الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ليتني كنت بعثيا فأفوز فوزا عظيما

احمد حسين

2007 / 11 / 25
كتابات ساخرة


لا انكر أن لهذا العنوان إسقاطات تاريخية، ولن اعتذر لمن تعبث امنيتي هذه بجروح عميقة في جسده ونفسه لم تندمل بعد، وما زالت آثارها ناتئة كعاهة مستديمة في جسد تاريخنا المثخن بالجراح.
يا سيداتي ويا سادتي المتلفعين بعباءة الأمل المجهض، ايها المتطوحين بثمالة القصاص أو العدالة أو رد الاعتبار، لن اهادن خيبتكم و أغازل غضبكم، لستم بحاجة لذلك بل أنتم بحاجة لمن يجرد عورة دثاركم السميك ويصفع وجوهكم بدلو ماء بارد عَلَكم تغتسلون من غيبوبة نعاسكم.
زواياكم البائسة لم تعثر بعد على عدسة مكبرة لتروا الواقع على حقيقته المقرفة وتتأملوا تفاصيل سياسته المخجلة حد المرض، ما زلتم منذ سقوط النظام المقبور وحتى الساعة تترنمون بأهازيج المصالحة اللا شرعية وهتافات التملق المخزي، وكأن ما تكبدتموه ونحن معك ما هو إلا قرابين تنحر يوميا على مذبح الشوفينية لتواصل تجددها وبقاءها القدري.
حلمتم ونحن معكم بوعود دستورنا الكسيح في القصاص وتطهير الفكر والسياسة والمجتمع من ادران البعث وأوبئته الفتاكة لكنها تحولت الى كوابيس مفزعة حين تحول الدستور الى حبل لنشر الغسيل والمزايدات والمتاجرات الرخيصة، وتناسلت الاحلام بإخصاب قانون الاجتثاث الهزلي الذي شملت بركاته كل من شارك باجتثاث العراق ارضا وتاريخا وامة ولم تضرب عصاه القانونية إلا ذوي الأيدي المكبلة بالنظافة أما ذوي الأيادي القذرة فلا خوفا عليهم ولا هم يحزنون، ورغم عمليات البتر والتهذيب التي اختزلت جيوش البعث من خانة عشرات الآلاف لتحشرهم في خانة الألوف دون مسوغ قانون او وطني أو حتى إنساني وقد يأتيكم الأيام بالخانة المئوية رغم هذه العمليات الاستفزازية لم تسلم احلامكم من وسمها بسمة قانون المساءلة والعدالة الذي قد يسمى في الايام القادمة قانون روح العدالة ليتغير بعدها الى قانون الفعو عما سلف وليس بعيدا عن حكومتنا الرشيدة وبرلماناتنا العديدة ان تسن قانون لحماية البعثيين وبالتأكيد لن تبخل عليهم ببرامج علاجات نفسية وترفيهية لتعويضهم عن خسائرهم السلطوية والمادية والمعنوية.
لم يكتفي القادة الجدد بسيل التنازلات الاستفزازية التي ما فتئوا يقدمونها للبعثيين وكأنهم طائفة شرعية ذات ثقل سياسي يجب كسبها للعميلة السياسية، ولم يتوانوا عن الاجتماع بهم ومصافحتهم وتطمينهم بالضمانات القانونية والسياسية وربما المقاعد البرلمانية والمناصب الحكومية والسيادية، دون أدنى شعور بالخجل من الأمة التي نزفت حتى النخاع ولا زالت بقايا جلدها عالقة بمخالب النظام المقبور وأزلامه. ولم يجد الساسة ضالتهم في المغازلات الإعلامية للبعثيين والصداميين وراحوا يطلقون أيديهم الكريمة بالمكرمات السخية على أعضاء الشُعب والموظفين المجتثين لتعويضهم عن مميزاتهم السابقة من درجات وظيفية ومعنوية ورواتب ومخصصات ومنح مالية وحقوق تقاعدية، والتبجح بكل وقاحة في وسائل الإعلام بما قدمه ويقدمه القادة الجدد للصوص العهد السابق.
ما قامت به الحكومة مؤخرا من صرف الرواتب التقاعدية والمنح المالية للبعثيين امر متوقع وسياسة تلتزم بها حكومات ما بعد السقوط، فما زالت مسابح العظام تطقطق بين الاصابع البعثية ولا زالت الالسن تلهج بتراتيل الابادة الجماعية والمقابر المنثورة في اللوح المحفوظ تتناسل بذات الخصوبة السابقة. ولابد لهذه الأمة ان تسلم بأمر واقع على رأسها كالقدر المحتوم وتنتهج سياسة العض على الاصابع وخرط القتاد، فالضمير مرض عضال لا يصيب ساستنا والالتزام بالدستور والقانون والوطنية والإنسانية تنازلات خطيرة لا يقدمها الساسة إلا لمن يحمل السلاح الملوث بالدم والجيوب المنتفخة بالدعم المشبوه، ومن تسول له نفسه الثائرة او المغرر بها بشعارات العدالة والديمقراطية ويسمح للأفكار الوطنية باحتلال خياله ليس أمامه غير البحث عن قبر يدفن في جسده المنهار وإلا فسيحرم عائلته من حق الفرح بتشييعه أو زيارة مثواه الأخير، أما اذا اراد ممارسة حقه بالبقاء فعليه البحث عن بعثي عتيد ذا تاريخ ملوث بالجريمة ليزكيه بأثر رجعي ويصادق على عضويته المتأخرة لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بنجاح ساحق ومتواصل.
يتبارى الساسة الجدد لتبرير الانتماءات السابقة لحزب البعث ويبذلون جهودا جبارة لتبرئة أعضاءه وكأن الثمن الباهض الذي دفعناه ولا زلنا للخلاص من هذا الحزب الملعون هي للغربلة والتمحيص وليس للقضاء على فكر وايديولوجيا واتباع واعضاء وجيوش جعلت من الجهل ثقافة وحولت السياسة الى منهاج للتمييز والتعصب الديني والمذهبي والتخلفي والقومي والعرقي والقبلي ومن الجماهير رقيق تباع وتشترى بأبخس الأثمان واستبدلت التنظيمات بميليشيات إرهابية وعصابات إجرامية.
يصرّ الساسة الجدد أبواق النظام المقبور ومن لف لفهم ومن تخاضع لعصاهم على ان من يستحق الاجتثاث (الاجتثاث ليس الا) قلة قليلة لا يتجاوز عددهم الخمسة الاف مجرم، ولا أدري كيف استطاع النظام المباد إحكام قبضته الفولاذية على أكثر من خمسة وعشرين مليون نسمة بعصابة نسبتها خُمسّ الواحد بالألف؟!. وهل نضب رحم البعث الولود عن انجاب انصاره ومؤيديه وطلائعه وفتواته واشباله وفدائييه وحرسه الجمهوري والخاص وأمنه واستخباراته ومخابراته ووكلائه وجيوشه ومليليشياته؟، هل تعاطى الخمسة آلاف مجرم ماء الحياة وعقار الشباب الدائم ليواصلوا تفانيهم وجهادهم المقدس للحفاظ على بيضة البعث وديمومة بقاءه؟، ألم يعتريهم المرض او التعب والارهاق من الوقوف بوجه الهجمات الفارسية والامبريالية والصهيونية والعملائية؟، هل كانوا جنودا آليين وهل تعطل مصنع هؤلاء الجنود عن إنتاج أمثالهم؟.
كيف لنا ان نتواصل مع حكومة ترفع شعار محاربة الفساد المالي والاداري وهي تأتي برؤوسه وأساتذته؟، وكيف لنا ان نؤمن ببرلمان يلقي بقانون التقاعد العام في سلة الاهمال ليناقش مظلومية البعثيين المادية والمعنوية وقانون رواتب وتقاعد الدرجات الخاصة التي ما أنزل الشيطان بها من سلطان؟. ان ابسط ما ترد به الأمة على هكذا استهانة بمأساتها هو ان تتضامن معي في طلب الانتساب على حزب البعث الحاكم وتسويد اضابيرها وملفاتها بتشكيلة من التقارير والجرائم التي تتناسب مع تاريخ هذا الحزب وسمعة أعضاءه وهذا أمر سهل يمكن اتمامه بمراجعة سريعة للذاكرة العراقية الارشيف الموثق بالحبر والصوت والصورة قتلا وتعذيب وتهجيرا.
وعلى الديمقراطية وضحاياها السلام...
التوقيع
بعثي بأثر رجعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل