الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوزير متفائل و الشعب متشائم و جدتي معجبة بالسعدية

هشام الصميعي

2007 / 11 / 19
كتابات ساخرة


وقعت هده الأيام، كما العديد من المغاربة في حيص، بيص ، حول من أصدق أتصريح الوزير الأول أمام البرلمان ، الدي جاء فيه أن النمو الاقتصادي برسم هده السنة سيصل الى 6.8 في المائة أم تصريح المندوب السامي للتخطيط السيد الحليمي الدي دكر فيه للصحافة ، أن معدل النمو لن يتجاوز هده السنة 3.5 الى 4 في المائة كأقصى تقدير.

ولأني لا أولي عادة أهمية للأرقام و البيانات الحكومية ، وبعيداعن الحسابات الضيقة ، أوزعت الأمر في ما اختلف عليه بين الوزيرين ، لمجرد فروقات في شبكات الأعصاب الدماغية لديهما ، والتي اكتشف الباحت شاروت مؤخرا أنها مسؤولة عن زيادة ، أو نقص ، جرعات التفاؤل ، و اختلافها بين بني البشر. و بعد مقارنة صورتي الوزيرين ، اتضح لي وبدون اخضاع الحالتين الى عملية الرنين المغناطيسي ، أن دماغ الوزير الأول عباس أتخن ، وأوسع ، من دلك الدي يتمتع به الحليمي .و عندما تفرست بعناية ملامح كليهما ، ظهر لي و الله أعلم ، أن وجه وزير التخطيط تغزوه تجاعيد ، و خطوط ، مما يوحي أنه يعاني من عوارض كآبة شديدة ، تجعله يتخيل ، هو وطاقمه الوزاري في التخطيط أمورا سيئة ،غاية في التشائم ، على عكس عباس، وان كان قصير رقبة ، صغير قامة ، فوجهه المستدير ، و خفة حركته ، يجعل منه شخصا ما شاء الله عليه كله شباب و حيوية ، يموت في الوزارة ، و حيموت فيها لا قدر الله ،طبعا من باب التفائل .

في جديد التفاؤل الحكومي ، و الفعالية الانتاجية ، و البرامج التنموية ، و الحكامة الجيدة ، و لا ننسا التنمية البشرية ، قامت الحكومة بتدشين عصرها الزاهرهده الأيام بأكبر وليمة سلخ لظهور المعطلين بهراوات ، و ان كانت في مجملها مستوردة فان السلخة لم تخطأ موعدها ، وأتت كالعادة من كرم محلي أصيل، من شعار خليك متفائل، و الا وسعنا أعصاب دماغك بالهراوة.

وكانت النتيجة سقوط 100 ضحية من حملة الشواهد العليا أمام البرلمان المحترم كسور، رضوض، جروح.... طبعا هدا الورش التنموي ،عفوا هدا الوتش الهلكوي الهائل، لم تبته قنوات المخزن الفكهانية، كالعادة ،و حرمتنا من الاستماع الى مسقط الطائرات وهو يصرخ في الميكروفون هاهم أبناء الشعب المغربي ياسيدي ،هاهم من كل حدب، وصوب، ينسلون في بلد النماء ،و المسيرة المغنفرة ،هاهم يأكلون، و يتكربعون، في وطنهم الزاهر. وتختم النشرة بمقطع من عيطة مرساوية ياك ساكونا للزيتون، و ياك تما وقع الريتون، لي تهرس ها لكرارس، و لي تاعما يبقى تما .

و في دلكم تكون الحكومة ،أمنا الغولة، قد اهتدت الى أنجع وسيلة لمحاربة العطالة فبدل محاربة البطالة، ينبغي القضاء جملة، وتفصيلا ،على المعطلين، يعني ضرب عصفورين بهراوة واحدة . وهدي هي الديموقراطية الحقيقية.

الابداع الشيق الدي لا يخطرعلى بال الداهيات ،و الأرطبونات، من عصرنا أن حكومة العبابيس، اهتدت هده المرة الى طريقة سينيمائية لافراغ الملفات المطلبية لحاملي الشواهد العليا بالمغرب، عبر خلق مجموعات وهمية، من المعطلين، و الالقاء بها الى الشارع للاحتجاج المسرحي. وهكدا و كما ترون بالعين المجردة فبدل خلق فرص للشغل، و العيش الكريم، الدي ضاق في هده البلاد الشعراتية، أضحت أمنا الغولة ،تخرج من مصانعها ماركات مسجلة، قابلة لتأدية، دور الكومبارس من معطلين، وهميين، متلما كانت بالأمس، والى اليوم، تخلق أحزابا و نقابات، وهيئات، وزعامات، وهمية. بدأت أشك على رأي أم كلتوم أن نفتح عيوننا دات صباح ،على دولة، كل شيئ فيها وهمي، فنمسي متل أليس في بلاد العجائب . شي ما عارف شي.

على دكر المسرح وبينما، و أنا أتابع دات ليلة بروتوكول تعيين الحكومة ،على الشاشة، ادا بجدتي تصيح و هي عادة، لا تتدخل في متل هده الأمورسائلة: ياه ياك هي هادي أوليدي، ديال أناري جابها فراسو؟ وهي تعني بدلك السعدية قريطيف، أو تورية جبران، المسرحية ، و زيرة التقافة المعينة في حكومة عباس،و كانت هده الأخيرة اشتهرت في أواسط التمانينات باشهار ضد حوادت السير، يظهر فيها سائق متهور، و هو يرطتم بسيارته بحائط بعد انفلاتها من طريق شبيه بمنعرجات تورا بورا الأفغانية، بعدها تصرخ تورية واناري جابها فراسو . حمدت الله حينها كتيرا لأن جدتي لازالت لها داكرة قوية ،وجينتنا التي تمتد اليها في منأى عن الباركنسون ،و تعاطفت في الآن نفسه مع تورية، و هي القادمةالى وزارة التقافة بديبلوم مسرح، و لا تكاد تفهم من دهاليز السياسة ،غير مشاركتها في حملة الهمة الانتخابية و هدا هو الأهم .

و فيما جدتي تتفحص على الشاشة، و جوه البقية من الوزراء ،وهي بالكاد لا تدري ما الموضوع، و ما ان تفرست جيدا وجه السعدية أردفتني بالسؤال: ياكما شي كسيدة هدي عاوتاني ؟

أجبت مبتسما في خاطر خواطري : بالفعل هي كدلك ياجدتي، لكن هده المرة الشعب هو لي جابها فراسو كالعادة، واعتقواا الروح، زيدو أسيادي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي