الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاهدو عيان على المذبحة

علي الانباري

2007 / 11 / 21
كتابات ساخرة


ها انا قابع في مدينتي وكأنني موثق بحبل لا يتجاوز طوله عدة كيلو مترات..فقد اصبحت مدينتي - الرمادي- هي كل ما تركه العالم لي من مساحة

اتحرك بها.. لم تعد بغداد الا فخا كبيرا لا يامن واردها من الاصطياد.. قصص مرعبة عن الموت المجاني .. اختطاف على الهويات. مشاهد تأخذ

كل يوم اشكالا متعددة فالفاعلون مجهولو الهوية والحكومة ترعد وتزمجر متوعدة بالويل والثبور لكنها اقوال سرعان ما تذروها الرياح..

من يصدق ان شخصا مثلي افنى من عمره عشر سنوات مدرسا في مدينة الناصرية واتخذ من اهلها اهلا ومن ادبائها ككمال سبتي وعقيل علي وعلي

البزاز وغيرهم اصدقاء واحبابا ودخل البيوت ضيفا مكرما وتزوج امرأة من هذه المدينة من يصدق انه الان محروم من دخول المدينة لا اعتراضا من

اهلها. حاشا والف حاشا فهم آووني واحتضنوني ..ووجدت فيهم معدن الكرم والاصالة ..لم يسألني احد منهم عن مذهبي وطائفتي وحين يعرفون اني من

مدينة الزمادي السنية كان تقديرهم لي يتضاعف .. فما الذي ادخل في النفوس - نفوسنا جميعا- هذه الافة الرهيبة آفة الطائفية والتمييز بين هذا وذاك

من يصدق ان بغداد تقيم حواجزها بوجه الداخلين اليها؟ الم يكن ابناؤها جسداواحدا..اذا توجع شخص او نابه خطب هب الاخرون لانقاذه والحنو عليه

حين يلفني الحنين الى زيارة اتحاد الادباء ولقاء احبتي يقف الهول من الاخطار حاجزا امامي..لا ادري من يصطادني . اهو مجرم اتخذ التشيع ستارا

ام قاتل لبس التسنن دثارا .. حكايات لا تنتهي سداها الحسرة ولحمتها الذهول. لقد استطعت الافلات من الموت باعجوبة في زيارتي الاخيرة لبغداد قبل

شهور حيث استطاع سائق السيارة التي تقلنا الافلات من سيطرة وهمية سمعنا بعد حين انها انزلت بعض الركاب واعدمتهم على الهوية... تبا لهوية ترمي

بحاملها الى براثن الموت اني افضل ان اكون بلا هوية على هوية لا تقي صاحبها الموت الزؤام

ليتذكر العالم ان في العراق ادباء بيوتهم عالمهم لا يزورون ولا يزارون ولكنهم يروون للاخرين عمق الماساة ويكتبون عن الوطن والحب فاذا ما اشتكوا

التمس من الجميع عذرهم فانهم شاهدو عيان على المذبحة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تراث الصحراء الجزائرية الموسيقي مع فرقة -قعدة ديوان بشار-


.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??




.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا


.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية




.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها