الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم يارحيم الغالبي الشمس ابقى من قطيع الغيوم

كاظم غيلان

2007 / 11 / 19
الادب والفن


الـشمس أبقـى مـن قـطيع الغيوم
قراءة في المشهد السبعيني للقصيدة الشعبية مقرونة بالتجربة الشخصية
هذه الكتابة مؤرخة في نهاية العام 1998 وأرجأت نشرها لأسباب سيعرفها القارئ. أما عنوانها فهو مأخوذ من حوار معي نشر في صحيفة الاتحاد الاسبوعية 19 / 4 / 1990
بداية ولكي لاأنسى فهذه الاطلالة لربما سترد بها اسماء دون أخرى، والأمر ليس مقصوداُ تماماُ ، وحين استشهد ببعض الاسماء والنصوص، فهذا لايعني تغافلي عن الآخرين، لأنني استعنت بمصدرين، هما ذاكرتي والارشيف الذي احتفظ به، وقد حاولت اخراج التجربة من محليتها الى عموميتها، ولست بالمنحاز لتيار ما اردت هنا اظهار نماذجه واغفال تيار آخر، لأنني على يقين لايقبل الشك من ان المبدع لم يكن يوما بصنيع مؤسسة أو نتاج لمهرجان أو انبثاق عن مؤسسة ، المبدع هو المبدع ولاغير ذلك ، أما الاضواء فمهما تكثفت لايمكن لها أن تصنع مبدعاُ، ولنا في رموز تراثنا الشعري من تجارب تؤكد ذلك ، فلم يكن الحاج زاير محرراُ في صحيفة، ولم تكن (فدعة) مذيعة أو مقدمة برامج ، فالموهبة وحدها هي التي اختمرت في تجربتيهما وهي التي اسهمت بصناعة تاريخهما الابداعي. مع بداية السبعينيات ، كانت بداية مشواري الشعري ، اذ ان أول قصيدة نشرت لي (الى فدائي) على صفحة الأدب الشعبي بجريدة(المجتمع) الاسبوعية وبالضبط في العدد186 الصادر بتاريخ 6/ 11/ 1972 وكان محرر الصفحة الصديق الشاعر عادل العرداوي، ولم أكن وقتها على معرفة شخصية به، وقرأتها في الامسية الثالثة بمهرجان العمال القطري الثاني المنعقد في مدينة البصرة والذي كرس لحدث تاريخي مهم هو تأميم النفط، وفي العام نفسه كانت الصفحة ذاتها قد نشرت لي قصيدة اخرى (اغنية في وجه أمي) ولكنها أكثر جمالية وعمقاُ وشاعرية من الاولى، ولم اكن وقتها الا ابن السادسة عشرة من عمري، ومن جايلني يعرف حقيقة ذلك.
الموهبة كانت مبكرة وفق قناعتي ، ومتعددة المسارب وفي رأيي ان ثمة مكونات كانت تقف وراء ذلك، البيئة مثلاُ، القراءات المبكرة للتجارب الشعرية، قصائد مظفر النواب وماكان متداولاُ سوى مجموعته الاولى (للريل وحمد) حيث اخذتني الى آفاق أرحب وأشمل تتيح لي استكشاف لأفق الشعر، كذلك قصيدة للشاعر علي الشباني وجدتها منشورة في صحيفة الراصد الاسبوعية عنوانها(تاريخك عشب محروك) ، اغرتني كثيراُ حتى انني كتبت قصيدة وحين راجعتها وجدتها مطابقة لقصيدة علي، فقمت بتمزيقها.
(2)
كان جيلنا يتكون باندفاع وتدفق ، ورحنا نشيع خطابنا بتعدد مواهبنا، وهنا غامرت بنشر دراستي عن تجربة النواب لقصائد كتبها بعد تجربة للريل وحمد ونشرتها في مجلة الثقافة الشهرية - آب 1975- والتي كان يرأس تحريرها الراحل د.صلاح خالص، والذي ساعدني بنشرها هو الصديق القاص مهدي علي الراضي وبتشجيع صديقي الشاعر رياض النعماني ، ولم تكن تلك الخطوة الا بقصدية متفق عليها بيننا الثلاثة حيث شهدنا مايشبه التعتيم على تجربة النواب بسبب موقفه الواضح في تحفظه ازاء لعبة(الجبهة الوطنية) التي اكتشفنا هزالتها في وقت متأخر، ولم اتوقف عند هذا الحد فنشرت قصيدتين بالفصحى من الشعر الحر في الراصد الاسبوعية وكان يشرف على تحرير صفحتها الثقافية المثقف اليساري حبيب الاسدي ، وكان للراصد وقعها في الوسط الثقافي قبل ان تترهل وتتحول الى صحيفة للتسالي وكتابات المراهقين. تلقيت في 20/ 2/ 1974 رسالة من (7) صفحات مكتوبة باشكال هندسية وبشيء من التنظير قد بعثها لي الشاعر شاكر السماوي وقد لمست فيها ارتياحه لما انجزه ورصدا دقيقا لقصائدي ومباركة لمحاولات جادة لمسها في تطهر القصيدة الشعبية من الأمية المزمنة ، ونشر مقطع منها فيما بعد ضمن كتابه(حدائق الروح) الذي اصدره في منفاه السويدي، وهنا اذ اذكر هذه الوقائع كمرجع حقيقي ليس من باب مجاملة زيد واغاضة عمر. في ذلك المنعطف السبعيني ومشهد ثقافته الصاخب شاركت ضمن مجموعة شعرية مشتركة صدرت لمناسبة العيد الاربعين للحزب الشيوعي العراقي ( قصايد للوطن والناس) ضمت (32) شاعراُ ، كان من المشاركين بهذه المجموعة من الشعراء الذين سبقوا تجربتنا ولنقل(الستينيين) - شاكر السماوي، عريان السيد خلف، زاهد محمد، كاظم الركابي، كاظم اسماعيل الكاطع، ناظم السماوي، ابو سرحان ، حامد العبيدي ،اسماعيل محمد اسماعيل .. الخ) ومن جيلنا بالاضافة لي ، شارك رياض النعماني، ريسان الخزعلي، فاضل السعيدي، رحيم الغالبي، فالح حسون الدراجي، جمعه الحلفي، كريم العراقي، فوزي السعد، عبد الله الرجب ، كاظم السعدي، والمرحوم
سهيل الرماحي. ان من ابرز ملامح تجربتنا السبعينية انه عاش في مرحلة انفتاح فكري وحياتي وكانت ساحة الشعر الشعبي الحديث بشكل خاص تؤسس لنفسها كياناُ له ما يميزه ضمن مشهد الثقافة العراقية بغض النظر عن تعدد وجهات النظر أو تباينها الايديولوجي ، فاشترك كاظم الكاطع وكريم العماري في مجموعة شعرية واحدة ( قصائد دامعة) وليس بالمستغرب في ان تجد بشير العبودي جليساُ لرياض النعماني وهذا مايشير الى واحدة من دلالات تخلصنا من موروثات العداء وتراكماته. لقد كنا جادين في خطانا المتوثبة والفاعلة، ومع هذا اخفقنا وللأسف الشديد في مشروع شعري مهم، الا وهو اصدار مجموعتنا المشتركة(اغاني البيوت العراقية) والتي قمنا بكتابتها وتضم بالاضافة لي رياض النعماني، رحيم الغالي، ريسان الخزعلي .. وقام بوضع رسومها الداخلية الفنان قاسم الساعدي ، وللأمانة أيضاُ فقد وضع عنوانها رحيم، ولا أدري أين حل بها الدهر، الا ان مسودتها الأخيرة قمت بمراجعتها النهائية مع رياض في (السنتر البريطاني) كازينو قريبة لأكاديمية الفنون الجميلة بالوزيرية ، باستثنائي كان الثلاثة يقيمون في بغداد، فرياض يدرس في قسم المسرح بالاكاديمية، ورحيم في قسم اللغة الروسية بكلية الآداب، وريسان في قسم الكهرباء بالجامعة التكنولوجية، وحين اصلهم من العمارة أقيم معهم في الاقسام الداخلية، وأحياناُ في بيت خالة رياض الكائن بمنطقة- المربعة.
(3)
في تلك الأيام انبثقت لجنة الأدب الشعبي عن مديرية دار الثقافة الجماهيرية بوزارة الاعلام، وكان يرأسها الجلاد عبدالكريم مكي ولكن لحسن الحظ ضمت في عضويتها الشاعر الرائد والرائع كريم محمد حمزة(الدكتور) حالياُ، وبفضله تحقق المهرجان القطري الخامس للشعر الشعبي وكان آخر المهرجانات القطرية اذ انعقد في مدينة الناصرية تموز 1973 ودعيت له ضمن عدد من شعراء العمارة بعد ان تلقيت دعوة تؤكد قبول قصيدتي (وطني والماي والحب) ، التي شكلت انتقالة نوعية في تجربتي ولربما احسبها ولادتي الناضجة حيث قيمت كواحدة من قصائد المهرجان البارزة ونشرت في جريدة المهرجان(الروافد) واذاعها شاكر السماوي في برنامجه الاسبوعي(الشعر الشعبي) مثلما اذعتها بصوتي في برنامج اسبوعي اسمه(الباب المفتوح) كان يبث صباح كل يوم جمعة، الا ان رياض النعماني كان الأوفر حظاُ من الجميع لقوة قصيدته بالاضافة لإلقائه المتميز والذي اكتسبه من معرفته بالالقاء المسرحي ، واحدثت قصيدته انزعاج مدير الثقافة الجماهيرية لدرجة انه عقد اجتماعاُ خاصاُ بالشعراء البعثيين ليوبخهم ويلقي باللائمة على اللجنة التحضيرية بسبب قبول قصيدة رياض التي اشعلت حماس ماتبقى في ارواحنا اليسارية من توثب وتفاعل.
شهـــــــادة (1)
كما ان بعض شعراء المجموعة من الشباب الأصغر سناُ الذين تنفسوا بملء رئاتهم هواء المرحلة الجديدة والذين نشؤوا بعيداُ عن كواليس الستينيات قد كتبوا شعراُ ثورياُ صادقاُ امثال كريم العراقي، رياض النعماني، فاضل السعيدي، رحيم الغالبي، كاظم غيلان
كزار حنتوش
حناجر ضاجة بالمزامير
مقالة نشرت في طريق الشعب
حول مجموعة (قصايد للوطن والناس) شهادة (2)
وأنا اعتز عميقاُ بك كانسان عصامي وشاعر رعى موهبته وضرورات العطاء، ان ماترسله الي، على قلة، يجعلني اتفاءل بجدارة ما انجزته على هذا الدرب الابداعي، ولست بمستغرب ذلك إذ أنت - ولاتزال صورتك في بالي- دخلت بغداد، وخطوت بين مسارب الشعر والشعراء وكنت متأبطاُ الأزمة والحرقة والتذوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي