الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف يعصف بالحياة...

حيدر المنصوري

2007 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


سجينٌ يُسجَن، وجريحٌ يُجرَحُ ،وقتيلٌ يُقتَل، ودفانٌ يُدفَن ،وحزنٌ يلبس الحُزن، وألمٌ يعتصر الألم، ونارٌ تحرق النار، وعقارب الساعة تدور بطريقة عكسية ،ودلال يسدل الستار على منصة المزاد العلني متجاهلاً صرخات الأحياء الأموات المطالبة بوقف المزاد مشيراً بأصبعه إلى لوحة كانت معلقة على إحدى زوايا قاعة المزاد ترمز إلى المقابر الجماعية كأنه يأمر بتجديدها بعد ما بهتت ألوانها وبدأت ملامحها تزول. هكذا بيع وطني .لا أعرف لماذا بدأت بهذه المقدمة ولكن ما أعرفه جيداً أني لا أود كتابة قصة أو أطيل كثيراً وكما يقولون (خير الكلام ما قل ودل). لذا أتساءل من هو سبب مأساة العراقيين؟! و من وراء ضياعهم وضياع البلد؟ وأنا لا أتحدث عن زمن انتهى ولعن طغاته وأخزاهم وإنما أتحدث عن ما بعد ذلك، ولماذا نضّيع الفرصة من بين أيدينا ولا نعتبر من دروس الأمس، فهل العنف وعلى مدى العصور والدهور قد بنى دولة وطوّر مجتمعاً أم أنعش اقتصادا وقدّم أمماً؟ أم أنه وفي كل صفحات تأريخ الشعوب التي عاشته لم يجرِ عليها غير سيء التبعات وعظم النكبات ،لماذا لا نتعض ونستفيد من ذلك؟ ولماذا لا نتركه ونتجه إلى العمل السياسي السلمي وأن نتقارب ونتحاور ؟خصوصاً إن الحوار وأن طال سبيل العنف لابد منه وأن من المسلمات لدى الجاهل قبل العالم أن طاولة الحوار هي سبيل العيش الهانئ الكريم لا دائرة العنف التي تعصف بالحياة وتحولها إلى جحيم. وحتى الله يأمرنا بذلك(وجادلهم بالتي هي أحسن). إذن لماذا هذه الأنهر من دماء الأبرياء الذين هم ضحية التزمت ؟والتطرف، والإقصاء، والاستئثار في السلطة ،ودكتاتورية القرار، والتسقيط الذي أعدم التنافس الشريف والمشروع، مع أن الاعتدال والواقعية والمشاركة هي أقصر السبل إلى كسب الرأي العام والحصول على مكان تحت الشمس في ساحة المنافسة. وأن الصراع والعنف يحرق البلد ومن فيه وبالتالي لاينفع الندم وقبل أن أختم لكوني وعدت بالاختصار لابد من تقديم نصيحة لمن يريد البقاء، أن يصلح نفسه فأن الفرصة لازالت قائمة فعليه أن يراجع حساباته وأن يبتعد عن سياسة حرق الشارع وأن يدقق في هويته الوطنية وأن يراهن على الشعب فأنه باقِ وغيره زائل وأن المشتركات بيننا هي أكثر من نقاط الخلاف.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة