الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعادة ترتيب...!!

كاظم غيلان

2007 / 11 / 25
الادب والفن


اكتسبنا مفهوم اعادة الترتيب في حياتنا العراقية بكل زمن عشناه، فما من عاصفة اقتلعت كائناتنا الا ويليها ترتيباُ جديداُ يعيد لجمالياتها ذلك الاشعاع البهي الذي يؤكد استمرارية الحياة ووجود الناس والحب. نبهتني ملاحظة بقدر ماهي

صغيرة الا انها في غاية الأهمية، تلك هي الجملة التي اطلقها الزميل العزيز حمزة الحلفي في احتفال شعري اقيم قبل أيام ضمن الفعاليات الداعمة لمشروع المصالحة الوطنية، الجملة كانت مطلباُ اخلاقياُ وابداعياُ حيث وقف الحلفي خلف المايكرفون طالباُ من الجمهور الأصغاء.. لا التصفيق. أنا لا اريد هنا أن أهنىء الحلفي بقدر ما اتمنى من الأخوة الشعراء اللاهثين وراء المهرجانات والرافضين لها معاُ أن يكرروا الحالة، اما دوافع ذلك فتتلخص بكون ذائقة تلقي شعرنا الشعبي شهدت تدميراُ عنيفاُ جراء خطاب العنف وثقافته التي استشرت على مدى أكثر من ثلاثة عقود في زماننا العراقي، ويا له من زمان ابتلى بحكام جهلة واشباه مثقفين وانصاف كتبة مأجورين يسيل لون السم من اقلامهم قبل الحبر حتى تمكنوا من صناعة ذائقة تالفة مريضة لايهمها سوى الهيجان والصراخ الهستيري المنبعث من خراب العسكر وسياط الجلادين، هؤلاء الذين وجدوا ضالتهم اليوم بأدعياء مشبوهين يريدون لنا تحقيق معادلة لايمكن ان تتحقق، تلك هي معادلة مساواة الضحية والجلاد حتى بدون اعتذار، وعليكم قياس حجم المؤامرة. ان اعادة ترتيب الذائقة من اصعب عمليات البناء ان لم اقل من اعقدها، فأن اردنا أن نبني عراقاُ جديداُ علينا ان نفكر في بناء ذائقة انسان هذا العراق.. ذائقة تجد في تمرينها الجمالي ذلك التواصل الذي لاينتهي حتى تتم دورته النهضوية وتتم بعناية وجهد المثقف ولا أقول السياسي، اذ ان الأخير مغرق بهموم ايديولوجيته ومؤتمراته وندواته ومؤامراته ولم يعد لنا معه شأنا، والمثقف الذي اعنيه هو المتخلص من كل عقد الطوائف والخنادق ، انه الانفتاح العظيم لاستيعاب كل جماليات الكون دفعة واحدة وهنا لم نعد بحاجة الى التصفيق لأن درجات النجاح بلغت مدياتها. البحث عن (مصفقين) هو ديدن المصابين بوباء ونرجسية تافهة، أما الشعراء فكل مايهمهم استيعاب نصوصهم التي تسهم في توسيع مدارك هذا الجمهور . فلنكرر جميعنا: نريد الأصغاء، لا التصفيق.
*** محرر في جريدة الصباح العراقيه ****









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف