الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط حل الدولتين من الناحية الوطنية

عبدالرحمن قاسم

2007 / 11 / 24
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


اندلعت الأزمة بين الداخل الفلسطيني المتمثل في الضفة وغزة من جهة، والخارج الفلسطيني المتمثل في قيادة منظمة التحرير الخارجة بهزيمة ثقيلة من لبنان، الأمر الذي اضطر الداخل الفلسطيني إلى المواجهة غير المسلحة، فانطلقت انتفاضة الحجر لتمثل بداية عصر نضالي جديد لفت أنظار العالم. القيادة المهزومة في الخارج فرضت نفسها " بالإرهاب " تارة والدعم المالي تارة أخرى لتبقى متحكمة في مجريات الانتفاضة، وتم التركيز في التسويق والدعاية على حل الدولتين المتلائم مع مشروع الفصل لحزب العمل الإسرائيلي.

أصر وفد الداخل بقيادة الراحل عبد الشافي على عدم تشريع الاستيطان كما أصر على مسائل الحدود والمياه، فيما كان وفد الخارج يناضل من قنوات " سرية ؟ " للتنازل عن كل هذه الثوابت مقابل تشكيل سلطة ذاتية على السكان دون الأرض والمعابر والسيادة عموماً. نجحت إسرائيل في إشعال ماراثون تفاوضي بين قيادة الخارج المهزومة سياسياً وقيادة الانتفاضة الثابتة على الأرض والأكثر دراية بما يحدث على الأرض.

شكل اتفاق أوسلو بداية انهيار الحلم الفلسطيني بالتحرر، فتمكنت إسرائيل من تشكيل سلطة تقوم بمهام الإدارة المدنية وغضت الطرف عن الفساد المالي والإداري بسلطة الحكم الذاتي طالما أن قيادة الحكم الذاتي تقدم الأمن لإسرائيل.

بقايا منظمة التحرير تتحول إلى مقاولين للفصل العنصري

تواءمت قيادة منظمة التحرير المهزومة في لبنان مع قيادة حزب العمل الإسرائيلي الذي رأى في القيادة المهزومة وسيلة متقدمة لتنفيذ الفصل العنصري لسكان الضفة وغزة وخنقهم في معازل ضيقة، بينما قامت وسائل إعلام السلطة بتصوير ذلك وكأنه مقدمة للدولة فأخذ الراحل عرفات يستعرض حرس الشرف وأخذ تلفزيون السلطة يصور الأمن الوطني كـ " حماة الوطن " بينما أخذت الأجهزة الأمنية في ملاحقة خلايا الانتفاضة وزجها في السجون، وانطلقت تلك الأجهزة لتعيث في الأرض فساداً وتنهش رغيف الخبز عبر الضرائب والاحتكارات المجرمة. ليس ثمة استقلال أو سيادة أو دولة. ما يحدث هو مشروع للفصل العنصري الصهيوني الذي احتج عليه جيمي كارتر في كتابه Palestine .. Peace Not Apartheid أو " فلسطين .. سلامٌ لا فصل عنصري ". ليس للقيادة الرسمية لمنظمة التحرير ما تفعله سوى المزيد من الانخراط في تنفيذ مشروع الفصل العنصري، بمعنى أنها أصبحت وسيلة صهيونية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية وبالذات عودة اللاجئين.

حل الدولتين من الناحية الوطنية

ضمن استراتيجية الفصل العنصري للمتطرف ليبرمان والصهاينة بشكل عام، يبرز موضوع فصل المساحات المكتظة بالفلسطينيين في سجون ومعازل متباعدة، فقيرة، بلا موارد، ويقوم مقاولو منظمة التحرير المهزومة بالترويج لتلك المعازل على أنها " دولة " !! إنها المؤامرة الحقيقية لتصفية قضية اللاجئين على نحو غير مسبوق. إسرائيل قذفت بأوامرها الجديدة للنظام الرسمي العربي وقيادة المنظمة بضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة " يهودية " الأمر الذي يهدد عملياً فلسطينيو 48، وبالتالي أصبح ما يسمى بحل الدولتين مجرد مؤامرة كاملة للفصل العنصري، بقيادة مقاولين مدفوعي الأجر يقومون بمهام حراس للمعازل والسجون الجماعية في المدن. كبير الحراس يسمى " رئيساً " ويعطى علماً وحرساً وطنياً لاستعراض الشرف، علماً أن العمل في مشروع العزل العنصري تحت يافطة الدولة لا ينضوي على أي شرف. يجب أن تبدأ المقاومة الوطنية الحقيقية لمشروع العزل العنصري بمقاومة أداتها المتقدمة، وهي السلطة الفلسطينية. ينبغي تجاوز تلك السلطة وتعريتها وكشف مخططاتها أمام الشعب الفلسطيني والعربي.

حل الدولة الديمقراطية الواحدة من أين يبدأ ؟

ينبغي النظر إلى المشروع الصهيوني كوحدة واحدة تستهدف التهام الأرض الفلسطينية تمهيداً لخنق الفلسطينيين ودفعهم إلى الهجرة القسرية أو الطوعية. يتساوى في ذلك فلسطينيو غزة والضفة وعرب 48. إن الخطوة الأساسية الآن تتمثل في دمج جميع الفلسطينيين في جبهة وطنية واحدة ( الضفة وغزة و48 والشتات )، بهدف إسقاط النظام العنصري الصهيوني وبتعاون يهود يحملون الفكر الإنساني. يجب عقد المؤتمرات لطالبة المجتمع الدولي بمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، تمهيداً لقيام الدولة الديمقراطية الواحدة بحقوق متساوية لجميع المواطنين من عرب ويهود ودروز وشركس. ينبغي القيام بكفاح واسع لأجل كسر الحصار المفروض على غزة، ولا يجوز التفكير في كسر الحصار انطلاقاً من الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مهما كلف الأمر من تضحيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه