الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليكن هذا القرن قرن النهوض المتجدد للاشتراكية الثورية في كل العالم

عايدة توما سليمان

2007 / 11 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


نص الكلمة التي ألقتها في المؤتمر العالمي للاحزاب الشيوعية والعمالية
ليكن هذا القرن قرن النهوض المتجدد للاشتراكية الثورية في كل العالم

* إنّنا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي نعدكم بالاستمرار في النضال من أجل مستقبل أفضل، مستقبل اشتراكي من أجل جميع شعوب المنطقة والعالم مستمدين القوة من تضامنكم ودعم الحركة الشيوعية العالمية *
حضرات الرفاق في الحزب الشيوعي البيلاروسي (روسيا البيضاء)
حضرات الرفاق مندوبي الاحزاب الشيوعية والعمالية؛
اسمحوا لي أولا أن أنقل لكم تحيات وتقدير اللجنة المركزية لحزبنا، الحزب الشيوعي الاسرائيلي، للرفاق في الحزب الشيوعي البيلاروسي والحزب الشيوعي في روسيا لدعوتهم لنا للمشاركة ومنحنا فرصة مخاطبة هذا المؤتمر الهام.
في الذكرى التسعين لثورة أكتوبر المجيدة نحن نقدر عاليا تأثير الثورة العظمى على حياة الطبقة العاملة والبشرية في العالم أجمع، وخاصة الأمل الذي منحته ثورة أكتوبر الاشتراكية لجميع المضطهدين والمحرومين بالتحرر من نير الامبريالية والرأسمالية عندما يتوحدون في ثورتهم. هذا الأمل الذي أثبتت الثورة المجيدة واقعيته ولا يمكن لأية قوة أن تسرقه من الطبقة العاملة.
لقد نجحت ثورة أكتوبر المجيدة وصناعها في خلق عالم جديد فسخرت المصادر والموارد في خدمة رفاهية الشعوب وأطلقت قدرات الطبقة العاملة من أجل تطوير وبناء دولها ودعم الدول النامية المسماة دول العالم الثالث، فدعمت السلام العالمي والتطور العلمي والصناعي لما فيه خدمة الشعوب ومستقبلها.
واليوم، وبعد تسعين عامًا، وبعد الانهيار الكبير، نشاهد الاستغلال الذي يمارسه رأس المال للعولمة وللنمو السريع للصناعة العصرية والتكنولوجيا، ونظم المعلومات والاعلام في محاولة للسيطرة على الموارد ورأس المال والعمل المأجور.
إنّ تبني نموذج النيوليبرالية سرع التفاوت الاجتماعي- الاقتصادي في داخل الدولة الواحدة وفي الشعب الواحد وبين الدول الفقيرة والغنية. ففي بداية القرن الواحد والعشرين ما زالت الثروات مركزة في أيدي مائتي شركة متعددة الجنسيات بينما تجبر غالبية البشرية على العيش في ظروف تحرم فيها من الأمور الضرورية والأساسية مثل المياه النظيفة والطعام والمسكن والمدارس والمستشفيات. ومن ناحية أخرى فأن هذا الاستغلال ذاته يخلق أسسا مادية لتضامن الطبقة العاملة في العالم كما تلخصت في مقولة ماركس وأنجلز "يا عمال العالم اتحدوا".
ورغم كل ذلك ما زالت الولايات المتحدة تعرقل أية محاولة للوصول الى اتفاقيات تحد من "الاحتباس الحراري"، مشكّلة بذلك خطرا حقيقيًا على وجود الجنس البشري. وبحجة دمقرطة العالم تشن إدارة بوش وحلفاؤها حروبًا وأشكالا مختلفة من التدخلات في الشؤون الداخلية للدول، أحيانا تكون عسكرية كما حدث في العراق وأحيانا تكون التدخلات على شكل تدريبات للاجهزة الامنية في دول عدة وبتشجيع سباق التسلح بما يشمل أسلحة الدمار الشامل.
ولقد أبدت حكومة إسرائيل نوايا إجرامية في قيامها بتنفيذ كل الاوامر القادمة من واشنطن وبانضمامها للمغامرات العسكرية لإدارة بوش. ومما لاشك فيه أن هذا التوجه من طرف حكومة إسرائيل أصبح جليا خلال العام الماضي في الحرب الثانية على لبنان وعمليات الاغتيالات المستمرة ضد قيادات وشخصيات فلسطينية وسياسات هدم البيوت وما الى ذلك.
كل ذلك في الوقت الذي يستمر فيه مسؤولون إسرائيليون بالتصريح عن استعدادهم لشن هجوم على إيران حتى ولو كان بثمن حرب نووية أو حرب إقليمية تستخدم فيها أسلحة دمار شامل.
إنّنا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، في ظل كل ما ذكر، نعرب عن قلقنا من العديد من الاشارات لحرب إقليمية قريبة في منطقتنا تحضر لها الولايات المتحدة وحكومة إسرائيل.
إنّ الهجوم الخاطف الذي شنه الطيران الإسرائيلي والقصف على شمال شرق سوريا مؤخرا كان استفزازًا تجب إدانته، هذه لم تكن المرة الاولى والصمت الأمريكي إزاء هذا القصف يمنح الضوء الاخضر لأعمال عدوانية إسرائيلية إضافية ضد سوريا في خدمة الامبريالية الامريكية في المنطقة.
إنّ ازدياد الانتقادات والمعارضة داخل المجتمع الأمريكي وفي العالم للحرب على العراق واستمرار الاحتلال والمماطلة التي تنتهجها إدارة بوش وإسرائيل في الوصول الى حل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال يدفع بالادارة الأمريكية لمحاولة إبعاد الأنظار عنها من خلال توجيه الاتهامات لسوريا وإيران وتصعيد التوتر في المنطقة.
إنّنا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي نعتقد بأن المؤتمر المزمع عقده في الشهر القادم في أنابوليس والاجتماعات المتكررة بغير فائدة والتي تعقد مرارا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت هي محاولة أمريكية أخرى في طريق خلق وهم وكأنهم في الطريق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية.
إنّ أربعين عاما من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وجدار الابرتهايد وتوسيع المستوطنات ومصادرة الاراضي والاغتيالات والاعتقالات المستمرة في غزة والضفة الغربية هي المسؤول الاساسي. كما أن حقيقة عدم تطبيق إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإنهاء الاحتلال هي العقبة الحقيقية على طريق السلام العادل والثابت في المنطقة.
إنّ هذا الوضع المستشري في العالم والمنطقة يكشف المعاني السلبية للعولمة و"النظام العالمي الجديد" في الدول الفقيرة والنامية. ونحن مازلنا نتذكر كيف جرى استغلال الأزمة العالمية الكبيرة للتحضير للحرب العالمية الثانية، ولهذا أصبح من الضروري التحذير من أية محاولات لتكرير استغلال أزمة الرأسمالية العالمية الحالية كمبرر لأي عدوان مسلح أو حرب تشنها الدول الرأسمالية. في هذا السياق العالمي نحن نحذر من أي عدوان ضد كوبا أو غزة أو سوريا أو إيران أو السودان أو الصومال.
وعلى الرغم من أنّ الحزب الشيوعي الاسرائيلي يدين الانقلاب الذي قامت به حماس في غزة، ويرى في أعمال حماس نقيضًا لمصالح الشعب الفلسطيني إلا أننا ضد استغلال هذا الوضع للتغطية على جرائم إضافية ترتكبها إسرائيل في غزة.
إنّ الثمن الباهظ للحروب المتكررة والاحتلال ما زال يشكل عبئا على ميزانية إسرائيل، وتبتلع المصاريف العسكرية ودفعات الديون العسكرية نصف الميزانية في إسرائيل. ففي السنوات الأخيرة وجراء التصاعد الخطير في القمع الكولونيالي والحرب الاجرامية الاسرائيلية الثانية على لبنان تلقت وزارة "الأمن" الإسرائيلية زيادة مقدارها عشرة مليارات دولار لميزانيتها العادية.
ومع أن إسرائيل تمر بأزمة اقتصادية، فقد تنامت المجموعات التي تسيطر على الاقتصاد ويقدر بأن 17 عائلة تسيطر على معظم اقتصاد إسرائيل بينما يجري دفع أكثر من مليون ونصف المليون إنسان الى ما دون خط الفقر بما في ذلك 770 ألف طفل.
على ضوء كل ما ذكر، فإنّ حزبنا الشيوعي الإسرائيلي يرى من واجبه تطوير برنامج يعتمد العدالة الاجتماعية بحيث يتمكن هذا البرنامج من الاجابة على المشاكل الحالية الناشئة من التمييز القومي والطبقي والنوع الاجتماعي. كما نجح حزبنا في طرح البرنامج السياسي الذي يضمن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وضمان السلام في المنطقة، هذا البرنامج الذي يتبناه اليوم كل راغب وساع للسلام في منطقتنا، بإمكاننا مهتدين بقيم وفكر ثورة أكتوبر المجيدة ومن خلال إصرارنا على العدالة الاجتماعية وإلغاء جميع أشكال الاستغلال الرأسمالي ووضع البرنامج الأمثل لاستبدال نظام القمع الطبقي بحكومة الطبقة العاملة من أجل الطبقة العاملة.
إنّنا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي نعدكم بالاستمرار في النضال من أجل مستقبل أفضل، مستقبل اشتراكي من أجل جميع شعوب المنطقة والعالم مستمدين القوة من تضامنكم ودعم الحركة الشيوعية العالمية.
عاشت ثورة أكتوبر المجيدة.


* عضوة المكتب السياسي للحزب ومسؤولة دائرة العلاقات الخارجية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل