الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية...بين.. رومانسية الحلم ... ومشروع العدالة... وواقعية الاداة

ثائر سالم

2007 / 11 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لكل حلم وفكر ، ظروف نشأة ، وبصمات مرحلة… وبقدر التحدي الذي يطرحه الواقع ...مستوى التعقيد في مشكلاته .....اسئلته وازماته....مدى غنى مدارس الفكر فيه.... تتحدد قدرة الفكر القادم، على تلمس اسئلة عصره ، ونوع اجاباته عليها. ...فتاريخ الاختلاف في ...الافكار،الرؤى، المشاريع، وحتى الاحلام ، .....سيبقى في الاعم ، تاريخ اختلاف المصالح وصراع الافكار التي تحاول التعبير عنها .

هكذا نشات الشيوعية، حلما انسانيا ، مشروعا... بقراءة خاصة.... للعدالة الاجتماعية، والحرية الانسانية ، ...مشروعا احدث.... انقلابا جذريا... في تاريخ الفكر الانساني ، ومشاريعه الاجتماعية ، والتحريرية . ........مشروعا مواجها لمشروع راس المال الاستغلالي، بشكل خاص ..... وكل مشاريع اللا عدالة الاجتماعية.... والاستغلال بشكل عام. .....مشروعا حاول..... احتواء الرؤى ، التي تشاركه.....، حلم العدالة والحرية .... وفضح اضاليل راس المال ..وحقيقة الاوهام والخرافة ... العنصرية، التمييز بين البشر....عرقا او دينا.... قومية او مذهبا... مكان ولادة او لون بشرة...
بكشف حقيقة توحدهم الانسانية ....المتحققة فقط،، ..بالعدالة التي لا تقبل التعايش... مع جشع واستغلال الملكية الخاصة، بكل صنوفها.

هكذا ولدت الشيوعية ، الحلم والمشروع ...قبل ماركس .....واجتازت مراحل وتجارب ...، كانت فيها فكرة تحبو وتنمو .... من اطوارها الجنينية، البدائية ، ومحاولاتها الاولى،... تصورات طوباوية.... او تجارب على الارض، جزر محاصرة ، عائمة....(اوين ، فورييه ، سيمون....الخ) لم تتمكن من تقدير، العامل السياسي، والمدى الذي يمكن ان تبلغه ردة فعل راس المال.... .....منذ ذلك التاريخ ..اثبت راس المال .....حقيقة الديموقراطية التي يعني..... ومستوى العنف ، الدموي ، الارهابي ، الذي يمكن ان يبلغه.....اذا ما كان هناك على الارض .... مشروعا يهدد او يمكن ان يهدد .... ملكيته او نظامه السياسي....
....حدث هذا ...قبل ان تتمكن الشيوعية ....من تقيدم نفسها.... مشروعا ، منتفضا ، شجاعا ....، عميقا ، لا يساوم ، ولايهادن ....، ولا يقبل انصاف الحلول . ..رؤيته ونبل اهدافه ،.... تقطع بالكامل مع اي ....، نفاق او مهادنة او تضليل.... مع راس المال ....، بكل مراحله واشكاله.
وبماركس فقط ، اكتسب الحلم ـ المشروع.....شكله الواقعي بالكشف عن.....شروط تحققه التاريخية ....التي لاعلاقة لها، باي نزعة اخلاقية او ارادوية سياسية ـ عقائدية...
وبماركس فقط امتلكت ... الشيوعية فكرة ورؤية، قناعة وموقفا،..... ثباتا ورسوخا وعدم مهادنة ،.... رسخت القطيعة الفكرية الاخلاقية المطلقة ، مع راس المال والاستغلال الراسمالي، مهما كان الشكل الذي يتخذه.....اضاليل او ذرائع ، تحاول اخفاء جوهره الطبقي الاستغلالي.
وبماركس فقط ...تم الحفاظ على اصطفاف دائم وانحياز مطلق، للمشروع ....لخندق الشغيلة المنتجين ، صانعي الحياة ، المسحوقين، الكادحين ، المسروقة حقوقهم. .....لخندق قوى الحرية والتحرر،المعادية لراس المال، ومشاريعه الاستعمارية.

هكذا نشأت الشيوعية.... فكرة متحدية....لفكر ساد ولازال سائدا، ضروراته التاريخية ،قوية ، جدية.
حقيقة موضوعية ، كهذه لا تنال من واقعية المشروع ، الا بمنظور نسبي ...
.....ذلك ان مسؤلية راس المال،.... كعلاقة اقتصادية ونظام سياسي .....عن اغلب عذابات الانسان المعاصر ...جرائم الحروب والعنصرية ......نهب ثروات الشعوب وافقارها.... وتعميق التفاوت بين البشر ...، لا على اساس الكفاءة او العمل.... او الحاجة الانسانية ،.... وانما على اساس القدرة على سرقة الغير....، طبقة او شعبا او شعوبا اخرى ....، باتت اوضح واشد من اي وقت مضى ... الجموع التي يهمشها الاستغلال الراسمالي..... تتسع باستمرار دائرتها ...تدركه، ترفضه، او تكافح ضده... ،

الاتساع في قاعة الرفض ...ومعرفة جوهر هذا الاستغلال ....وانكشاف لا انسانيته، ولا عدالته ...،
والاختلاف ... واقعية وممكنات الحلم ـ المشروع ... واشكاله الممكنة في المستقبل..لا ينال من قيمته ومغزاه التاريخي..... كمشروع تحرير شامل لللانسان من.... عبودية الملكية الخاصة ....
وظلم الاستغلال ......وسطوة الجهل والخرافة .....ومن اي قيد على حريته الاجتماعية والمعرفية.

اما الشكل الذي اتهمت، انها قدمت نفسها فيه، حينها ولازالت، كصيغة متطرفة راديكالية ... انما هو الشكل الذي اقتضاه ....وفرضه موضوعيا ،... الشكل المتطرف .. الذي ظهر به راس المال،... وكشف حقيقة مضمون ليبراليته،.... غير العادلة، المزيفة ، .....التي لم تمنح ، سوى سارق جهد الاخر الجديد (البرجوازي) ،..... الحرية القانونية والاخلاقية ، في الاستحواذ عليه بحرية واطمئنان. ....
ولم يترك للاخر سوى ،... فتات الليبرالية......وزيفها البائس، ....المساواة الشكلية ( ليست الحقيقية) امام القانون.....فالحرية التي تفاخرت بها ولازالت ....لم تكن سوى حرية التعبير والقول ....مادامت تلك الحرية غير قادرة على تغيير الواقع .....او ان تشكيل تهديد جدي.... لحرية راس المال ونظامه السياسي.
كل المشاريع الفكرية والسياسية ... ابتدأت حلما ... والتجربة وحدها ...من كان بامكانها .... ان تمنح حكما نهائيا .... على واقعية مشروع....او امكان حلم...
وهكذا كان الامر مع حلم اقامة ، " الدولة الاشتراكية" و " دكتاتورية البروليتاريا" و " ديموقراطية الطبقة العاملة "، " حتمية انتزاع السلطة بالقوة " ، " وانكار امكانات الطريق الديموقراطي في الثورة"….. احلام ورؤ ى ، فكرية وسياسية ، من الصعب التشكيك ، بسلامة القصد الاجتماعي الانساني ، ورائها.
ولكن للتاريخ كما هو معروف ، ادوات قياس، طريقة حكم ....طريقة تنطلق من التجربة.... وتنتهي في التجربة.... وما بينهما هامشا ، يمكن لاي عوامل اخرى ...، الاستفادة منه بدرجات ... خاصة ، طارئة ، خارجية ،..... تتعلق بالمشروع ذاته او غيره.
للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم