الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور التطرف الاسلامي

عبد العالي الحراك

2007 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


المشتركات التطبيقية بين حركة طالبان وحركة حماس وحزب الله والتيار الصدري وما يسمى بالمقاومة الاسلامية في العراق واضحة... فجميع هذه الحركات السياسية الاسلامية تؤمن بالاسلام دينا و نظاما سياسيا للحكم القسري والقهري , وتؤمن بالعنف المسلح الانتحاري(الأرهاب) وسيلة لفرض سلطتها وسطوتها ,
وتحلل لنفسها ما تحرمه على غيرها من الحركات السياسية الاخرى سواء كانت اسلامية ام علمانية , وتحشر الدين حشرا في السياسة ضاربة عرض الحائط جميع البشر وفي كل انحاء العالم , لانهم في اعتقادها اما كفار واما منحرفين عن الاسلام. هذه الحركات الاسلامية تطرح الديمقراطية وسيلة للوصول الى السلطة , عندما تجد نفسها قريبة منها او يمكن الاستفادة منها كما يفعل الاخوان المسلمين في معظم الدول العربية , وكما يفعل حزب الله في لبنان , وكما فعلت حماس قبل الانتخابات ثم انقلبت عليها بالعنف والعنف البشع بفقراء جلدتها . وهكذا في العراق سيطرت احزاب الاسلام السياسي على الحكم مستعجلة امرها ومنفردة في الساحة الملتهبة , ومنذ تربعها على اكتاف العراقيين ولحد الآن لم تخطو اية خطوة بأتجاه الديمقراطية ولا بأي مستوى.. حزب الله في لبنان يغامر دائما بحياة اللبنانيين , وادخلهم في حروب خاسرة ومدمرة مع الاسرائيليين وتصرفات قيادته اقرب الى العنف والرد العسكري منه الى الحوار والتفاهم ولا يأبهون لاية ازمة في لبنان وتداعياتها الا وان يكون لهم دور وكلمة . اما ما قامت به حركة طالبان في افغانستان قبل احداث 11 أيلول 2001 وما بعده يدل دلالة واضحة على ان العقلية لقادة ومنتسبي جميع هذه الحركات الاسلامية مبنية على الجهل والغرور والتخلف والهلوسة الدينية التي تدفع الى العنف بأبشع اساليبه الارهابية.. وما يحصل في افغانستان والعراق اكبر دليل. ... التطرف الاسلامي( الارهاب) ينطلق من جذور دينية ابتداءا من القهر الديني في البيوت ثم التربية الدينية في الحوزات الدينية المنغلقة على نفسها , ثم اللقاءات في الجوامع والحسينيات التي جميعها تخلق عقدة الشعور بالنقص والانغلاق , التي يسعون بالتغطية عليها مخدرين انفسهم بمزيد من حفظ القران دون فهم واستيعاب , والتركيز على الآيات والسور القرآنية التي تدعو الى الحرب والجهاد , واعتبارسواهم جميعا كفرة الا من تبع المذهب الشيعي اوخنع للمذهب الوهابي.. ومهما مر الزمن على تسلطهم فلا خبرة حياتية يكسبون الا مزيد من القمع والاستبداد والانعزال عن العالم والمجتمع الدولي ويتصرفون من وحي فهمهم الخاطيء والمشوه للدين.. فهذه ايران ومفاعلها النووي وحالة الغرور التي وصلت اليها وعدم اعترافها لا بقوة امريكا العسكرية والاقتصادية ولا بالعلاقات مع الغرب تهدد بضرب المصالح الامريكية وتطلق التصريحات الغير مسؤؤلة بشكل عبثي مبني على الهوس الديني وان أي خسارة في مواجهة قادمة مع امريكا ان لم تنتصر فيها فسوف تستخدم اسلوب الارهاب والانتحار البشري والسياسي ضد امريكا ومن يقف مع امريكا.. كذلك الحال ما تتقوم به احزاب الاسلام السياسي في العراق فهي تتعاون مع امريكا لحكم العراق ونهب خيراته وتتحالف مع ايران لانها حليفها الاول والأخير في هذا العالم الفسيح ولا تعترف بالديمقراطية التي اوصلتها الى السلطة التي لا تتنازل عنها مهما بلغت مستويات فشلها ومهما بلغت معاناة الشعب العراقي. هنا في الغرب استغل الاسلاميون مجال الحرية والديمقراطية المتاحة لهم فبنوا المساجد والجوامع وتقوقعوا فيها ولم يستفيدوا من التقدم الثقافي والعلمي المتوفر مجانا بل انغلقوا في جوامعهم , واطفالهم في مدارس دينية في المدن الكبيرة وقد وافقت بعض الحكومات الغربية ( نتيجة الصراعات السياسية الانتخابية) على ممارسة هذا الاتجاه بأعتباره حقا لهم يكفله القانون دون ان يشعروا او يتحسبوا بان هذه المدارس والمساجد ما هي الا محطات اعداد فكري وعقائدي تغذي منظمات الارهاب الحالية بكوادر جديدة ومشاريع انتحارية مستقبلية وتعبد الطريق نحو سلوك الارهاب المستقبلي الذي قد يشملهم وهم المهددين الاوائل . هذه الحركات الاسلامية التي تمسك بالسلطة في بلدانها ( ايران والعراق ونصف لبنان ونصف فلسطين ونصف الباكستان ونصف افغانستان ) او التي جربتها ثم انهزمت , لايفيد معها النصح او النقد او الاتهام بالعمالة او التابعية او ما شئت من الالقاب , لانها مستبدة فكريا وعقائديا ولأنها تعيش عقلية القرون الوسطى وفترات حكم الاسياد والعبيد وحتى حكم الاقطاع اهون من حكمهم .. يقتاتون على ما تركه من حكم قبلهم ويدمرون ما يخالف عقيدتهم خاصة ما يتعلق بالعلم والفن وما شابه .. ولا يبنون شيئا ولا يشيدون عمرانا , الا الجوامع والحسينيات علما بأن جميع هذه الاحزاب الاسلامية تحكم في دول غنية ومجال التطوروالتقدم مفتوحا امامها وامام شعوبها التي تعيش الفاقة والحرمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل مؤلمة! | نادين الراسي


.. قصف عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت • فرانس 24 / FRANCE 24




.. نحو عشرة ملايين تونسي مدعوون للتصويت في انتخابات رئاسية تبدو


.. تساؤلات عن مصير قاآني.. هل قتل قائد فيلق القدس التابع للحرس




.. بتقنية -تايم لابس-.. توثيق لضربات إسرائيلية عنيفة على بيروت