الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق ماذا يريد الغولُ .....؟!

جاسم ألياس

2007 / 11 / 28
الادب والفن


عراقُ ماذا يريدُ الغولُ والقـَدَرُ
هذي جراحُكَ في الآهات ِتـَسْـتـَعِرُ

هذي طيوفُ الأسى تنداحُ صاخبة ً،
بالقيظ ِتبتلُّ حين الغيثُ ينحَسِرُ

مُحاصَرٌ بالزمان ِالصّعْبِ، بالطوفان ِ، -
بالجراد ِ، بوطءِ الهَمّ يَحْـتـَضِرُ

حامَتْ ببابكَ أسرابُ الجراد ِ--
وكلٌ يدّعي أنّهُ ُالموعودُ والظـَفـَرُ

زَعْمْا ً بأنـّـكَ للأهوال ِ مُنـْتـَجَعٌ،
زَعـْمٌ يُفنـّّدهُ الصفصافُ والشَجَرُ

والطيّبونَ من الجُموع ِ أبصرهمْ
على الجبين ِفحيحُ السّوط ِوالضَجـَرُ

يكفيك مجدا ً بأنّ الحرفَ منكَ حبا،
ومنهُ، من قاع ِ تاريخ ٍ علا البـَشَرُ

لولاك َ ما قيلَ آمادٌ ومقـْـتبلُ
ولا يُقالُ مدارٌ حولـُهُ شَرَرُ

شواردٌ تملأ العينينَ ، تسحقني
وحسرة ٌإذ ْ ترودُ العينينَ تـَنـْهـَمِرُ
___ ___ ____

___ ___ ____

عراقُ يا صخبَ الأعوام مـُزدحِما ً
أتاكَ بالقاصم ِ المشئوم ِيَزْدجـِرُ

بالمرزئات ِ من الأغلال ِ جامحة ً
جَمْحَ الخيال ِ، تيها ً لثمُهُ كـَدَرُ

عراقُ يا قـُبَلَ الشطين ِ طافحة ً
ترودُ منهنّ أطيافٌ وتـَزْدَهـِرُ

يا رنّة َالحَسَرات ِالطاعنات ِ دمي
في الصّحـْو ِتحبو ويُعلي عودَها السَهـَرُ

يا سالبَ العمر ِ كم أرديتَه ُ دَنِفا ً
لأنـّه منك َ حيثُ الخفقُ والوَطـَرُ

لأنّهُ حيث لا تجلو مُكابـَدَةٌ
خبرْتُ ذاكَ وتوقُ الدار ِ لا يَقـَرُ

من ذاقَ ماءَ الحمى لا، لا يخونُ-
وكيف والمدى فيه، فيه البدءُ والسَفـَرُ

عراقُ فيك هوايَ المصطلى ، مقلُ
الطفولة ِالغضّة ِالأحلام ِ والذِكَرُ

وفيك ثوبُ الصبا لو تفصحُ الدمنُ،
يديكَ هات َ، فبعضُ الضمّ مُصْطـَبـَرُ

يديكَ هاتَ، أنا الولهانُ مُحْترِقا ً
ومثلُ حالكَ ، حالي كلـُّـهُ عـَثَـَرُ

ومثلُ ثوبـُك َ ثوبي ، هُدَّ بارقُـُهُ ،
تمزّقَ اللونُ لكنْ صامـدٌ نـَظـَرُ

ماذا تبقّى..؟ حنينٌ في الوفاض ِ..؟ حنينٌ -
نحو من ؟ نحو ذكرى وهي تنتحرُ

نحو الصحاب ِ؟ وأين الصّحْبُ يا وطنُ
حتى الحقائبُ، إيه ٍ، غالـَهَا الخـَوَرُ

حتى الزقاقُ ، زقاقي البكْرُ ضاع َ وفيه-
الوجهُ ضاع َ،وضاعَ العشبُ والسَمـَرُ

لاحبّة ُ القمح ِ تشدو فوق ساعده ِ ،
نامتْ على ألم ٍ يرتادُهُ مـَطـَرُ

لا خاتمُ العرس يرنو للأصيل ِ ، أراهُ -
يطردُ الشوقَ في صمت ٍ ويندحـِرُ

ضاع الذي ضاع من آلاء مجرشتي
ودونها عبقُ الأنفاس ِ يعتذرُ

ضاعت شبابيك جدّي فوقها قُبلٌ
وحولها الليلُ والمحراثُ والقمرُ

ضاعت طيوف الفوانيس الجميلة ِ، كلُّ-
واحد ٍ ضمّ دفلى ، ضمّها خـَدَرُ

ويح الزمان ُِ كليل العين ِ يرمقـُني
والحلمُ ضاع وأسرى نخب من غدروا

محاصرٌ أنا بالآهات ِ، أشرعتي
غرقى ، وبالي شريدٌ ، عدّتي الفِكَرُ

صبرتَ، شاخ عراقُ الصبرُ ، كَـلـْكـَلـُهُ
وشخْتَ ، لم يَشَخ ِ الأوغادُ والزُمَرُ

إنّي أراهمْ على الأبواب، بين حقول-
القمح ِ ،في البيد ِ،حيث الضوءُ ينتشرُ

من قرّبَ الدودَ نحو الجذر ثانية ً ..؟
من يُلحق ِ الأهوال بالأهوال يا شَجـَرُ

يا قامة َ النخل ِ، يا محراب معبدنا،
يا كلّ من نزفوا، يا كلّ من عبروا

إذا ً سلاسلُ أمسي، صوتُ قافيتي،
عمري الذي فات، ذاك كلّهُ هَـذرُ

ماذا عن الحسرات اللافحات ِ،عن
الصعود ِ ، ماذا عن الآمال ِ تبتدرُ

عن دهشة ِالسجن والسجّان ِ إذ سألا
من أيّ باب ٍ يفيقُ القيدُ والبَصَرُ

إذا ً يقولون وهما ً كان منجلنا ،
والوثبُ كان ، وكان الرزءُ والحـَذرُ

ساءلتُ دهري وفي أنّات خافقة ٍ
هذا القليلُ المـُرائي كيف يَــنـْــتَصِرُ

عراقُ كيف وأنت الطودُ مختلجا ً
وأنت َ أنتَ بمحض ِ الاسم تفتخرُ

بلوىً عراق ُ ولست َ اليوم تحمله ُ
من ألف بارحة ٍ يغتالك َ القـَهـَرُ

أهي الحظوظ ُ أم الأيام ظالمة ُ ،
أم أنّ خيلَ لهاثِ الروم ِلا تـَذرُ

عراق ماذا يريد الغولُ والقدرُ
ماذا يريدُ وأنت النايُ والوترُ
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-