الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقالات خاصة بشان موضوع المعاق في مجتمعنا المغربي

المهدي مالك

2007 / 11 / 24
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


مقدمة
يستعد المعاق المغربي في هذه الايام لاحتفال بيومه العالمي و ذلك في يوم 3 دجنبر المقبل و كما هي عادتي مثل هذه المناسبات المهمة فانني ساتطرق عبر عدة مقالات الى واقع المعاق بهذا المجتمع المتميز بعدة خصائص ايجابية و سلبية في نفس الوقت بالرغم من انه دخل الى عصر الوعي بكل ابعاده السياسية و الاقتصادية و الهوياتية و اخيرا الاجتماعية بحيث اصبح المغرب يعرف تطورات عميقة طال انتظارها منذ عقود من النضال الاجتماعي و خاصة من طرف الحركة النسائية المغربية التي نحترمها لانها حققت العديد من المكاسب المهمة بالنسبة للمراة المغربية اولا ثم الاسرة المغربية من خلال اصدار مدونة جديدة تعكس رغبة المجتمع المغربي في مسايرة العصر و التطور, لكن بالرغم من هذا التقدم الهام و الاساسي مازال المعاق المغربي يعيش اوضاع مخجلة و دون المستوى المطلوب و خصوصا في العالم القروي ,و كما ساتطرق ضمن هذه المقالات الى واقع الجمعيات العاملة في هذا الميدان التي استطاعت لوحدها ان تساهم في تنمية الشخص المعاق و ادماجه في المجتمع .
مدخل
ان قضية الاعاقة عرفت تقدما منذ التسعينات حيث اصبح المجتمع لديه القليل من الوعي بان المعاق عليه ان يتمتع بكافة حقوقه الاساسية كاي مواطن عادي في شتى الميادين بمقارنة مع سنوات الستينات و السبعينات حيت كان المجتمع لا يرضى باخراج هذا المعاق الى الشارع بحكم سيادة الجهل و التخلف بمختلف انواعه و كان المجتمع المغربي يعتبر هذا الاخير مجرد معاقا حقيرا لن يستطيع ان يتعلم القراءة و لا الكتابة او ان يبني مستقبله الشخصي و مستقبل وطنه المقدس , كان و مازال هذا المعاق يعاني من عدة مشاكل جوهرية تعرقل أي عمل هادف الى ادماجه في محيطه الاجتماعي و الاقتصادي,
و من بين هذه المشاكل مشكل وجود عقليات متخلفة تقمع المعاق بسبب كونه لا يستطيع ان يمشي او ان يتكلم مثل ايها الناس .
ان هذه العقليات تمارس سياسة التحطيم و اقبار امال هذا الانسان المستقبلية
و هذه العقليات مازالت موجودة مع الاسف الشديد بالعالم القروي اساسا و نحن
سندخل الى محور المعاق القروي و معاناته الضخمة حيث انه لا يتوفر على أي حق من حقوقه المشروعة كحق كانسان اولا له كرامته و قيمته الاجتماعية و دوره المهم في تنمية قريته
ثانيا حقه كمواطن مغربي في التمتع بجميع حقوقه الصحية كالترويض الطبي و تقويم النطق الخ
ثم تاتي حقوقه التربوية داخل الاسرة القروية التي لها احترام شديد بالنسبة لي كانسان منحدر من منطقة ايموزار اداوتنان لكن اغلب هذه الاسر تتجاهل الحقوق التربوية لدى المعاق سواء ان كان طفلا او شابا
بل اخطر من ذلك هناك ظاهرة خطيرة الا و هي سجن المعاق في بيتهم مدى حياته لا يخرج منه الا الى الفقيه المعالج او الى القبر و هذه الظاهرة المخجلة تطرح اسئلة عميقة حول واقع المواطن القروي و هو يعيش في هذه الحالة كانه نزل من كوكب المريخ و يعيش كذلك كانه غريب في وسط اهله ينتظر موته الذي يعتبره خيرا من حياته القاسية في
ظل سيادة هذا التخلف القروي كما اسميه في كتابي .
و هكذا هو الواقع الحقيقي للمعاق في العالم القروي و في هذا الوسط المتخلف و اقول لست اعادي القرويين كبشر و كقيم جميلة بل اعادي تخلفهم الذي
يقصي المعاقين من حقوقهم الانسانية و التربوية و الاجتماعية و الذي يعتبر المعاق لا يستحق أي اهتمام او رعاية او الذهاب الى المدرسة او الى المسجد باعتباره مؤسسة مهمة في البادية المغربية .
و يعتبر هذا الموضوع مفيد لان هذا المواطن القروي يستحق الاهتمام و الرعاية من طرف مجموعة من الاطراف كالدولة بكل مؤسساتها الحكومية و المحلية مثل الجماعات القروية الخ .
و ثم ياتي دور جمعيات المجتمع المدني الهام و الاساسي في التنمية البشرية و التي عملت اكثر من ما قامت به الدولة طوال نصف قرن و خصوصا تلك المتواجدة في العالم القروي كاصلاح الطرق و بناء المدارس و غيرها من هذه المشاريع التنموية لكن يجب عليها أي هذه الاطارات الجمعوية الاهتمام بالمعاق القروي من خلال نشر الوعي باللغة التي يفهمها الناس سواء الامازيغية او الدارجة المغربية و تاسيس لارضية ملائمة قصد اخراجه من قبره الى الحياة و الى التاهيل بكل ابعاده المختلفة.
و ثم ياتي كذلك دور الاعلام المهم بمختلف مكوناته و في هذا الصدد أشكر استاذنا الكبير عبد الله الطالب علي الذي قام بانجاز اول برنامج على الاذاعة الامازيغية حول المعاق القروي و هذا يعطي بان الاعلام الوطني ككل بدا يهتم بقضايانا الاجتماعية الحقيقية و اتمنى من الاذاعات الجديدة ان تسير في هذا الاتجاه بمعنى ان تهتم بالمعاق ككل .
و ساتطرق في مقالي التالي الى تجربة مؤسسة الوردة الرملية التي تعتبر اول مركز فتح لاستقبال الاطفال المعاقين في ولاية اكادير خصوصا و ربما في جهة سوس عموما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين