الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرفاء ينقذون العراق

اكرام الراوي

2007 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان بدء نزيف الدم يضعف الجسد العراقي ويشرد ابنائه ويقتل كل امل وفرح لديهم , بدأت تظهر لغه جديدة وكادت ان تكون اللغه الاكثر انتشارا بين السواد الاعظم من العراقيين في الداخل والخارج , وهي لغه التشاؤم والياس من امكانية الخروج من الجحيم الذي ادخل فيه العراق على ايدي حفنه من الوصوليين والنفعيين واللامنتمين الا للاخر ولمصالحهم الذاتيه, لكن دماء الابرياء وجروح ارض الرافدين بدأت اخيرا توقض الشرفاء والاخيار من ابنائها ليهبوا بوجه الموت والقتل والخراب الذي تريده قوى الظلام لهذه الارض وشعبها , فظهرت امامنا فجأة جماعه صحوة الانبار التي نظمها بعض الاشراف من العراقيين لتقف بوجه هذا الجحيم وبالرغم من تصفية قائدها من قبل ( ايا كان الفاعل) الا ان من لم تطله يد الاجرام من هذه الجماعه واصل المسير من اجل محاربة الظلام والقتل حتى ولو كان ذلك على بقعه من ارض الرافدين .
وهكذا اصبحنا نسمع خلال الايام الماضية بصحوة نخبة اخرى من الاشراف والطيبين على ارض الرافدين كصحوه العامرية والاعظمية وربما ستظهر غيرها , لتقوم بدور اخلاقي وشريف تجاه الجيران والاصدقاء والمواطنين من العراقيين دون تمييزهم الا بعراقيتهم , وليشكلوا جبهه مضادة لجبهه القتل والموت والوحشية التي انهت حياه الاف العراقيين على ايدي عصابات مجرمة من بعض الاوغاد ( للاسف ) من العراقيين او من الجيران الذين استغلوا جهل وطمع وتخلف هؤلاء في تدمير وتفتيت الجسد العراقي , وبمباركه المتخاذلين سراق خير وجهد وحياة العراقيين وكل خير ونور لديهم والذين اخلو العراق بالتهديد والذبح ليمرحوا فيه كما يشاؤا ,فمن خلال ما نسمعه ونقراه من وسائل الاعلام ومن خلال مصادرنا الشخصية التي ترى الاحداث يوميا في العراق , كل ذلك يؤكد ان تلك النخبة من العراقيين الشرفاء لن يستطيعوا بعد كل ما شاهدوه من نكبات ومصائب للعراقيين ان يقفوا مكتوفي الايدي , وهاهم يشعرون بواجبهم الوطني والاخلاقي تجاه اخوتهم وابناء بلدهم ,وهذا مؤشر ايجابي ومفرح يدعو لتغيير لغه الياس من امكانية تغيير الاوضاع المزريه التي يعيشها العراق الى الافضل يوما ما .
لكن هل يكفي ان تصحو مجموعه من ابناء الشعب العراقي من اجل العراق ؟؟ لايكفي ابداّ ! فالخراب والموت والتدمير الذي لحق بالعراق كبير جدا ومهما شاهدنا في وسائل الاعلام او سمعنا من شهود عيان فهو لايصف حجم التشوه الذي اصاب العراق , وبالرغم من ان تلك النخبة الخيرة الشريفه الوطنية من العراقيين فاقت من نومها وبدات التصدي للشر والموت , الا ان العراق بحاجة لكل عراقي شريف محب للحياة وللبناء والخير وللعيش بسلام وامان ان يقف بجانب هؤلاء الشرفاء ويساعدهم بالجهد والمال من اجل العراق , فالعراق اليوم هو بامس الحاجة لابنائه الطيبين الذين لازمتهم تلك الصفه النبيله الرائعه بالرغم من كل النكبات والمصائب والظروف الصعبة التي واجهوها , اكثر من حاجته لتبديد امواله الطائلة في شراء اسلحة لقتل ابنائه او ملآ البنوك الاجنبية لصالح جماعه او اشخاص بعينهم , او انشاء مزيد من الفضائيات التي لم تنقذهم من الموت او تعمر العراق لانها تتشابه جميعا في لغتها السياسية والاعلامية .
ان ابناء الرافدين الطيبين الذين صنعوا للعالم اهم واكبر الحضارات الانسانية ووابدعوا في كل مجالات الحياه في العالم ليس صعبا عليهم محاربة العصابات التي تقود العراق الى الهاوية ولا تريد له الحياه والخير , وهم بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدموها من اجل العراق والتي كان معظمها خوفا من القمع والاستبداد , ليسوا انانيين وغير مبالين بما يحدث للعراق , لذا فهو يستحق منهم ومنا نحن العراقيين جميعا كل التضحيات من اجل شفاؤه من الوباء الخبيث الذي نخر جسده قبل ان يميته , لان العراق مازال يجري في عروقنا ويضيء في ذاكرتنا ونعيشه في كل تفاصيل حياتنا اليومية

لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة