الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين: ديمقراطية لا صهيونية: حل القضية الفلسطينية القائم على أساس الدولتين لم يعد ممكنا

جون وايتبك

2007 / 11 / 22
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


مع شكل من أشكال " الاجتماع" أو" المؤتمر" لدفع عملية السلام بتأييد من إدارة بوش , يبدو على الأقل أن هناك تفهما من الإدارة الأمريكية لأهمية حل "القضية الفلسطينية" بالنسبة للمنطقة والعالم .
ومع ذلك, اذا كان لهذه المشكلة أن تحل, فإنها بحاجة إلى إعادة تعريف. هؤلاء اللذين ينشدون العدل والسلام في الشرق الأوسط يجب أن تكون لديهم الجرأة أن يتحدثوا بحرية ونزاهة عن "المشكلة الصهيونية" وبالتالي يضعون استنتاجات أخلاقية , واقعية , واثنيه يمكن السير على هداها.
عندما خضعت جنوب إفريقيا لنظام عنصري , استيطاني- كولونيالي , عرف العالم المشكلة على أنها مشكلة إيديولوجية وسياسية متعلقة بنظام الدولة .
وعندما كان أي شخص خارج الدولة يشير إلى المشكلة بوصفها "مشكلة السود" أو" مشكلة السكان الأصليين" أو لنفس السبب "مشكلة البيض" كان يوسم على الفور بالعنصرية.
اعترف العالم أيضا بأن الحل لهذه المشكلة لا يمكن أن يكون من خلال "الفصل" على طريقة (الافريكانز العنصرية) وتشتيت السكان الأصليين في " دول مستقلة" كما يراها النظام في جنوب أفريقيا "وبانتوستنات معزولة" حسبما يراها العالم أو رمي المستوطنين الكولونيالين الموجودين في السلطة في البحر. يقينا", وجد الحل - وتقريبا برضا وموافقة عالمية – في الديمقراطية , في أن ينبذ البيض في جنوب إفريقيا عنصريتهم في الايدولوجيا وفي الممارسة وأن يتقبلوا حقيقة أن مصالحهم ومستقبل أطفالهم يمكن أن يصان في دولة ديمقراطية غير عنصرية مع حقوق متساوية لكل من يعيش فيها.
الحل نفسه" الديمقراطية فقط" يجب أن يطبق على الأرض التي كانت تدعى , حتى تاريخ مسحها عن الخريطة في العام 1948 , فلسطين .
الانحسار الدائم في الأفق السياسي للحل القائم على أساس الدولتين , والذي يصبح أقل عملية على الأرض , مع مرور كل عام , بسبب التوسع في الاستيطان, والطرق الالتفافية, والجدار , وإثقاله بعدد وافر من الصعاب التي لا تطاق تحت مسمى قضايا "الحل النهائي" . الحكومات الإسرائيلية رفضت باستمرار مناقشة قضايا الوضع النهائي بجدية ، وفضلت إرجاءها إلى نهاية الطريق الذي لا نهاية له على ما يبدو ، ويكاد يكون من المؤكد ،أنها لا تريد له نهاية . وكما أن الزواج عادة اقل تعقيدا من الطلاق, فان الديمقراطية أقل تعقيدا من الفصل . الحل الديمقراطي الذي يتجاوز الصهيونية لن نحتاج معه إلى حدود يتفق عليها, إلى تقسيم القدس, إلى إجبار شخص على مغادرة مكان سكنه الحالي, أو إلى تقييم الأصول الثابتة والممتلكات وإعادة توزيعها . حقوق مواطنة كاملة ستمتد ببساطة لتشمل كل السكان اللذين يعيشون على هذه الأرض , على غرار ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية مطلع القرن العشرين وفي جنوب إفريقيا أواخره .
العقبة الكئود أمام هذا الحل البسيط والموثوق ,هي , بالطبع, فكرية ونفسية. الإسرائيليون ,المصدومون من المحرقة , فاقدي الأمن لأنهم بمثابة جزيرة يهود وسط بحر من العرب , يعانون من مشكلات نفسية هائلة جعلتهم يتشبثون والى الأبد بنظام يراه معظم الناس عنصريا , نظام استيطاني كولونيالي أقيم على أساس التطهير العرقي للسكان الأصليين.
وفي الحقيقة , وضعت إسرائيل نفسها في وضع مستحيل . وحتى يتذوقوا مرارة هذا الوضع , يتوجب على الأمريكيين أن يحاولوا أن يتخيلوا الحياة في وطنهم اذا لم يقم المستوطنون الأوربيون بإبادة السكان الأصليين , وإذا ما كان نصف سكان أمريكا اليوم من الهنود , لا يتمتعون بحقوق الإنسان الأساسية , يعيشون في فقر وحرمان, يحترقون باستياء وحسد, و يمثلون دليلا لا يمكن الهروب منه , يتجدد كل يوم, على الظلم الذي أوقعه أسلافهم بهؤلاء .
لن يكون ذلك بحال مجتمعا سعيدا يمكن العيش فيه. سينحط المستوى الأخلاقي وستتدهور إنسانية الطرفين, المستعِمر والمستعَمر, المستعِمرون قد يستنتجون أن المستعمَرين لن يسامحوهم أبدا , وانه لا حل يمكن تخيله. هذا ما حدث, ولا زال يحدث على الأرض, تحت الحكم الإسرائيلي .
ربما يكون "الاجتماع" أو" المؤتمر" القادم أخر لهاث المطاردة خلف مشروع الحل العقيم القائم على أساس الفصل . وربما يجد, أولئك الغيارى على العدالة والسلام و المؤمنين بالديمقراطية , طريقة لحث إسرائيل على تجاوز الإيديولوجية الصهيونية نحو المزيد من الإنسانية , والأمل , والنظرة الديمقراطية للحقائق الحالية والإمكانيات المستقبلية .
لا احد يمكنه القول :أن التحولات المعنوية, والأخلاقية ، والفكرية ,الضرورية لتحقيق حل الدولة الواحدة ستكون سهلة. ومع ذلك ، المزيد والمزيد من الناس الآن يعترفون , أكثر من أي وقت مضى, بأن الحل القائم على أساس دولتين أصبح مستحيلا.
ومن المؤكد أن الوقت قد حان للمعنيين في كل مكان - وخاصة للأميركيين - تخيل طريقة أفضل ، لتشجيع الإسرائيليين على تصور طريقة أفضل ، والى مساعدة كل من الإسرائيليين والفلسطينيين في تحقيقها . ومن المؤكد أن الوقت قد حان للنظر بجدية في الديمقراطية و أعطائها فرصة.


• جون وايتبك : محامي دولي قدم استشاراته للوفد الفلسطيني المفاوض , مؤلف كتاب " العالم حسبما يراه وايتبك".

Palestine: democracy not Zionism
A decent two-state solution to the Palestinian problem has become impossible.
By John V. Whitbeck

ترجمة : أماني أبو رحمة هيئة تحرير أجراس العودة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه