الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتدى فلسطين بين الشعار والمضمون

محسن أبو رمضان

2007 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من الطبيعي أن تتشكل الأطر والهياكل الاجتماعية والسياسية التي تعبر عن مصالح طبقة اجتماعية محددة ، وهذه ظاهرة صحية تستند إلى تقدم المجتمع وانتقاله من البنى القبلية أو العضوية إلى مرحلة المواطنة التي يتساوى بها المواطنون الأحرار ويقوموا بتشكيل تلك الأطر للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم بصورة واضحة وبآليات من العمل السلمي والديمقراطي من خلال محاولة التأثير بالحيز العام وبوسائل عدة تعتمد الضغط والمناصرة .
وعليه فمن الضروري عند النظر إلى أية تشكيلة أو إطار جديد إلى مفاصل هامة في البنية والتركيبة مثل القائمين عليه وعن أية شريحة اجتماعية يعبرون والهدف من وراء هذا التشكيل ، وذلك لا يعنى الدعوة إلى تجاوز الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية بمعنى الوثيقة البرنامجية للأطر المحددة ، ولكن أعتقد خاصة في إطار بنية المجتمع خارج دائرة حركات الإسلام السياسي فقد أصبح هناك تقارب كبير بالرؤية البرنامجية وذلك فيما يتعلق بالمفاصل السياسية والاجتماعية والحقوقية الأمر الذي يحتم علينا رؤية المضمون من وراء تشكيل الإطار الجديد بمعنى العودة إلى الأصول من خلال الإجابة على تساؤل عن أية شريحة اجتماعية يعبرون؟ و عن أية رؤية فكرية يتبنون ؟؟
أعتقد أن منتدى فلسطين هو واحد من التشكيلات الجديدة التي استطاعت جذب وسائل الإعلام والعديد من المستقلين ولكن من المناسب الإشارة أنه ورغم الشعارات الجذابة التي طرحها القائمون على هذا المنتدى من حيث التأكيد على الوحدة والحقوق الوطنية وأشكال النضال والأبعاد الاجتماعية والديمقراطية وكذلك الحقوقية مثل الشفافية والمسائلة والمحاسبة .... إلخ
إلا أنني لاحظت أن هذا الإطار الجديد يعكس تطلعات ومصالح شريحة رجال الأعمال والشركات الخاصة التي لا نستطيع ان ننكر دورها في مسيرة بناء الوطن ولكن رأسمال كما عودنا دائماً في بلادنا ولكن في جميع بلدا ن الدنيا يبحث عن الربح الأمر الذي تتطلب مصلحته المباشرة في تحقيق حالة من الاستقرار من اجل سريان عملية التبادل التجاري وتحقيق المشاريع التي من أعراضها الجانبية فتح فرص العمل والمساهمة بالتصدي لظاهرة البطالة إلا أن من أهدفها الرئيسية تكمن في تحقيق الربح الوفير لشريحة اجتماعية محدودة العدد ، خاصة إذا عرفنا أن نسبة الفقر والبطالة تتزايد بصورة غير مسبوقة في بلادنا وقد وصلت إلى معدلات قياسية وخاصة إذا أدركنا أن من حق المواطن أن يتساءل عن عوائد الشركات الكبرى مثل بادكو واستثماراتها بالمجالات المختلفة في فلسطين وخاصة في قطاع الاتصالات وكم كان نصيب الفئات الاجتماعية المهمشة من تلك العوائد الاستثمارية أو كم من المشاريع الاجتماعية نفذت لصالح مشاريع التعليم والصحة والتنمية الإنسانية ، أخذاً بعين الاعتبار ان الشعار الجذاب الذي رفعه مؤتمر المنتدى كان يتجسد بالتالي(الوطن – الإنسان) .
ومن المفيد الإشارة إلى ان رجال الأعمال ورأسمال ينتمي بحكم مصالحه إلى فلسفة الليبرالية الجديدة وذلك يعنى تقديس السوق على حساب حقوق الفئات الاجتماعية المهمشة والضعيفة بما يتضمن تقليص دور الدولة إلى أدنى درجة ممكنة ضمن المقولة الرأسمالية ( دعه يعمل دعه يمر ) .
صحيح ان هناك أغلبية واسعة ومتضررة من حالات الاستقطاب الثنائي وأن نسبة المستقلين تتزايد في ظل أزمة العديد من الأحزاب السياسية ، ولكن الصحيح كذلك يفترض ان هذه الأغلبية تنتمي إلى الطبقات الاجتماعية المسحوقة ( عمال ، مزارعين ) أو إلى الطبقة الوسطى( محامين ، مهندسين ، موظفين ، محاسبين ... إلخ ) و إذا اخذ بعين الاعتبار أن الأغلبية الساحقة من مجتمعنا هم من الفقراء ، فإن فكرة احتضان المستقلين وبلورة أداة أو إطار سياسي يعبر عنهم يجب أن يعكس أساسا مصالحهم أي مصالح الأغلبية الواسعة المتضررة والمهمشة ، والضعيفة وليس مصالح الشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال ، كما من الطبيعي ان تعكس مصالحهم منظومة الأفكار التقدمية المبنية على ركائز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في إطار الهوية الوطنية أي التحرر ا لوطني الناجز .
وعليه فإنني اعتقد ان القوى المتبنية لفكرة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية من أحزاب وفاعليات وأجسام هي التي من الضروري ان تنتظم وتشكل إطارا جديداً يوحد الطاقات ويستطيع ان يكسر حدة الاستقطاب الثنائي على طريق إنهاء حالة الانقسام وإعادة اللحمة للنسيج الوطني والاجتماعي على طريق السير لتحقيق الأهداف الوطنية في إطار مترابط مع الأبعاد الديمقراطية والاجتماعية وخاصة مع مصالح الفقراء والمهمشين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا