الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حُرُوفٌ غَجَرِيَّةٌ

نبال شمس

2007 / 11 / 17
الادب والفن


زَمَنِي يُحَاصِرُنِي...قَلَمِي مُتشعِّبُ الْحِرُوفِ دُوْنَ شَرْعِيَّةٍ..الْعَالَمُ يَرْمُقُ حُرُوفِي،تَخْرُجُ - لا تَخْرُجْ.
مُبَعْثَرَةٌ, مُدَوْزَنَةٌ, مُرَتَّبَةٌ...كَلِمَاتِي الْغَجَريَّةِ نَصٌّ مُتَنَاسِلُ الأَبجدية, أَبْجَدِيَّتُهُ صَمْتٌ. حُرُفهُ ذِئْبٌ بَرْيٌّ يَعْدُو مَعْ نَواقِيْسِ الرِّيح نَحْوَ نُورٍ لا يَهْدَأْ.
في مَقْبَرَة الْحُلْمِ قُتِلَتْ وَرقاءُ تَرْتَعُ في أفُولِ الْهَاويَة..تُغَرّدُ سِرًّا..تُنَاجِي قَمَرَاً حَزِيناً وَفَجْرَاً قُرْمُزِيًّا قَصِيرَا..تَتَرَاقَصُ تَحْتَهُ الْحُرُوفُ وَتَنْتَشِي فَوْقَهُ الْكَلِمَاتُ الْمَيْتَة.
أَتَتْنِي الْحُرُوفُ مُسَجَّاة تَمْضُغُ حُزْنَهَا عَصَافِيرُ السّنُونُو..تَرْسُمُ بِدَمِها الْقَانِي حُورِيّة جَمِيلة تَأتِي مِنْ سَابِعِ الْمَجَرَّات..تَلْعَقُ الْحَنِين.. تَرْسُمهُ وَهْجَاً فِي نَصٍّ مُعَتَّقٍ ...وَتَنْقُشْهُ وَشْمَاً مِنْ نَارٍ عَلى حِيطَانِ الْجَلِيل.
لا أُجِيْدُ الْكِتَابَة.. أَنَا أَكْتُبْ.
أَكْتُبُ نَفْسِي وأَخْتَزِلُ بَعْضًا مِنْ صَمْتِي. أَسْلُبُ الزَّمَنَ وأَنَا مَسْلُوبَةُ الأَزْمَانِ والأَبْعَاد. أَوْرَاقِي رَخِيْصَةٌ غَيْرُ صَالِحَةٍ للتَأَملِ وغَيْرُ نَافِعَةٍ لِمَسْحِ الأَحْذِيَّةِ, مُتَنَاثِرة مَعْ الرِّيحِ تَبْحَثُ عَنْ صَوْمَعَةٍ ضَيَّقَةِ الْمَكَان, تَكون حُرّةً فِيْها
الأَبْعَادُ تَتَكاثَر, والثَّالُوثُ يَأُكُلُ أَشْلائِي وَيَنْدُبُ الآتِي صَمْتَاً مَقْتُولاً وأَلَماً لا يَنْفَكُ عِن إعْلانِ الْمَوْت.
حروفي طفلة غجرية تنتظر عيدا وفساتين الفرح..تتقمص كَيْنُونَة الآتِي والْغَابِر..أَتَوسَدُها عِطْراً كَالزَّهْرِ يَتَوَسَدُ دُمُوعَ الطَّبِيعةِ فَجْراً رَبِيْعِيّا.
هي الْعَابِرَةُ تَبْحَثُ عَنْ نَصِ فَرَح. سَاهِدَة حَتَى الْفَجْرِ. بَاحِثَة عَنْ نُوْرِ شَمْسٍ، تَرْسِمُ سَرَائِرَ سَاذَجَة وحُلْماً بِلَوْنِ الْوُرُد. قَابِعة فِي نُوْرِ عَتْمَةٍ وَمُسَجَّاة فِي ظِلِ سِرَاج.
أتَسَردُ النّصَ دُوْنَ شَرِيعة . أَسْتَرِّقُ النَّظَر نَحْوَ أَطْيَافٍ غَائِبَةٍ والسَّمْعَ نَحْوَ طُيُورِ الصَّبَاح.
الْعَالَمُ يَنْتَظِرُهَا - أَنَا لا أَنْتَظِرُهَا.

وَرْقَاءُ تَتَسَارَعُ نَحْوَ الضَّبَاب. أُلَمْلِمُهَا دُرَراً قَبْلَ الشِّرُوق.
أُرْسِلها مُحَنَّطَة نَحْوَ نَفْسِي.
تَسْتَوْطِنُ - لا وَطَنَ
تَتَجَلى -لا تَجَلي
تُنْبُتُ شَقَائِقُ النُّعْمَان عَلى وَجْهِ الليلِ الْمُنْصَرِمِ وَسُلَّمِهَا الْمُوسِيقيّ الْمُبَعْثَر. تَسْتَلُ نَحْوَ الآتي سَيْفاً واهِناً, لا يَسْتَمِدُ الْعَدَم.
لا تُوَيْجَاتِ زَهْرٍ يَشْهَقُ.
لا سَرْدُ تَرْتَعِشُ حُرُوفُهُ بَيْنَ زَهْرِ اللوز.
عَصَا (تُوْر), تُبَشِّرُ بِعَاصِفَةٍ هَوْجَاءَ قَادِمَة, مِنْ رَحْمِ الأَرْضِ إلى مَا بَعْدَ السَّمَاء. تَرْشُقَني مَرْمَراً نَارِيًّا يَحْرِقُ هِيْرُوغَليفِية الأَزْمَانِ الْغَابِرَةِ -الآتِية, فَالنَّصُ في زَمَنِنَا وَثَنِيَّةٌ فَكَيْفَ (لتور) أن يَرْمِي بالْمِطْرَقَةِ والْمَرْمَرِ ولا يُصْبِحُ نَاريًّا؟
حُروفٌ غَجَرِيَّة تُعَانِقُ طَلَ الطّبِيعةِ تَرْتَشِفُ مَاءَهَا عَنْ تَلافِيْفِ الجُّوري. تَسْتَرّقُ النَّظَرَ نَحْوَ وَرْقَاءَ غَرَّدَتْ فَصُلِبَتْ بَيْنَ مَطَارِقَ الْعَاصِفَةِ الْهَوْجَاء.
في مَقْبَرَةِ الْحُلْمِ قُتِلتْ وَرْقَاءُ تَرْتَعُ في أُفُولِ الْهَاوية..تُغَرِّدُ سِرّا..تُنَاجِي قَمَرَاً حَزِيناً وَفَجْرَاً قُرْمُزيًّا قَصِيْرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات


.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص




.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر