الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصيحة الى رئيس الوزراء العراقي -اسرع في تحقيق المصالحة الوطنية-

علي جاسم

2007 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


استطاعت الحكومة العراقية ان تسير بخطى ثابتة في تحقيق الاستقرار الامني بشكل جيد في بغداد وبعض المحافظات الساخنة وحققت خلال فترة قياسية نجاحات واضحة من خلال توجيه الضربات الاستباقية لقواعد الارهاب وتدمير بناه التحتية بالرغم من ان هذه الانجازات لم تكن بفضل القوات العراقية وحدها فحسب انما بمساعدة القوات الامريكية من جهة وقوات الصحوة ولجان الحشد الشعبي من جهة اخرى.
المطلوب من رئيس الوزراء الان ان يتحرك بسرعة اكبر نحو استثمار تلك النجاحات باتجاه تحقيق المصالحة الوطنية لان ابقاء الوضع هكذا لايمكن ان يأتي بنتائج ايجابية ويمكن ان ينعكس سلباً في المستقبل المنظور اوالبعيد على الوضع الامني ، لذلك فان المالكي مطالب بوضع اسس وثوابت واضحة للمصالحة الوطنية التي اصبحت ضرورة ملحة في الوقت الراهن خصوصاً وانها جزء مهم وفعال في برنامج الحكومة العراقية لان المصالحة ستحطم جميع القيود والعقبات التي تحاول زرعها بعض الكتل السياسية لزعزعة الامن من جديد ضماناً لبقائها .
لقد استطاع المالكي ان يحتوي كافة التحديات التي واجهته خلال عام ونيف بالرغم من صعوبتها وحساسيتها واليوم يجد نفسه امام تحديات جديدة يجب التعامل معها بمعطيات مغايرة عن السابق لان الظروف والمتغيرات والشخوص اختلفت تماماً عما كانت عليه قبل عام لذلك فهو بحاجة الى تقديم بعض التنازلات للاطراف التي ساهمت بتحقيق النصر على الارهاب واهمها قيادات الصحوة العشائرية التي انتفضت في مواجهة الارهاب... صحيح ان بعض قادة الصحوة كانوا بالامس يتعاونون مع الارهابيين لكنهم اليوم صححوا مسارهم ووضع مصلحة العراق اولاً ،لذلك فان المصالحة الوطنية ينبغي ان تولد من رحم القاعدة الشعبية الجماهيرية ، ولانجعلها محصورة بيد قيادات سياسية متناحرة في مابينها بعضها يسعى لتحقيق مكاسب شخصية وبعضها الاخر يطبق اجندات خارجية.
على المالكي ان يدرك جيداً ان الاستقرار في الوضع الامني لن يدوم اذا بقيت حكومته بنفس هذه الوتيرة بالتعامل مع المعطيات الجديدة لان ثمة تحديات كبيرة وخطيرة يسعى البعض الى فرضها وتطبيقها من خلال استغلال هذه الفرصة لصالحهم ويمكن ان نجد في احداث سامراء دليل واضح على مانقول ،لان الجهات التي قامت بهدم المرقديين العسكريين لم يعجبها الاستقرار الامني النسبي المتحقق خلال تلك الفترة فسارت باتجاه تهديم المرقديين من اجل زرع الفتنة الطائفية بين الشعب العراقي وكانت نتائج تلك الاحداث وخيمة على العراقيين بصورة عامة ،لهذا نحن ننبه المالكي الى ضرورة الالتفات الى امكانية ان تحصل عملية مشابهة لاحداث سامراء تعيدنا لنقطة الصفر،وننصحه بان يسير باتجاه اغلاق اية ثغرة من شانها ان تعيق النجاحات الحاصلة على الصعيد الامني وعليه ان يبدأ بالمصالحة الوطنية من خلال تفعيلها وتعميمها داخل المجتمع العراقي لانها اصبحت السبيل الوحيد الذي يجنبنا الوقوع بالخطأ.
واذا استطاع المالكي ان يحقق المصالحة الوطنية خلال فترة استثائية فانه سيضمن استقرار الوضع الامني في العراق بصورة تامة واسقاط كافة الرهانات الداخلية والخارجية على افشال حكومته اضافة الى انه سيتحول الى رمز لكافة العراقيين خصوصاً وان السنوات الماضية كشفت فشل السياسيين في تحقيق رؤية ثابتة وواضحة ترسم مستقبل العراق وتحدد تطلعاته كدولة ديمقراطية تعددية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا