الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلّموا الألم !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2007 / 11 / 20
الادب والفن


يا من تواجهون بعض الألم ،
فلا ترون إلا أنفسكم ، ولا تحسون إلا بآلامكم ، ولا تسمعون غير صدى أوجاعكم !
أخرجوا أصابعكم من آذانكم ، وأصغوا جيداً لصرخات الألم :
00 الخرساء !
00 والتى لا يمكن أن توصف فى كلمات !
00 والتى تدوى حولكم وكأنها لا تعنيكم أبداً !
أطلبوا من الله :
أن يختم شفتيكم على أوجاعكم وآلامكم الخاصة ، متدربين بشغف عليها 0
00 وأسألوه :
مزيداً من النعمة ؛ حتى لا تديروا ظهوركم ، وتتحجّروا !
حيث يجب أن تلتفتوا إلى العالم المتألم الدامع الباكى ،
وتسرعوا إلى آلام الآخرين الممدودة إليكم ، وتضموها إلى صدركم ، وتعانونها بصبر !
- مشاركة منكم للمتألمين والمعذبين فى الأرض – 0
وأن يعينكم على أن تبذلون تضحياتكم ، وتجعلونها جزءاً من لذتكم ترحماً على الذين فقدوا ولم يساندهم أحد !
و لتكونوا ممتلئين بالرغبة والحرص على إبقاء أنفسكم جزءاً من الحياة ؛ فالإنسان يصير إنساناً :
حين يتألم لبؤس لم يصنعه بيديه 0
ولم يكن سبباً فيه 0
حين يخرج من سجن ذاته ويخفق قلبه مع أبعد نجم فى السماء !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
ولير كل واحد منكم نفسه سليل آلام البشرية جمعاء 0
يتلاحم وأوصابها 0
يتجاوب مع إحتياجاتها بقوة حبه 0
يطوى جوانحه على قلب رقيق ، وعواطفه تفيض فى أكثر من موقف 0
لتكن الإنسان الذى يقاسى ؛ فلا تسأل الذى يتعذب كيف يتألم ؛ لأنه أنت !
تعرف الجرح فى أعماق قلبك !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
من أجل الطفولة التى تنزف دماً 0
وتموت جوعاً وبرداً0
00 وأهرعوا لنجدتهم 0
ومدوا أيديكم إليهم ، وعزوا نفوسكم فيهم ، وأبكوا عليهم ، وفيهم :
كل ما هو برئ وتلقائى وصافى والحب والصدق وكل ما هو نظيف فى هذه الحياة !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
من أجل أولئك الذين لم يتعرّفوا إلى فرح العائلة وليس لهم فى العالم من يعنى بهم 0
واحملوا قلوبكم وابحثوا لهم عن : الراحة والسعادة والفرح الكيانى !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
من أجل شباب فى عمر الفرح ، قلوبهم تدمع فى حدقات عيونهم الشريدة !
يبحثون عن اللذة المؤدية إلى الموت 0
ويبحثون عن إنسان : يهتم بهم ويصرخ من أجلهم !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
من أجل الذين يتجرعون الظلم والتعسف والإضطهاد ، وتخنق حريتهم فى القيود وراء القضبان والزنازين !
وصلوا كثيراً من أجلهم !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
من أجل الذين يهلكون فى مرافئ الرذيلة والشر 0
ولتكن كل خلية فى جسمكم غدة دمعية 0
وصلوا بحزن من أجلهم ، ومن أجل خلاصهم !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
من أجل الإنسان الذى يضرب بالحروب الشيطانية0
يتمزق 00
وعرق الجهاد يتصبب من قلبه ، وهو يجرى فى سباق المجد 0
00 وساندوه يابتهالاتكم !
،000،000،000
تعلموا الألم ،
وغيّروا بالمحبة والعطف طبيعة الحياة على الأرض ؛
حتى يتراجع الألم ،
ويشفى الله جروحه فى هذا العالم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر