الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد يا فضيلة الدكتور؟!

جورج غالي

2007 / 11 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لاحظت منذ فترة قريبة أن هناك حرب إعلامية مُقنّعة على المسيحية، وكانت قد بدأت هذه الحرب الخفية عن طريق شبكة أوربيت الفضائية وأنجح برامجها وهي "القاهرة اليوم" و"على الهوا" وإن كان قد بدأها المذيع اللامع "عمرو أديب" في برنامجه القاهرة اليوم حيث قاد حملة شعواء ضد القمص "زكريا بطرس" لسحب الجنسية المصرية عنه وكان معه على الهواء في هذه الحملة الدكتور "سليم العوا"، وكان كلا الأستاذين يُحرضا على الفتنة الطائفية بالغمز واللمز وقد يكون هذا بدون قصد ولكن المشاهد لهذه الحلقة كان سيلحظ ذلك.. إلى أن جاءت مداخلة فضيلة الدكتور "زغلول النجار" والذي خرج عن موضوع الحلقة وقال بالنص "المكدس الذي يدّعون أنه مقدس" متهكماً على الكتاب المقدس وهو أصل إيماننا كمسيحيين.
إلى هنا كنت أقف محايداً في موضوع أبونا "زكريا بطرس" لست مع أي الفريقين اللذين يريدون إيقافه أو اللذين يريدون استمراره في برامجه على قناة الحياة؛ ولكن ما حدث في برنامج "على الهوا" للإعلامي المحترم والمحايد جداً –والله أعلم- "جمال عنايت" كان هو الطامة الكبرى..
فقد استضاف سيادته فضيلة الدكتور "زغلول النجار" وصال فضيلته وجال في الازدراء بالكتاب المقدس ونصارى مصر دون أن يدرك أنه في برنامج يشاهده ملايين المسلمين والمسيحيين في مصر والعالم، مما جعلني لا أُكمل البرنامج لكثرة البذاءات الخارجة من فم فضيلته.
وسوف أتناول في هذا المقال بعض ما سمعت على لسان فضيلة الدكتور "النجار" محاولا إظهار مَن هو الذي يشعل الفتنة في مصر، ومَن لا يستحق أن يكون مصرياً.
بدأ حديث فضيلته بالآتي:
أنا لم أمس النصارى بكلمة واحدة في مقالاتي، أنا أقول أن القرآن الكريم هو الصورة الوحيدة من كلام رب العالمين المحفوظ كلمة كلمة وحرفاً حرفاً، في الوقت التي ضاعت فيه كل أصول الرسالات السابقة أو ما بقي منها من ذكريات يتحول للتحريف، وهذا علم وليس هجوماً على أحد "واللي على رأسه بطحة بيحسس عليها", وأنا أهديهم أعظم هدية يمكن أن تقدم لهم عندما أقول أن كتابكم ليس موثقاً راجعوا أنفسكم..
عفواً يا فضيلة الدكتور.. لقد حولت بهذا الكلام الكثير من المسيحيين ومنهم أنا للدفاع عن ما يقوم به أبونا زكريا بطرس على قناة الحياة، فأنت تقول أنك لا تهاجم أحد ولا عقائد ولكنك فقط تعرض حقائق وهذا ما يفعله أبونا زكريا ولكنه يعرض هذه الآراء من كتب المسلمين ولم يسب أبداً المسلمين بل يقول دائماً أحباءنا المسلمين.
وكما أنك تشعر أنك تقدم هدية للمسيحيين بقولك أن الكتاب المقدس محرف وغير صحيح وليس المجال هنا للرد على هذه الافتراءات من فضيلتكم، فهذا يحتاج كُتب كثيرة وإن كان أفضلها في رأيي كتاب "استحالة تحريف الكتاب المقدس" لأبونا القمص "مرقس عزيز" حيث حلل خلال كتابه الأسئلة البديهية حول هذا الموضوع وهي: متى؟، ومَن؟، وكيف؟، ولماذا؟، وهدم هذه الآراء بطريقة منطقية جداً من كل الكتب واستشهد فيه أيضاً بالقرآن...
فهذه الهدية التي تشعر أنك تقدما للمسيحيين على صفحات الجرائد وفي التليفزيون يشعر أيضاً أبونا زكريا أنه يقدمها للمسلمين.
أعتقد أن فضيلة الدكتور "زغلول النجار" يتبع الإخوان المسلمون في شعارهم "الإسلام هو الحل" ولكن من وجهة نظر فضيلته على ما أرى أن إشهار كل مسيحيي مصر لإسلامهم هو الحل.
يا سيدي... هذا هو لسان حال أبونا زكريا "اللي على رأسه بطحة بيحسس عليها" ولك رد الكتاب المقدس وليس المكدس كما تدّعي:
"لا تدينوا لكي لا تدانوا. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها..أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك". (متى 1:7-5).
ورجوعاً للبرنامج.. حيث حين سأل الأستاذ جمال عنايت فضيلة الدكتور عن كيفية تجاوز هذه المسألة، بدأ سيادته في عرض بعض الـ "سي دي" الموجودة معه عن محاضرات أُلقيت للرد على الإسلام والمسلمين في مؤتمرات أو محاضرات للمسيحيين –وليس في الجرائد القومية والقنوات الموجودة على النايل سات المصري- وترك الإجابة على السؤال.. أي أنه ازداد الأمور حدة بدلاً من إيجاد الحلول.
وأريد هنأ أن أذكر أن هناك محاضرات تُلقى للدفاع عن العقيدة المسيحية في الكنائس لمواجهة عمليات الأسلمة في الشارع المصري وهذا حق مشروع، وأمامها يحدث ذلك في المساجد لمواجهة عمليات التنصير –من وجهة نظر المسلمين- وهذا أيضاً متاح، ولكن أن يكون هذا عن طريق القنوات الإسلامية الكثيرة جداً على النايل سات وآخرها قناة "إم تي ايه العربية" والمخصصة للرد على أبونا زكريا فهذا غير مقبول إطلاقاً.
ونرجع مرة أخرى لإجابة فضيلته على كيفية تجاوز الأزمة فقال بالنص "يجب أن يعرف المسيحيين حدودهم ويلتزموا آدابهم ويجدوا قيادة تردهم، النصارى في مصر رفعوا رؤوسهم أكثر من اللازم، والحكومة ضعيفة أمامهم.
ولست أجد هنا رداً أرده على هذا الإسفاف.
ثم بدأ فضيلته في تعديد كيفية رفع رؤوس النصارى بما لا يصدقه عاقل ولا مجنون مثل:
يستولوا على أراضي بالقوة.
ويبنوا كنائس بدون تصريح.
ولما أعاد الأستاذ جمال عنايت السؤال عليه: كيف نتجاوز هذا؟ رد فضيلته...
يتعلموا الأدب..
وهنا تركت البرنامج وحولت القناة..
وهنا أريد أن أعود للسؤال الذي في عنوان المقال..
وماذا بعد يا فضيلة الدكتور؟؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح