الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الفرد في النظم الديمقراطية وفي خطاب أحزابنا الديمقراطية...!

هفال زاخويي

2007 / 11 / 28
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


بفضل ثورة الاتصالات والمعلوماتية لم يعد هناك شيء خاف على أحد بالأخص انماط الحياة في شتى ارجاء الأرض ودول العالم وشعوبها ... انسيابية الحياة وحركتها الدؤوبة والتطور الحاصل على جميع الأصعدة في الدول ذات الأنظمة الديمقراطية يقف وراءها شيء وعامل رئيسي من ضمن عدة عوامل الا وهو حرية الفرد أو بالأحرى ضمان حرية الفرد واختياره لنمط حياته واسلوب تفكيره وتوجهه في الحياة وحماية توجهاته بالقوانين والأنظمة .

لم تنجح الديمقراطية في العالم المتمدن الا بعد ضمان حرية الأفراد وتنظيم امورهم وتوفير كل مستلزمات العيش لهم انطلاقاً من فلسفة فردانية الفرد واحترام حريته فيما هو مؤمن به وفيما يختاره من توجه في الحياة دون الحاق الضرر بحريات الآخرين وتعكير صفو حياتهم.

أحزابنا الديمقراطية والتي تتزاحم أدبياتها بمصطلح الديمقراطية وتتشدق أجهزة اعلامها وتفتخر كونها مؤمنة بالديمقراطية بل وتبشر المواطن وقد تزايد عليه بأنها الضمانة الوحيدة لتوفير وترسيخ الديمقراطية وانها توميء في أغلب الأحيان علينا بأنها متفضلة علينا بالديمقراطية ... نعم هذه الأحزاب تؤمن بالديمقراطية لكن حسب رؤيتها هي وحسب تقنينها هي للديمقراطية وحسب تنظيرها هي للديمقراطية ،وحسبما اعتقد ان كل شيء وارد في ديمقراطية هذه الأحزاب باستثناء الفرد المواطن الذي يغيب عن فضاء ديمقراطية أحزابنا والتي هي ديمقراطية مدججة بالأسلحة والميليشيات الديمقراطية...!

لا يعلم الانسان كيف يعيش في هذا الوطن ولا يعلم كيف يموت ... كان النظام السابق يدعي انه راعي الديمقراطية وحاميها ... تلك كانت ديمقراطية البعث التي تجلت في أن لاحزب غير البعث ولا قائد غير القائد الضرورة والزعيم الأوحد ولا صحافة الا الثورة والجمهورية وان الكل مختزلون في الذات المقدسة للقائد الرمز الذي كان اذا قال، قال العراق ، بهذه الصيغة المتطورة احترم النظام السابق حرية الأفراد ورسخ الديمقراطية...!

معارضو الأمس كانوا يعيبون عليه ذلك ويوعدوننا بالديمقراطية ،ازيح النظام بمؤثر خارجي تماماً فنتج الوضع الجديد الذي نعيشه الآن، نعم هناك هامش من الديمقراطية وهناك مساحة من الحرية وهناك اكثر من مصدر للقرار وهناك تنافس حزبي- يتعلق بمصالح الأحزاب نفسها وقد يكون مردودها سلبيا على مجتمعنا أكثر مما يكون إيجابياً - لكن كل ذلك يحدث خارج اطار الديمقراطية التي نفهمها كنظام متكامل للحياة ...ديمقراطية يرسمها كل طرف حسب ما تمليه عليه مصالحه ... فهل حرية الفرد الآن مصانة...؟ وهل توجهه في الحياة يحظى بإحترام ...؟ أليس مطلوب منه ودون نقاش ان ينصهر في بودقة المجموع فأين هي حرمته وحرمة توجهه واعتقاده...؟

لماذا الاملاءات على المواطن الفرد ... لماذا يخشى المواطن من الكلام ...لماذا تخشى المرأة في مدننا الخروج الا ضمن اطار ما هو مرسوم لها من قبل الديمقراطية الجديدة ، لماذا لاتسمع الديمقراطية الجديدة للمواطن وهمومه ومشاكله ... لماذا تختزل الديمقراطية كلها في سياط الميليشيات وتجبر الأحزاب ...لماذا تختزل في شخوص الطبقة الجديدة التي برزت بفضل الديمقراطية المشوهة ...؟ ! كل هذا بذريعة الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها البلد ...لكن في الحقيقة ان الحالة ستستمر ما دمنا نعيش خارج مفاهيم وفضاءات العصر .

اعلم علم اليقين ان الديمقراطية ثقافة قبل أن تكون ممارسة ، مناهجنا الدراسية كلها من الفها الى يائها يجب ان تتغير ، يجب ان يعاد النظر فيها كي نباشر بالشروع في عملية تعلم الديمقراطية والتسلح بثقافتها وهذه عملية معقدة مركبة بحاجة الى وقت وجهود كبيرة ‘ فعليه على أحزابنا ان تحترم بعض الشيء مشاعرنا ولا تخدعنا من خلال ادعائها بإنها من اكثر الديمقراطيات تطوراً في العالم...أقول أحزابنا لانها هي التي تدخل العملية الانتخابية وهي التي تدير شؤون البلد ... ومع جل احترامنا لتاريخها النضالي وتضحياتها ... لكن ليس بالضرورة انها تمثلنا تمام التمثيل وتمثل طموحاتنا البسيطة في الوقت الراهن ...إن اعترفت انها لاتمثلنا تمام التمثيل وان تنازلت عن بعض مصالحها لصالح المواطن فهي فعلاً مؤمنة بالديمقراطية وسيكون هذا مبشر خير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العقلانية والتاريخ في خطاب الياس مرقص - د. محمد الشياب.


.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء




.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا


.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج