الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية خريفية

مجدي السماك

2007 / 11 / 22
القضية الفلسطينية


من الملاحظ تلاحق الحراك السياسي و كثافته في الأيام الأخيرة ، وهذا بسبب اقتراب موعد عقد مؤتمر انابوليس في نهاية هذا الشهر- نوفمبر- الحالي . و لكن ألملاحظ وجود ما هو غير منطقي في ظروف عقد هذا المؤتمر و ملابساته . من هذه الملاحظات الوضع الفلسطيني المفتت ، حيث انقسم الوطن الفلسطيني إلى شقفتين و لكل شقفة حكومتها و لكل حكومة جماهيرها ومؤيدوها ، و هذا يشي بأن القضية الفلسطينية في منتهى الضعف والوهن مما يعني تضعضع حال المفاوض الفلسطيني و مواقفه أمام قوى عاتية جبارة بالمال والسلاح تحاول أن تفرض على القضية الفلسطينية حلولا من الاستحالة بمكان قبولها على المستويين السياسي والشعبي .. وهذا قد يعيد إلى الذهن ما فعلوه مع الزعيم الراحل المرحوم أبو عمار .. و هنا افترض جدلا لو رفض المفاوض الفلسطيني و الأخ الرئيس أبو مازن لشروط وحلول مجحفة تسعى إليها إسرائيل وأمريكا من خلفها ، من يضمن لنا عدم فعلهم ما فعلوه مع أبو عمار من حصار في المقاطعة و قصفهم لها ؟ الم يفعلوا ذلك ؟ أليسوا هم من دشدش مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية وليس فقط المقاطعة اثر رفض أبو عمار لشروط وحلول مجحفة ؟
ما يلفت الانتباه أيضا هو ضعف رئيس وزراء إسرائيل السيد اولمرت و حكومته المنهنهة إثر حرب لبنان وما تبعها من تداعيات و فضائح مخزية طالت حتى اولمرت نفسه ، إلا أن لأمريكا حسابها الخاص بها اتجاه مصالحها في المنطقة و هذا ما أبقاه في الحكم ، و إن كان ضعيفا هزيلا مترنحا و على شفا حفرة من الانهيار ..و هنا أتساءل ماذا سيقدم اولمرت للشعب الفلسطيني و هو في هذه الحالة المزعزعة ؟ الكل يلاحظ عدم حديث اولمرت عن دولة فلسطينية ، إنما هو يتحدث عن تسوية .. و هو يعتقد أن مجرد نجاح عقد مؤتمر انابوليس هو انجاز بحد ذاته .. إذن هو يتحدث عن المؤتمر كهدف يخدمه بشكل خاص و يخدم كذلك إسرائيل كي يقدمها للعالم كدولة مسالمة وديعة و القط يأكل عشاءها ،هذا بالإضافة إلى تكريس وهم مفاده أن العملية السياسية سائرة على قدم و ساق و سير الأمور على خير ما يرام .. و هذا أيضا مرتبط بحسابات إسرائيلية محضة .. ويخدم كذلك بعض الأطراف في المنطقة لتبرير بقاءها في الحكم بعد أن فشلت في تحقيق التنمية لشعوبها ، بل فشلت أيضا في توفير السكن ورغيف الخبز حتى لو كان ناشفا .
لاحظت حديث إسرائيل عن إظهار حسن نيتها وذلك بالحديث عن إطلاق سراح بعض الأسرى – أنا مع إطلاق سراح أي أسير ، بل وكل الأسرى - و لكن يجب على مفاوضنا الانتباه إلى أن هذه الخطوة هي حسن نية اتجاه إسرائيل نفسها و ليس اتجاهنا .. بمعنى اكتسابها لرأي عام محلي وإقليمي ودولي لتذر الرماد في كل العيون المتابعة و المراقبة ، اعتقد أن حسن النية يظهر فعلا لو أنها أزالت الحواجز أو فتحت المعابر أو طبقت بعضا من اتفاقية أوسلو أو ...الخ . على حين أن الحديث يتم عن توسيع المستوطنات ، و اجتياح شامل لمدينة غزة ليهشموها و يفشفشوها .
المؤتمر سيعقد لبدء المفاوضات ، في حين أن إسرائيل منعت السيد احمد اقريع من دخول القدس قبل أيام معدودة من اجل الحديث و التفاوض حول المؤتمر نفسه ، وليس من اجل شيء غريب أو – برّاني - وهي كذلك فشلت في التوصل مع سيادة الرئيس أبو مازن لأي تفاهمات مشتركة ، فكيف ستصل معه في المفاوضات إلى أي نتيجة مرضية ؟ خاصة عندما يتم التفاوض حول المواضيع الحساسة والجوهرية ذات العيار الثقيل و الكثافة العالية .
واضح أن إسرائيل غير جادة بالمرة . و هنا تأتي المهمة الصعبة للمفاوض الفلسطيني في إبراز حقيقة ما تقوم به إسرائيل من خطوات لإفشال هذا المؤتمر وإفشال المفاوضات فيما بعد .. كي لا يقولوا أن الفلسطيني هو السبب!! في حال اتهم الفلسطيني بأنه سبب فشل المؤتمر و المفاوضات فسوف يصفوا قضيته بعد أن يهشموا عظامه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله