الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقعة كوسفورد التي حرمتنا من بكين

طارق الحارس

2007 / 11 / 26
عالم الرياضة


كان منتخبنا الأولمبي لكرة القدم قاب قوسين أو أدنى من عبور سور الصين العظيم والوصول الى بكين، لكن الدقائق التسعون التي خاض فيها مباراته أمام نظيره الاسترالي حالت دون ذلك ، تلك الدقائق التي شهدتها مدينة كوسفورد الاسترالية من حيث الجغرافية ، والعراقية من حيث العواطف بعد أن غلف ملعبها العلم العراقي نتيجة الحضور الجماهيري لأبناء الجالية العراقية الذين زاد عددهم عن التسعة آلاف عراقيا من مجموع الحضور الذي وصل الى ( 13088 ) متفرجا .
لم يكن سور كوسفورد عظيما ، بل كان سورا عاديا ، ولم يكن حراسه أشداء فقد سجلوا هدفيهما في مرمانا من حالتين ثابتتين ، لكن كتيبة يحيى علوان في تلك التسعين دقيقة عجزوا عن عبور السور لأن بعضهم كان يفكر في البقاء تحت ظله " الآمن " ، متناسيا المهمة الوطنية التي جاء من أجلها ، متناسيا الملايين من العراقيين الذين يترقبون عبوره هذا السور بالرغم من جراحهم وتضحياتهم التي بذلوها من أجل العراق ، تضحيات الأمهات اللواتي فقدن الأبناء ، تضحيات أم حيدر وأم عثمان .
لم يفهم هذا البعض مشاعر أم حيدر وأم عثمان ، ولم يفهم مشاعر الآلاف من أبناء الجالية العراقية الذين قطعوا مئات الكيلومترات من أجل مشاهدة العراق فيهم والذين يترقبون اليوم الذي يعودون فيه الى بغدادهم الدافئة .
أما بعضهم الآخر فقد أصر على استعراضاته الفردية وتفكيره الأناني متناسيا أنه لم يصل الى ما وصل اليه الا بفضل العراق ومنتخبه الأولمبي . لم يصل الى الترف الذي هو عليه اليوم الا بفضل الاحتراف الذي حصل نتيجة سفره لأول مرة في حياته الى خارج العراق مع المنتخب الأولمبي .
حاول يحيى علوان وما تبقى من كتيبته عبور سور كوسفورد ، لكن الاصابة التي لحقت بقائد الكتيبة اللاعب علي حسين ارحيمه في نهاية الوحدة التدريبية ما قبل الأخيرة ساهمت مساهمة كبيرة في الوقوف خلف السور، ففضلا عن دوره الكبير كلاعب مؤثر في التشكيلة الأساسية فقد لعب الفريق دون قائد داخل الملعب وتلك مصيبة كبيرة يعرفها أهل الكرة فقيادة الفريق لا تعني وضع الشارة على اليد فقط .
ساهم حكم المباراة مالك عبد الملك في عدم عبور منتخبنا سور كوسفورد . عبد الملك لم يكن منحازا ، بل كان سيئا وتلك كارثة من كوارث كرة القدم في القارة الصفراء ، إذ أنها ستظل تراوح محلها مادامت تعتمد على أشباه حكام من دول لا علاقة حقيقة لها مع كرة القدم .
لا نلوم يحيى علوان بالرغم من الخطأ التكتيكي الذي وقع فيه في الثلاثين دقيقة الأولى من زمن واقعة كوسفورد والذي اضطره الى القيام بتبديل لاعب واشراك آخر بدلا منه ، ولا نلوم ما تبقى من الكتيبة فقد أدوا واجبهم ويكفي أننا رأينا دموعهم وحسراتهم على ضياع الحلم الذي كانت تترقبه أم حيدر وأم عثمان وجميع الأمهات العراقيات اللواتي مضحين بالغالي والنفيس من أجل العراق . لا نلومهم لأنهم أثبتوا حبهم للعراق ولم يبيعوه مثل غيرهم ، لا نلومهم لأنهم حاولوا اسعادنا ، لكن كرة القدم كانت لها حكاية أخرى معنا هذه المرة .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منتخب هولندا يبلغ ربع نهائي بطولة أمم أوروبا


.. ذكريات جميلة عن الشباب وكرة القدم في أحياء سوريا قبل الحرب




.. الرياض تشهد افتتاح النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للرياضا


.. الحكي سوري- لاجئ يُسخر حياته لإنقاذ الأطفال من الغرق وذكريات




.. تعرف على أرقام رونالدو الخاصة في بطولة يورو 2024