الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبراء وباحثون : لا مفاوضات ولا تعهدات في -أنابوليس-‏

خالد الكيلاني

2007 / 11 / 28
القضية الفلسطينية


سعيد : انسحابات من مناطق غير محددة ودولة فلسطينية ‏
منزوعة السيادة

جاد : واشنطن ترغب بتمرير ما رفضه عرفات
عكاشة : مجرد منتدى للنقاش والعودة لخارطة الطريق
المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية والذي سوف ينعقد بدءاً من الغد ‏في مدينة " أنابوليس" الأمريكية يطرح العديد من التساؤلات عن مغزى الدعوة ‏الأمريكية حالياً وسبب المباركة الإسرائيلية لتلك الدعوة والقبول العربي بالمشاركة ‏دون أية تعهدات من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، وهل هذا المؤتمر يعد فرصة ‏تاريخية أمام العرب كما وصفه الرئيس الفلسطيني، أم أنه مجرد "إطلاق لعملية ‏سلام" دون اتفاقات كما قال "عمرو موسى" الأمين العام للجامعة العربية ، وهل ‏ينعقد المؤتمر ينعقد من أجل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط والشروع في ‏إقامة الدولة الفلسطينية في الفترة المتبقية من ولايته ، كما زعم الرئيس الأمريكي ‏‏"جورج بوش" ، أم ينعقد لشعور إسرائيل بأن الوضع الحالي خطير بالنسبة لها بعد ‏سيطرة حماس على غزة خوفاً من امتداد سيطرتها للضفة كما قال أيهود أولمرت ‏رئيس الوزراء الإسرائيلي .‏

حملنا كل تلك التساؤلات الى عدد من الخبراء والباحثين المتخصصين في النزاع ‏العربي الإسرائيلي فتباينت وجهات نظرهم حول النتيجة التي من الممكن أن تخرج ‏بها الأطراف العربية منه ولكنهم اتفقوا جميعاً على أن المؤتمر لا يحمل ثمة ‏مفاوضات تؤدي الى نتائج مباشرة .‏

صعوبات أصلية

في البداية يقول" الدكتور محمد السيد سعيد " نائب رئيس مركز الدراسات السياسية ‏والإستراتيجية بجريدة الأهرام أن الدعوة الأميركية لمؤتمر" أنابوليس" لا تحمل أية ‏تعهدات واضحة متوقعاً أن تجري مفاوضات حول حجم الانسحابات من مناطق غير ‏محددة في الضفة الغربية وهي المنطقة ( أ ) التي سبق وأن انسحبت منها القوات ‏الإسرائيلية بالفعل ثم عادت لاحتلالها فى 28 فبراير عام 2002 ، معتبراً أن " اتفاق ‏أوسلو" الذي وقع عام 1993 بين الزعيم الفلسطيني الراحل " ياسر عرفات" ‏والإسرائيليين كان يحمل مكاسب كبيرة للجانب الفلسطيني عما يمكن أن يخرجوا به ‏من مؤتمر " أنابوليس" .‏

ويؤكد نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية على أن إسرائيل لن ‏توافق على أي جدول زمني لقيام دولة فلسطينية على حدودها الطبيعية طبقاً لخارطة ‏الطريق مضيفاً أن هناك " صعوبات أصيلة" في هذه المسألة تتعلق بالتزامات السلطة ‏الفلسطينية فيما يتعلق بنزع سلاح المقاومة أو ما تطلق عليه إسرائيل والولايات ‏المتحدة " تفكيك الإرهاب" لأن هذا يمكن أن يؤدي الى حرب أهلية في حالة تسهيل ‏إسرائيل لمرور قوات فلسطينية تابعة لفتح من الضفة الى غزة .‏

من ناحيته يعتبر الدكتور"عماد جاد" رئيس تحرير مجلة" مختارات إسرائيلية" ‏والخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أن مؤتمر " أنابوليس" ‏لن يتم فيه أي نوع من التفاوض بين الأطراف العربية وإسرائيل وسوف يقتصر ‏الأمر على وضع مجموعة من " الأسس والمباديء" ربما يعقبها مفاوضات مباشرة ‏في وقت لاحق معتبراً أن الأمريكيين تعمدوا ترك المسألة مفتوحة .. معللاً ذلك بأنه ‏طالما غاب الحل العسكري لأية أزمة فلا بد أن يطرح الحل التفاوضي.‏

رغبة بوش

ويضيف "جاد" أن الإدارة الأمريكية ترغب في تمرير نفس الأفكار الرئيسية التي ‏رفضها الزعيم الفلسطيني الراحل " ياسر عرفات" في مباحثات " كامب ديفيد 2 " ‏عام 2000 لرغبة الرئيس " بوش " في تحقيق أي إنجاز يحسب له بعد أن منى ‏بالفشل في العراق وأفغانستان وفي الملف الإيراني .‏

أما الباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية " سعيد عكاشة " رئيس وحدة الدراسات ‏الإسرائيلية بالمنظمة العربية لمناهضة التمييز فيختلف عن سابقيه في أنه لا يعتبر ‏اجتماع " أنابوليس" مؤتمراً للسلام أو للتفاوض من أجل السلام ويقول أنه لا يعدو أن ‏يكون" منتدى للنقاش" ترغب أمريكا من ورائه حشد الدعم العربي في حالة إذا ما ‏قامت بتوجيه ضربة عسكرية لإيران أو حتى تخفيف حدة الانتقاد الرسمي والغضب ‏الشعبي كحد أدنى ، وفي كل الأحوال فأنه يهمها حشد تحالف عربي وازدياد معسكر ‏من تسميهم "الدول المعتدلة" ضد محور" إيران وسوريا وحماس والجهاد" .‏

ويضيف "عكاشة " أن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي ربما يكون لديهما مشروعاً ‏خطوطه ليست واضحة بالنسبة لنا حتى الآن ، مضيفاً أن إسرائيل أسقطت عدة ‏مسلمات قبيل "أنابوليس" من بينها مسألة الجدول الزمني للانسحاب أو إقامة الدولة ‏الفلسطينية فى محاولة لتسويق المشروع الذي طرحه " أفيجدور ليبرمان" زعيم ‏حزب " إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف في الكنيست الإسرائيلي ويتضمن ما يسمى ‏بفكرة " الأرض مقابل الأرض " وهو ما يعني تبادل الأراضي بنقل جزء من المثلث ‏الذي توجد به كثافة سكانية في الضفة الغربية الى الفلسطينيين مقابل ترك" الكتل ‏الاستيطانية" الإسرائيلية الكبيرة في الضفة وضمها للأراضي الإسرائيلية .‏

ترانسفير

وحول قضية اللاجئين يقول الدكتور"محمد السيد سعيد" أن هناك جانباً خاصاً في أي ‏مفاوضات مقبلة يتضمن الاعتراف بيهودية الدولة الفلسطينية مما يسقط عملياً القرار ‏‏194 الخاص بحق العودة، مضيفاً أن هذا الأمر من الممكن أن يترتب عليه نوع من ‏الترانسفير " الترحيل" لعرب 1948 الى الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها والتي يرى ‏‏"سعيد" أنها سوف تكون دولة منزوعة السيادة مقيدة الإرادة بدون قوات مسلحة أو ‏مطارات أو مجال جوي.‏

ولكن الباحث " سعيد عكاشة" ينبه الى أن إسقاط حق العودة ليست مسألة جديدة ‏حيث أنها وردت في إعلان خارطة الطريق عندما أشترط الرئيس الأمريكي "جورج ‏بوش" على الطرف الفلسطيني " الاعتراف بالحق التاريخي لليهود في فلسطين" ‏وهذا معناه - يضيف عكاشة - أن قبول خارطة الطريق أسقط تلقائياً حق العودة بل ‏إن مفهوم الدولة اليهودية هو إلغاء أي كيان قومي لعرب 48 داخل إسرائيل أو حتى ‏الاعتراف بهم كأقلية .‏

مشروع جيورا أيلاند

ويؤكد عكاشة الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن كل ما سبق ليس بجديد ولكن الجديد ‏والخطير هو المشروع الذي يتم التخطيط له وتسويقه داخل الحكومة الإسرائيلية ‏وهو المشروع الذي أعده رئيس مجلس الأمن القومي السابق في إسرائيل" جيورا ‏أيلاند" والذي يتضمن مبادلة أراض على مستوى واسع بين إسرائيل وكل من مصر ‏والأردن ولبنان وسوريا بحيث يتم استيعاب اللاجئين وربما عرب 48 أيضاً في ‏أراض خارج الحدود الإسرائيلية المعروفة حالياً مع تنازل إسرائيل عن مساحات ‏صغيرة في النقب لمصر.. و هذا بالطبع مرفوض من جانب مصر و كل الأطراف ‏العربية.‏

‏ وحول قضية القدس يقول " د. محمد السيد سعيد" أنه رغم أن الكنيست الإسرائيلي ‏سبق وأن أصدر قراراً بضم القدس عام 1969 إلا أن قراراً أخر ، يضيف "سعيد" ‏يتم طبخه في الكنيست يؤكد على ربط القدس بهوية الدولة اليهودية ، ويضيف " ‏سعيد" أن المطروح حالياً هو التفاوض على أحياء عربية في القدس على غرار ‏الأفكار التي طرحت في طابا ومع ذلك تبقى قضية القدس غير واضحة حتى الآن ‏فيما يتم طرحه من حلول.‏

ويتفق " د. عماد جاد " مع هذا الرأي إلا أنه يؤكد أن إسرائيل لن تترك المقدسات ‏الإسلامية والمسيحية تحت الإدارة الفلسطينية وأن هناك أفكاراً إسرائيلية حول إدارة ‏ثلاثية ( إسرائيلية ، فلسطينية ، دولية ) للأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين قد ‏يشارك فيها الفاتيكان بالنسبة للأخيرة.‏

ضعف أولمرت

ويتفق أيضاً الباحث " سعيد عكاشة" مع " د. عماد جاد" فيما يتعلق بالأفكار ‏الإسرائيلية حول القدس إلا أنه يضيف أن هناك أفكاراً جديدة تتضمن توسيع الأحياء ‏العربية شرقاً فيما بين القدس ورام الله مضيفاً أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا ‏تستطيع تقديم أية تنازلات للفلسطينيين أو العرب بسبب ضعف" إيهود أولمرت" ‏رئيس الحكومة بعد إقرار لجنة "فينو جراد " بتحميله مسؤولية الفشل في لبنان ‏بالإضافة لاتهامات الفساد التي تلاحقه .‏

وحول النتيجة التي يمكن أن تترتب على نجاح أو فشل مؤتمر" أنابوليس" يقول "د. ‏محمد السيد سعيد " أن نجاح المؤتمر وحصول " محمود عباس " على أية مكاسب ‏منه سوف تؤدي لحرب أهلية داخل أراضي السلطة الوطنية بين حركتي فتح ‏وحماس ، بينما يستبعد " د. جاد " مسألة الحرب الأهلية تماماً سواء في حالة نجاح ‏المؤتمر أو فشله ، أما الباحث " سعيد عكاشة" فيقول أنه في حالة تعثر المسار ‏الفلسطيني فمن المنتظر اندلاع أعمال عنف في الأراضي الفلسطينية وهو سيناريو ‏قد تستند إليه إسرائيل في طلب قوات دولية تفصل بينها وبين الفلسطينيين طبقاً ‏للحدود التي ترسمها هي . ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب