الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد الخوف والشعور بالخطر ؟!

هيثم محسن الجاسم

2007 / 11 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بالرغم من مكابرتي على الالم لكن شعورا بالخوف او بالخطر يداهمني باستمرار . احاول باوقات الخلوة ان افسر او اجد تفسيرا لتلك المشاعر التي تغلب على مشاعر اخرى متفائلة ترعرعت بداخلي اخشى عليها الضمور . ولاني اعتقد بان تلك الطريق التي نسلكها امنة وحسنة لشعب ذاق ولازال طعم الموت والقمع والاستبداد . ولا اذكر الاسباب ولكن دون ترتيب لانها فوضى لاتترتب وتاتي غفـلة او بطريقة مفاجاة للجميع .
صراع الاحزاب على النفوذ والسلطة وخاصة الاحزاب التي تذوقت طعم السيادة وفرضت الامر الواقع على بقية المتحزبين معارضين ومشاركين بالحكومة ،لاتتنازل بسهولة عن تلك المواقع ومستعدة بل تفعل أي شىء حد حمل السلاح وارتكاب الجرائم لبسط نفوذها على اية معارضة او منافسة او محاولة ازاحة من مواقع متقدمة . هذا الصراع ألزمني ان اكون حذرا واكثر استقلالية وحيادية بالتعامل مع خطابات تلك الاطراف ، التي تعتقد بان ماتفعله ولو على حساب مصلحة الجماهير يبرره الصراع حتى مع من كان ينسجم او يلتقي فكريا وشرعيا وبشريا معها ولاادري ماذا بعد؟! لكن يختلف اخلاقيا وهنا نقطة الفصل ، بعض الاطراف الفاعلة وضعت الاخلاق خارج مقاييس المرحلة الحالية حتى يستتب لها الامر . تسقيط الاخلاق من مبادىء الصراع سمح لها ان تقتل وتنهب وتصادر وتتحدى كل قيم السماء والارض ( طغيان ) . بحق شعب كان مغلوبا ويبقى مغلوبا حتى حين ( حسب قوة ارادة الشعب ) ، وقوى اخرى تكافح جاهدة ان تتحرك مستفيدة من فسحة الديمقراطية التي تطالب بها الجماهير وليس الاحزاب . هنا تختلف المطالب! ، انا اطلبها لانني اجد فيها حريتي ورقيي وخلاصي ، بينما يرى الحزب فيها غطاءا للتحرك والهيمنة والاستحواذ على السلطة و حتى نهب موارد البلد بل بيع البلد مقابل كرسي او حصة او استحقاق حزبي او طائفي او قومي و بقوة السلاح ان تطلب الامر ( هنا نعتبر المليشيات المسلحة قوة ضغط على الحكومة وماادراك مامهمة تلك المليشيات في تصفية المعارضين او انهاء مشاكل عالقة وصلت لتصفية عوائل كاملة بسبب عرق او طائفة ) ،
اشعر بالخطر : من افراد شواذ يسرحون ويقتلون ويسرقون ويخطفون حتى الاولاد وكل شىء يفعلون دون رادع من دين او اخلاق او أي قيم انسانية لغياب قوة القانون بالدرجة الاولى وثانيا توفر الغطاء العشائري المستبد المطالب بحق هذا التافه والفاسد والمجرم كون دمه ليس ماء حتى تصمت العشيرة عنه واذا سكتت فان له اطفال يعيلهم يجب على العشيرة ان تجلب حقهم ممن قتله مع علمهم ان ابن العشيرة هذا كان مجرما وسلابا وحشرة تافة بالارض وان من قتله كان شرطيا او جنديا او مواطنا عاديا معتدا عليه ويستحق وسام شرف لانه انقذ المجتمع من جرثومة مضرة . وثانيا عينها الاطراف التي تعيش في قاع المجتمع من قوى ظلامية ترى مبادىء الاسلام حسب مزاجها وعرفها أي على طريقة ابن لادن الذي يريد ان يبيد الانسان وحضارته لانه يرى العالم فان . واعتقد ان تلك القوى الظلامية التي تستعمل الدين غطاءا ليس جديدة الاثر على الانسان . كل من قرا تاريخ الانسانية الطويل اطلع على تلك البؤر الظلامية في اوربا القرون الوسطى وفي فترات انهيار الحضارة الاسلامية وظهور الدويلات والامارات . و لمن اطلع ادرك ضرر تلك الظاهرة المرحلية بحياة الانسانية التي تبرز للسطح مستفيدة من الفوضى وغياب ملامح الافق الحضاري . واتساءل اذا كان هذا متكررا بعد قرون وينتج بسبب ظروف معينة أي ينشط كفايروس التفوئيد بمجرد توفر ظروف ملائمة لينال من جسد الانسان فلماذا نحن نهيا الظروف الملائمة لانتعاشه وظهور قوى الظلام في بلدنا او مدينتنا او محلتنا او قريتنا .
خوفا نعم .
اذن مصدر مخاوفي ليس استبداد السلطان كما كان ابان صدام المقبور بل خوفي من استبداد قوى الظلام المتمثلة بالاحزاب الضيقة الافق والمحلية جدا بل المناطقية التي سقطت في اتون الطائفية والشعاراتية التي تستغل الامية التي يعاني منها المجتمع ، طبعا يعود الفضل لصدام بتفشي الامية وللوضع الاقتصادي المزري وللامم المتحدة بحصاراتها السخيفة التي قدمت الشعب العراقي على طبق من ذهب لمن هب ودب ليتسيد (بالعفرتة ) على العراق الديمقراطي مستغلا حتى اقدس مالديه الدين مقابل ان تقدم له فرصة عمل لياكل ويلبس و مقابل رشى وصلت حدا فاحشا . نمو تلك شخصيات في بيئة متشظية عائمة على بحر من الخزعبلات والخرافات شخصيات كرزاماتيكية مريضة استطاعت ان تستغل نفوذها العشائري او الديني او وجاهتها او شخصيات رجعية راديكالية تبكي على ماض ولى ، عائلات كانت منافقة للحكم الملكي تتمنى ان تستعيد مجدها الغابر وتستحوذ على مواقع سلطوية حكومية او برلمانية ، على كل حال . ظهور تلك الشخصيات الكرزماتيكية مزق وحدة الشعب حتى بات الناس يتحدثون عن هؤلاء اكثر من حديثهم عن حقوقهم التي لايعترف بها احد الا بالخطب الرنانة وتحول اكثرية افراد الشعب الى مطية لمن اعتقدوا بانهم سبطروا على تلك الحشود ويوجهونها بالطريقة التي يرونها مناسبة لمصالحهم ( سياسة الاقطاع والعبيد ) .
انا اشعر بالخطر الداهم من الافكار السوداء التي سادت على حساب ثقافة الامة الاصيلة وهذه تنذر بفترة مظلمة جديدة يمر بها العراق يتحول فيها المثقف الى هرطقي يجب ان يقتل ويجتث من المجتمع لا ان ( يفتح عيون الناس على امور خطرة على مصالحهم الانانية) ،
اذن الخطر موجود بصور شتى ناهيك عن خطر القوى الخارجية التي لها برامج ومشاريع في العراق وتعمل جاهدة على تفريغ الوطن من ابناءه ، حملة العلوم والفنون والاداب لكي يبقى فقط شريحة من الرعاع ممن يعيش كالدواب يكرب ويلهث ويركض مقابل علفه وجلاله ولايهمه من يحكم البلاد او يسرح فيها .
وبالتالي يبقى الشعور بالخوف حجرة عثرة امام تطلعاتنا في ارساء قواعد متينة للنظام الديمقراطي الذي يكفل حقوق الجماهير ويحقق العدالة لكي يعم الامان في ربوع الوطن لنعيش بمختلف اطيافنا امنين واحرار ومتفانين في اعمار ه وحمايته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة