الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية تهمنا أيضا

عبد الإله بوحمالة

2007 / 11 / 26
القضية الفلسطينية


القضية الفلسطينية كبيرة في الوجدان العربي والمسلم عموما.. كبيرة ببعدها الديني والقومي والتاريخي وبموقع فلسطين في قلب الجسد العربي والإسلامي. ولو أمكن لكل فرد في هذا الوطن أن يموت في سبيلها ألف مرة لظلت مع ذلك كبيرة. لهذا فاللوم يقع على كل العرب وكل المسلمين من قاصيهم إلى دانيهم، الأحياء منهم والأموات، المسؤولين وغير المسؤولين منذ سنة 1948 إلى الآن، فهم جميعا ملومين على هذه الخسارة الفادحة وعلى ما آلت إليه النكبات والنكسات وكل مفردات الانهيار والتفريط التي تصف واقع الفشل والعجز العربي إلى أن يأتي اليوم الذي ينتفض فيه جسد الأمة وتتغلب مناعته على كل الأورام التي تكالبت عليه ونخرت كيانه.
لكن، وبلا مزايدة على أصحاب الأرض، المعنيون الأوائل، فالقضية الفلسطينية هي المجال الفلسطيني بلا نقصان.. كل شبر وكل سنتمتر، وكل ذرة ماء وهواء وتراب.. فلسطين العربية هي الأرض العربية بناسها وأشجارها وأحجارها إذا طرحنا عنها شيئا اسمه الاحتلال والاستيطان والتجريف والاجتثات والأسوار، ولا يهم متى سيحدث هذا الطرح، اليوم أو غدا أو بعد عشر سنوات أو حتى مائة عام.. ما يهم هو أن تبقى القضية حية واضحة كما كانت عليه منذ أول يوم اغتصبت فيه حتى لا تنسى الأجيال الحاضرة بعض الحقوق والحقائق ثم تنسى الأجيال اللاحقة البعض الآخر فيصبح سقف المطالب، كما هو الشأن عليه في الحاضر، مدينة أو مدينتين ومسجدا أو ربما أقل من ذلك بكثير.
أقول بلا مزايدة على "أصحاب الأرض" وأقصد بهم بالتحديد أولئك الذين مازالوا متمسكين بمفاتيح بيوتهم العتيقة ورسوم أراضيهم وحقولهم وممتلكاتهم، أولئك الذين لم يفرطوا في مفتاح رمزي فأحرى أن يفرطوا بالقضية، أما من اختزل الأمر كله في مجرد جري وراء سلطة ومنصب ومكتب وزاري، فهؤلاء ليسوا مقصودين، لأن القضية عندهم باتت معروضة جهارا نهارا في سوق المناقصة وليس للمزايدة.
القضية الفلسطينية كبيرة، بل مقدسة، بقداسة الدم الذي أريق من أجلها في كل الحروب والانتفاضات والمجازر.. ولأنها كذلك وأكثر، فلا أحد يمكنه أن يقزمها بقرار سياسي أو يختصرها في صراع إيديولوجي أو يختزلها في اتفاقية صلح وتسوية وخطاب هرولة وانبطاح وتطبيع، لأن ما اغتصب بالقوة لا يسترد بالمهادنة والمداهنة والتنازلات والمؤتمرات، بل بقوة نظيرة ومماثلة أول شروطها وحدة الصف والموقف وصلابة التشبث بالحقوق.
فلا أحد يملك شرعية المصادرة على حق صاحب المفتاح في أن يسترد بيته، ولا على حق صاحب الرسم في أن يستعيد أرضه، ولا على حق صاحب الدم أن يرد الاعتبار لدمه وشرفه وعرضه.. ولا على حق المهجر في أن ينتصف لسنين تغريبته القسرية في الملاجئ والمخيمات والشتات بالإطلاق.
لا أحد كائنا من كان..
وخصوصا أولئك الذين ينحنون ويتنازلون ويساومون على الأرض ويبخسون الدم من أجل كرسي..
كرسي بشبه منصب ومنصب بشبه سلطة وسلطة على شبه دولة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال