الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان الاستحقاق اللبناني!

سامي عبد الرحيم

2007 / 11 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يبدو أن ليل اللبناني لازال طويلا.
-1-
تأخذنا المسارات من سفارة إلى أخرى، ومن دمشق إلى طهران، من القاهرة تحت الظل، فوق الجامعة العربية، إلى الرياض التي لم نرها في الأسابيع الأخيرة، ربما لأسباب لم ندرك في الواقع ماهيتها. الرياض التي أقله بعيدا عن السياسة، كانت تقف دوما كمانح رئيسي أول للبنان في كل مأزق مقاوم يتعرض له. هذه ميزة تحسب للرياض، التي لم تكن تميز في منحها هذا بين الموالي والمعارض. واشنطن لم تسلم الدفة، للمبدع إعلاميا فقط كوشنير كأول وزير فرنسي، يفضل صورته على أية انجازات حقيقية على الأرض. واشنطن سلمت كوشنير الملف، لكي تمتدح انجازات طهران ودمشق في العراق، كما صرح بعض قادة الجيش الأمريكي، بأن تحسن الوضع الأمني العراقي، كان أحد أهم أسبابه، إيران ودمشق. كوشنير أقصى ما توصل إليه، هو أن يعلن الحرب على طهران ثم يتراجع، ويتبعه ساركوزي في اتصال هاتفي مع الرئيس بشار الأسد. وهنالك من يقول من المحللين- مايكل يونغ- أن المباحثات الساركوزية- الكوشنرية، قد تناولت مع دمشق ملف المحكمة الدولية، وما يمكن لفرنسا أن تقوم بالتلاعب في هذا الملف، بغض النظر عن صحة هذا التحليل أو عدمه، لكن السياق السوري في لبنان، لا يمكن له إلا أن يضع ملف المحكمة الدولية على الطاولة. واكتملت الصورة مع الثنائي الفرنسي الجذاب بأناقته الباريسية المصنوعة في تل أبيب، التي غطت على السيدة كوندي حيث كأنها في رحلة استجمام، في هذه المرحلة من المهرجان اللبناني العالمي في انتخاب رئيسه، الثنائي الفرنسي رغم كل هذه الأناقة، رفضت طهران ودمشق استقبال مبعوثهما في طهران. أثناء الاجتماع الأخير قبل أيام بين وليد المعلم ومنو شهر متكي في طهران. يبدو أن مدائح يهود أولمرت للرئيس بشار الأسد، قد أعطت ثمارها في أناقة الرجلين الفرنسيين. أين لبنان في كل هذه الجولات والصولات الإعلامية؟ وما الذي يجري في هذا الكرنفال؟ لا أحد في الحقيقة يستطيع أن يخمن، كم من الصفقات ستتم حتى يتم تكرار أحد الخيارين المكررين دوما، إما انتخاب رئيس للبنان، أو انتخاب لبنان لرئيس! رغم تأكدنا أن في هذه الأجواء لا يمكن للبنان أن ينتخب رئيسا، بل سينتخب رئيس للبنان. لهذا لازال ليل اللبناني طويلا.
-2-
14 آذار، التي تسعى إلى استقلال لبنان، تسلم البطرك صفير- مع شديد احترامنا لمقامه- مهمة تحديد المرشحين للرئاسة اللبنانية! إذن، لا عتب على السيد الفقيه حسن نصر الله! هل تكفي تكثيفا أكثر من مريع على أننا لازلنا بانتظار غودو من جديد. غودو الذي حمل لنا مع تظاهرة الرابع عشر من آذار أملا في أن البشر التي نزلت إلى الشوارع، ستنتج دولتها المدنية. ولكن النخب كانت أضعف من هدير الجموع.
-3-
يصرح نائب الرئيس الإيراني أو مساعده، بأن حجم المساعدات لحزب الله تصل سنويا إلى مليار دولار، وهذه ليست خافية على أحد، لكن المبلغ مهول. من ثم- ربما- يأتينا بعد لأي من الزمن، من يفتح ملف شعبية حزب الله في العالم العربي. لأنه عالم أصولي ومتخلف. مليار دولار تصرف سنويا في لبنان وفق سندات خزينة حزب الله، فإنها لا تقبل أي رئيس للبنان، غير مدين لهذه السندات. فحاكم المصرف المركزي لحزب الله في طهران لن يقبل أبدا صرف أي مبلغ، مادامت طهران لم تضع للرئيس المقبل، مجلس شورى مصغر يبت مع الرئيس في أية قرارات تخص المنطقة، لبنان لم يعد منذ زمن لبنان، لبنان جزء من أجندة متحركة، والجماهير التي نزلت إلى الشارع تطالب بالاستقلال،تلاشى صوتها في فراغ بهيم. ودم الذين تم اغتيالهم في وضح النهار، وخاصة سمير القصير. بالتأكيد سيذهب هدرا على يد أي رئيس لبناني قادم، ومنتخب، لأن لبنان لم ينتخب رئيسه، أما الحليف الذي كان ولازال جنرالا يسعى مع الساعين لكي ينتخب هو، لكن يبدو أنه لم يعد موضع ثقة حتى من حلفاءه الذي شق بناء على تحالفه معهم صفوف حركة الاستقلال.
-4-
في دمشق اللوحة تتسع لمنتصر، يريد إيقاف الحياة برمتها، فمن ملاحق لموقع انترنت عادي! إلى متابع لمسيرة التحديث في ابتكار أساليب، لبقاء هذا الغزو الجهنمي لثقافة الممانعة، والسلف المحنط في دهاليز سلطة، خرج أهم حلفاءها عن صمتهم وتحدثوا: جانا هيباسكوفا عضو البرلمان الأوروبي كثفت مشروعها المحبط بعنوان مقالها في الحياة، الحوار الأوروبي السوري- بلا نتائج-وهي التي كانت من أهم الشخصيات الأوروبية التي تدعو للحوار مع دمشق. وثم ديفيد ليش، أستاذ محاضر في جامعة تكساس وصديق ربما شخصي للرئيس بشار الأسد، في ملخص جولاته السورية أمام الكونغرس الأمريكي، حيث رغم أنه لازال مصرا على أن يتوجه الأمريكان نحو دمشق وطهران للحوار وعقد الصفقات، وكأنه يشكل عضوا في حزب من أحزاب المعارضة السورية، المناهضة للعولمة والسياسة الأمريكية، إلا أن هذا المتحدث البارع قد تطاول على الاستخبارات السورية ووصفها بالسخيفة في محاضرته تلك أمام الكونغرس، بالطبع دون أن يضعف الشعور القومي للأمة، التي يتقاطع ويتقاتل على شعورها القومي وهويتها، سلطة ومعارضة بجلباب أو بربطات عنق. دمشق لن تخرج وحدها من لبنان. هذا أمر مطلق لا جدال فيه. حالة وحيدة تخرج دمشق من لبنان، وهي عندما تسلم سوريا نهائيا- وإلى الأبد- لهذه السلطة بالذات لكي تبقى مستمرة في حجب مواقع الإنترنت، وعدم التمديد للرئيس اللبناني المقبل!أو نقل صواريخ إيرانية نووية لتتمركز، على الحدود مع الأردن، أقصد مع إسرائيل.
-5-
إلى وليد بك: كما يقال في الأحاديث الشعبية- صارت وصارت..لهذا لا تسلم الأمر لأولي الأمر منا سواء كانوا مشايخ بعمامات بيضاء أو سوداء أو كانوا بصولجانات أو بعباءات، لكي لا يقال كما يقال دوما، بأن وليد بك:طائفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب


.. أحمد الحيلة: قرار الجنائية الدولية بحق إسرائيل سيحرج الدول ا




.. في ظل تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية.. مجلس الأمن يعقد جلسة