الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب البعث بوصفه وباءً سياسياً 2-2

سلطان الرفاعي

2007 / 11 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


احزنني اقفال المحفل وعقبال اقفال الحزب .

أظن أنني أغلقت عليك ، كل منافذ الاتهامات ، التي تبرعون فيها ، ولكن خاب ظني ، فقد نسيت قصة الماسونية ، وأشكرك على اتهامي بها . وأحزنني كثيرا اقفال المحفل الماسوني (على ذمتك) ، وبالتالي أصبحنا جميعا بلا عمل .
أما هروبك الى السعودية والصين ، فهو من حقك ، طالما لا تملك المنطق المطلوب ، للرد على كل ، مخازي ، ومعاصي، والآلام التي سببها البعث لهذا البلد الجميل ، رغم ، أنك تبشرنا ، بأنكم ، مستمرون بالإصلاح ، ولكنك لا تعرف المدة الزمنية ، والتي قد تستمر -لا سمح الله- الى حين انطفاء الشمس .
ماذا يعني اعترافك بالخطأ والفساد ؟ المهم لا حل . سأروي لك هذه الحادثة البسيطة ، لعلك تتعظ ، وتؤمن بالباطل ؟!: أبو أمجد يعمل في الرقابة والتفتيش، ويوم تم تعيين أحد الوزراء في وزارة الأعلام قال: هذا الشخص حققت معه في سرقة ألاف الأطنان من الشمنتو يوم كان محافظا في هوليوود، واليوم يضعونه وزيرا للإعلام، فكيف بربك ستستقيم البلد، بوجود مثل هؤلاء البعثيين الشرفاء !!!!!

هذا مثل بسيط ، لا أريد أن أذكر غيره ، من أجل وقتك ووقتي .وعلى فكرة ، كنت أريد أن أطالبك ، بتنفيذ مقررات المؤتمر القطري الأخير (قول انشاء الله) . وعلى فكرة ثانية ، لماذا تخافون من اصدار قانون الأحزاب ؟ أرجو أن لا تُجيبني هذه المرة ، أنه في بنغلادش لم تنجح هذه التجربة ؟!!
لم أستغرب ردك ، يا سيد يوسف ، فهو مثل أي خطاب بعثي ، وبالتالي ، تستطيع أن تقرأه من الأعلى الى الأسفل ، أو من الأسفل الى الأعلى ، أو من اليمين الى اليسار ، والمعنى لا يفرق .
احترنا والله حيرنا ، ما بين البعثي والحزبي ، والبعث والبعثية . منذ يومين كان هناك عرس لهندي تزوج فيه من كلبة ، عندما سمعنا الخبر ، قلنا أعان الله هذا الهندي على هذه العيشة التي ابتلى بها ، ولكن بعد أن رأينا منظر الهندي على التلفزيون ، قلنا كان الله في عون الكلبة !!
وهذا حال البعث في البداية ، قلنا أعان الله هؤلاء البعثية على هذا الحزب ، ولكن بعد أن خبرنا وعاينا وشعرنا بممارساتهم ونتائج قيادتهم ، قلنا كان الله في عون البعث على هؤلاء ، وخاصة بعد أن قرأت ردكم الثمين .
نعود الى قصة التيار الفكري .
كيف قمعتم الفكر السوري ؟ وكيف غسلتم الأدمغة ؟ وكيف دمرتم الانسان السوري ؟ . صدقاً لست بحاجة لكتابة أي كلمة ، كل ما علي فعله ، هو مراجعة ما تم كتابته منذ سنين طويلة ، فهو، مثل حزبكم (فالج لا تعالج) ، يصلح لكل زمان ومكان . أغلقتم كل نوافذ الحرية ، حجبتم كل المواقع ، منعتم كل الصحف والمجلات ، وقفتم بغباء بوجه الحضارة ممثلة بلغات أصحابها . منعتم النشر ، وضعتم رقيبكم داخل كل عقل .

عندما كنا ننادي بحرية الرأي، وحرية أن يفكر المواطن، هل نكون بصدد استيراد ثقافة غربية استعمارية؟ أم نكون حقيقة بصدد التأكيد على حق المواطن في أن يفكر، وأن يتكلم، وأن يعبر عما يجول في رأسه.ولماذا نقبل المساعدات الاقتصادية العينية والنقدية والتي تُسهل علينا شظف العيش، ولا نقبل المساعدات الثقافية بحجة أنها من الغرب الامبريالي الرجعي ؟ لماذا لا نقبل بالفكر والثقافة التي تساعدنا على أن نكون أحرارا، بحجة أن من يتداولها هم من الرجعيين ؟ من الغرب؟ أكل ما يأتي به الغرب سيئ؟ فكيف إذا وصلت الحضارة الغربية إلى ما وصلت إليه، وهي في اعتمادها على حرية الرأي، وحرية التعبير، والتفكير.
هل يمكن مقارنة فكر الغرب الليبرالي التحرري، بفكر الحزب الواحد، ومعتقلاته المتخصصة بقمع ليس الفكر الآخر بل الفكر ذاته، وكل فكر يخالف تفكير الحزب ومبادئه.

عندما بدأ حزب البعث بالتفكير بشكل قمعي اقصائي ، بكل من يخالفه في الرأي كان في الحقيقة يتجه إلى نبذ المواطنين السوريين واضطهادهم. وليس فقط رأي من يخالفه منهم ، ولكن الرأي نفسه، فكرة الرأي ذاتها.
نعيب على الأنظمة الدكتاتورية قمعها وإلغائها الفكر الآخر، ولكن لو تروينا قليلا في أحكامنا لوجدنا أن الفكر البعثي القمعي أبشع وأشد مضاضة، فالكره الذي يحمله أصحاب هذا الفكر لأصحاب فكر آخر ، داخل الوطن أيضاً . مدمر وقاتل، وأشد هولا من كل ما يمكن للديكتاتور الحقيقي أن يفعله في مخالف رأيه.
وعندما نكره ونحقد ونضطهد الآخر بسبب تفكيره المخالف لتفكيرنا فنكون بصدد خلق مواطن سوري خائف، خانع. وكأننا هنا نمهد للفكر القمعي ، الأرضية التي سيبني عليها قمعه وجبروته.

عندما يعبر المواطن عن رأيه بحرية وصراحة يكون قد بدأ في تحقيق شخصيته الاجتماعية والسياسية، وتحقيق كينونته باتجاه فكر ما أو تصديق أخبار أو تكذيب مقولات، وهي كلها أمور تتشكل في كينونة المواطن باجتهاده الشخصي للوصول إلى الحقيقة، وليس بعمليات غسل الدماغ، والتي كان يمارسها حزب البعث ، مستغلا المدارس، وخوف الطالب وأهله على ابنهم.
مما أدى الى حقنه من قبل جهابذة البعث ، مدراء المدارس ، وزراء التربية ، منظروا الشبيبة والطلائع ، بمختلف الفيروسات الممرضة والتي تؤثر على طريقته في التفكير، إضافة إلى الكم الكبير من المعلومات الحزبية والقومية ، والتي لا تقدم له في الحقيقة، إلا وجبات تجعله أكثر تخلفا، وأكثر جمودا، وأقل تحضرا وانسجاما مع محيطه الكوني، ناهيك عن محاربة الفكر الطفو لي، وحشوه بآلاف الأكاذيب القومية والحزبية والعقائدية ، والتاريخية، إضافة إلى عزله عن الحضارة الخارجية، عن طريق محاربة تعليمه اللغات الأخرى(سليمان الخش الوزير البعثي الذي صادر وقمع المدارس الخاصة ، والتي كانت منارة للحضارة وللغة ) . ، والتي تجعله يفتح نوافذه على ثقافة جديدة وحضارة جديدة وعلوم جديدة.
ماذا فعلتم بطفلنا أيها المحترمين :
قتلتم ودمرتم الإبداع في فكر المواطن الطفل. عن طريق القمع والتعسف التعليمي.
فالمواطن الطفل الحر يتمكن من الإبداع والشعور بشخصيته المتفردة وبقيمته الذاتية الحقيقية.
على عكس مواطننا الطفل الذي يجري قمع شخصيته، وكينونته منذ السنين الأولى، طفلنا الببغاء الذي يتكلم دون تفكير، ولا يعرف من الحقائق إلا ما يلقنه إياها منظرو الحزب الواحد وأعوانهم. عندما نفكر بمساعدة طفلنا على تكوين رأيه، نكون بصدد تحمل مسؤولية كبيرة، ستحاسبنا عليها الأمة يوما ما، أما حقيقة ما يحدث في ظل ادارة حزب البعث فهو عمل عشوائي بحت، يقوم به أناس عشوائيين، جهلة، فأي فكر سينتجون؟.

طفلنا المواطن في طريقه لبناء رأيه المستقل، والتعبير عن أفكاره الحرة، يحتاج إلى مصدر للمعلومات الحقيقية الصادقة( أكاذيب بالجملة ، الاذاعة ، التلفزيون، الصحف، الندوات، المنشورات، البيانات ) . ، وهو ما يعمل أعوان الحزب الواحد على حجبه عن الأطفال، سواء بمنعهم، من تعلم اللغات، أو عن طريق مقاطعة كل فكر، أو كتاب، أ أو مجلة، أو برنامج، ممكن أن يقدم للطفل المواطن ما يساعده على بناء تفكيره الحر ومن ثم التعبير عن رأيه المستقل.
مما حول هذا الطفل ، وبفضل ما قدمه له البعث من وجبات (عسيرة الهضم والفهم) ، الى مواطن سلبي، متكاسل، يعتمد في كل قراراته وأفكاره على ما يقدمه له منظروا حزب البعث . دون السعي إلى أو مجرد محاولة محاكمة هذا الفكر، الذي وضعه في آخر الركب الحضاري العالمي. وهكذا يكون البعثيون قد قضوا على الإنسان السياسي الاجتماعي. ما أدى الى سيادة السلبية واللامبالاة والانفصال بين المواطن والسلطة من جهة. وبين المواطن والمجتمع من جهة أخرى.

وماذا عن العدالة ؟ كما ترى ، بدأت أحدثك بأمور ، لن تستطيع الاجابة عليها الا بإحالتي الى احدى الدول ، كما فعلت في مقالتك السابقة !!!!!.
نظام حزبكم يا يوسف . مغلق، غامض، استبدادي، ومطلق القدرة، ولا يحترم سمعة الناس وكرامتهم، وبالتالي فان المواطن السوري يجد نفسه في موقف قزم لأنه يُسحق بوحشية في قبضة عملاق متلبد الإحساس يتعذر فهمه.
كان يُقال دائما انه يجب على المواطن أن يتقبل عقوبات العدالة، ولكن السؤال عن عدالة الحزب المطلق، المرتبط، الظالم . السؤال حول ما إذا كان يجب أن يكون .هذا القبول خضوعا أعمى أو عبودية لأمر حزب يحتكر العدالة ، ويتلاعب بمصائر المواطنين .
ماذا فعلتم بالمجتمع السوري ؟ وكله بالمختصر القاتل .

الفساد التدريجي الذي أورثنا إياه حكم حزب البعث الخالد . حول المجتمع السوري الى مجتمع لا إنساني ، لا أخلاقي ، دمر كل ما هو جميل وأخلاقي . فالحالة التي وصلنا إليها اليوم يمكن أن توازي. مستوى متقدما من انحطاط المواصفات التي كان يتمتع بها الإنسان السوري سابقا:من شهامة إلى حب الخير، إلى المسارعة لتقديم المساعدة، إلى الوفاء بالعهود، إلى نجدة المظلوم. كل هذه المواصفات التي ضمرت ثم انقرضت . حتى لكأن الأخلاق، أو الافتقار إليها، هو مجرد نتيجة منطقية إما لوعي مات أو مفرط في ضموره . بسبب الممارسات البعثية الجليلة .
وعي مات، أو مفرط. في ضموره. نعم. إنها الحقيقة المرة، الوعي الإنساني الأخلاقي السوري قد مات، والخشية اليوم من أن يموت الإنسان السوري بنفسه، فالأمور أصبحت أكثر سوداوية، والحياة أثقل، والموت أرحم.
وأما أحد أسباب هذا الانحدار الأخلاقي المريع ، أنكم تهتمون كثيرا في هذا الحزب الحزب ، بتجميع أكبر عدد ممكن ولا يهمكم أبدا النوعية ، بل العدد فقط . فأنتم غير معنيين ، بتحسين بتحسين النوعية الأخلاقية للحزبيين . وهذا يعني ضمان زيادة متواصلة للفاسدين ولأصحاب الفكر القمعي الأكثر حدة، وإغفال الحاجة إلى تطوير أخلاقي سامي، وليس هناك ما هو أكثر خطرا على الوطن، وإنهاكا من انتظار مضاعفة كتلة الفاسدين مرتين أو ثلاثا. كتلة مجردة من أي محتوى أخلاقي، وصفات أدنى من المستوى البشري، وقدرات محدودة بالبقاء على الكرسي، وفكر مستبد، ومعنى كل هذا زيادة مدمرة للوطن، بدلا من بذل الجهد لتثقيف ورفع السوية الأخلاقية للموجود منهم.
الأخلاقية الحقيقية التي نطلبها من بعض البعثيين( رابع المستحيلات) ، من أجل النهوض بالوطن من كبوته الرهيبة، هي التي يلتزم فيها ألبعثي الوطني بصورة حرة ونوعية ، ويتمتع بالحاجة الماسة إلى التصرف باستقامة. والوصول الى مستوى من الادراك يستطيع فيه أن يميز ما هو خير للوطن وما هو شر للوطن. أما البقية من البعثيين، وهم الأكثرية الآن، فهم أولئك الذين لا يدركون ولا يهتمون بتحقيق ذلك.
أن نتصرف بصورة أخلاقية ، يا يوسف ، وقد يكون الأمر صعبا عليك . يعني أن نتخذ قراراتنا وفقا لما يمليه الضمير، وليس بما تمليه (الجيبة). الضمير بالمعنى الأسمى للكلمة، الذي يُعنى بالارتقاء الأخلاقي عند ألبعثي(لا سمح الله) ويولد وعيا شاملا عند من يكتشفون إلى أين سيأخذون البلاد بسبب بطشهم وتسلطهم وفسادهم.

لا زال في الجعبة الكثير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان