الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟! ( 2 )

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كتبنا في الأسبوع المنصرم عن المقاومة لم يكن في ذهني أننا على أبواب مؤتمر أنا بوليس ، وأن المقاومة المسلحة سوف تنشط ، وتكثف جهدها كي تحدث فعلا قويا أو خسارة كبيرة في الجانب الإسرائيلي كي تدفعه إلى المقاطعة أو الخروج من مسرح المفاوضات تحت مبرر الأمن ، أو تغيير شروط التفاوض .. كما كانت تفعل إسرائيل كل مرة يحاول فيها الطرف الفلسطيني التقدم في العملية السياسية .. للأسف الشديد الذي يقوم بهذه الأعمال هي الجهات المعارضة للعملية السياسية وتراهن على فشل المؤتمر .! المزاد يرتفع الآن ثمنا لمن يقوم بإفشال المؤتمر ..! الجهات الإقليمية هي التي تفتح المزاد ثمنا للعمل المسلح ، التي لها مصلحة في إفشال المؤتمر وليس المجموع الوطني للشعب الفلسطيني ؟؟ الذي من المفترض أن يقوم بهذه الأعمال لتعزيز قوة المفاوض الفلسطيني .. ويجب أن تكون هذه الأعمال مدروسة بدقة ونتائجها مؤكدة لصالحنا وليس العكس ، يستفيد منها الإسرائيليون كمبرر لعدم التنازل ودفع استحقاقات المرحلة .. لو عدنا لمباحثات مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 عندما كان الراحل الشهيد ياسر عرفات يفاوض الرئيس الإسرائيلي باراك في ظل حكومة كلينتون ولم يتوصل الفريقان لاتفاق حيث عاد الاثنان من واشنطن ليدخلا المنطقة إلى انتفاضة جديدة هي ( انتفاضة الأقصى الحالية ) ، منذ ذلك التاريخ حتى الآن ..! إذ قال باراك حينها لأبي عمار ـ رحمه الله عندما رفض التنازل : " عليك مواجهة الجيش الإسرائيلي .. " ، وقال رئيس الولايات المتحدة في حينها بل كلينتون : " ستلقى الأوراق تحت الطاولة ولا تعاد ثانية .." كم سنة مرت على كامب ديفيد ؟ وكم خسرنا ؟ وهل تقاس الخسارة ..؟ إذا تم إحصاء وتوثيق الخسارة المادية وعدد الشهداء ، فخسارة التنمية لا يمكن قياسها ، وتجهيل أبنائنا لا يمكن تحديده ..؟ والأكثر أهمية الآن بعد السبعة العجاف هل أصبحنا أقوى من السابق ؟ هل بإمكاننا المطالبة بأكثر مما طالب أبو عمار ؟؟ من منا يتذكر أو يعرف على ماذا اختلف الطرفان ؟ على القدس ؟ أم على حق العودة ؟ أم على الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلت عام 1967 ؟ أم على شكل الدولة المستقلة ؟ لا أعتقد أننا في موقف قوي يسمح لنا المطالبة بأكثر مما كان ..؟ التجربة الفلسطينية كانت دائما تندم على ما فات ولا يوجد أدلّ على ذلك من قول العجوز العسقلانية ، قبل ستين عاما : " يا ليتهم قسموا ..! "
إذن هذا هو طريق المقاومة الذي راهن عليه البعض ، ولم نفهم ما الذي جنيناه طيلة السنوات السبعة الماضية إذا كنا لم نحقق أكثر مما كان مطروحا .. هنا يأتي دور القيادة الحكيمة في قياس قوتنا والظروف الدولية والعربية والموضوعية إذا كان بإمكاننا السير في هذا الطريق أم لا ؟؟ يمكننا أن نسأل : هل كانت القيادة الفلسطينية في عام 1947 و 1948 تعلم بالعلاقة التي كانت بين الملك عبد الله والوكالة اليهودية وما تم الاتفاق بينهما ..؟ وهل كانت تعرف القيادة الفلسطينية ما دار بين عبد العزيز آل سعود ووزير خارجية أمريكا في السويس ؟ لو كانت القيادة تعلم ذلك هل كانت ستستمر في طريق القتال ؟ أم لا ؟ أم كانت ستقبل بقرار التقسيم الذي رفضه العرب .! واتهمت عصبة التحرر بالخيانة لأنها قبلت بقرار التقسيم .. فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ أم هل نعود إلى مؤتمر كامب ديفيد 2000 ؟ وتعود الدائرة مرة أخرى ؟ هل سيعود أبو مازن من أنا بوليس كما عاد أبو عمار من كامب ديفيد لندخل المنطقة إلى انتفاضة جديدة ..؟ وهذه المرة ماذا سنسمي هذه الانتفاضة ؟ قد تكون انتفاضة العودة ..، أو انتفاضة الاستقلال ؟ من يعرف ؟ هل سيبقى شعبنا لا يستفيد من تجاربه ؟ منذ عام 1947 والتجارب تكرر نفسها ولا نتعلم ..! ها هم أصحاب المقاومة وقبل أن يتحقق شيء يتهمون القيادة بالخيانة ... تماما مثلما يحدث في كل مرة ..؟ من الواضح أن لدينا فريقين ، فريق يرى بالمفوضات والسلام يمكننا أن نحقق ما نصبو إليه وهو الذاهب الآن إلى أنا بولس ، وفريق محاصر في غزة ويحاصر معه كل أهلنا في غزة ولا نفهم منه ما يريد .. ساعة يتغنى بالمقاومة المسلحة وبالكاد يستطيع ممارستها .. أو أنه أصبح يستخدم قوته ضد من يلوح بتأييده لرام الله .. وساعة يتغنى بالتغيير والإصلاح وها هم لا يستطيعون إطعام الناس وعلاجهم وتعليمهم ... وأخرى بالقضاء على الفلتان الأمني فقتل الكثير وقطعت أرجل المئات ..!
هل بقي للمقاومة المسلحة أية جدوى تذكر حتى نقول : أنها ستحقق لنا ما نريد ..؟ كيف نعيد اللحمة لفصائلنا المتناحرة من جهة ؟ ومن أخرى كيف نعيد الثقة لهذه التنظيمات مع جماهير شعبنا الذي بات يكره كل السياسة ؟؟ سواء حقق أنا بوليس نجاحا ، أم لم يحقق ! هل نحن جاهزون للمرحلة القادمة ؟ ربما الإجابة على السؤال الأخير فيها إجابة على سؤال : هل مؤتمر أنا بوليس سيحقق لنا شيء ..؟ مهما يكن فالأيام القريبة القادمة ستجيب على كل شيء ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات