحث عن حق الانسان في الحياة مرتبط بفتح الفاه والخطو بحركة فان علاقته بالسياسة يكاد يكون ضروريا الى حد يشبه حركة المريض الميؤوس من العلاج الذي يتوجه تلقائيا بحرارة الى الله طالبا منه شفائه فلا مفر من السياسة وبما أن العديد من مجالات الحياة موبوءة بمخاطر سياسية فان الغناء الغير الملتزم الذي يدور حول البطن وما حوى يعتبر الوسيلة الوحيدة التي تنتشر في المجتمعات العربية وتلقى اقبالا كبيرا لكونها الاداة الوحيدة ربما التي لا تثير غضب الحاكم ولهذا السبب تمتاز بلداننا العربية بالكثير والكثير من القنوات الغنائية المتخصصة في الغناء الجنسي الذي يعتمد على الصورة أكثر من المضمون كما تنتشر الفرق الغنائية المتنوعة من طول البلد الى عرضه وتتهافت القنوات الرسمية للدولة وغيرها على استضافتها أكثر مما تستضيف ما هو مهم في المجالات الحيوية والهامة بحيث أصبحت برامج قنواتنا تكثر فيها البرامج الغنائية والسهرات الحميمة بشكل يفوق الفواصل في الكتابات الادبية حتى أن صحافيي هذه القنوات يمتلكون جرءة وابداعا لايتوفر لدى زملائهم في الصحافة الاخبارية الرسمية وحتى المستقلة تهربا من العقوبات القانونية طبعا التي تصدرها الانظمة لقمع رؤوس الشياطين هذه ولوعي أنظمتنا العربية بمسالة هز الارداف وتحريك المؤخرة في سهرات الرقص والغناء الذي يشبه في اصواته حركات وأصوات أفلام البورنو لاعتماده على تطريب الجسد بغرائزه الحيوانية الجنسية بدل تذوقه كفن طبيعي روحي بكلمات شعرية تشبه صورا التقطت من الحياة وجرى عليها ميكساج تقني رائع و لعلمها بمسالمة هذا النوع من الفن وأن آخر ما يمكن أن يشغل باله هو السياسية فقد اتجهت الى دعمه ورعايته بشكل ملفت للنظر لالهاء الشعوب به عن ما هو أهم كمصيرهم ومصير بلدانهم وثرواتها وسعت كذلك الى استغلاله لينتشر بقوة في اوساط المراهقين والشباب لوقف المد الاسلامي المتطرف الذي يستقطب بدوره هذه الفئات العمرية التي لاتملك خاصية التفكير والتمييز السليم مثلما يحدث لدى كبار السن المستقلين عن كل المؤثرات التي بامكانها أن تتحكم في توجهاتهم الفكرية ولهذا فان هذه الانظمة تحدث مشاريع مرتبطة بهذا الغناء الجنسي الساقط مثل استوديوهات ستار أكاديمي والاموال الطائلة التي تنفق فيه بعيدا عن مراقبة الشعوب لمصير ضرائبها التي تدفعها على راس كل شهر وحيث أن الديموقراطية آخر ما يمكن أن تنعم به الشعوب العربية فان هذه الانظمة تسعى جاهدة الى خلق مغني لكل يوم ومئات الطبالين والغياطين والراقصين يوميا بالاضافة الى الاكثار من سهرات ما تحت الحزام على قنواتها للتنفيس على هذه الشعوب العربية المسكينة فلايمكن قهرها بالديكتاتورية وحرمانها من الرقص والغناء فان ثقافة الجسد في هذا الفن العريق في الخبث والسفالة بريئة من السياسة برائة الذئب من قميص بن يعقوب وبالتالي فهي احقر صدقة يمكن أن تجود به أنظمة كهذه مسؤولة عن تخلف شعوبها وهدر ثرواتها . ألا تبا للسياسة والسياسيين وكل كلمة تبدأ بحرف السين .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو
.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل
.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل
.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة
.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟