الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريح القدس

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2003 / 11 / 14
الادب والفن


  ولدتني أمي وهي تحمل جرة ماء على الرأس ،
و قالوا في نسبي ،
إنه   يرجع  إلى قصبة  محترقة  في الأهوار،
أو إلى سمكة سمراء في بحر "قزوين" ،
 وربما إلى ذرات غبار تصعد من تحت سنابك خيول المغول،
أو إلى كلبة سائبة في أسواق  الشام.
حين ولدت كان " الوند" يجري دما،
و نخيل أهلي كادت أن تموت من العطش،
و السمك أخرجت رؤوسها تتطلع إلى الله،
و ترثي بشرا  دخلوا في دين جديد ،
 غداالتبول في أصص الورود ،
و النواح على قتلاهم من طقوسهم.
اصبحت مؤمنا بالثالوث،
وكنت أصلي ،
باسم الريح القدس،
والورد ،
و الماء .....  آمين.
و تشيّعت ،
و كان رأس شهيدي ينثر فضة الحزن على سطوح منازلنا،
لئلا يتوقف البكاء،
و القلوب ترتعش أبدا.
 حين مات أبي ،
عجزت أذناي عن سماع هديل الحمام،
و نواح طيور فقدت فراخها في سيول العار.
آه!  يومذاك تربة مدينتي  احمرت من الخجل...
إذ كان أبي يُحرق الرمل بلا رحمة  و يعجنه   ناصع البياض لكي يخبزوا به بيوتا لله ،
وأحاريم  لنساء الأتقياء.
 وحين مات  انتقمت منه الأرض ،
و مدت السماء  أياديها الملونة للأرض  استحسانا.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ