الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولتان : حل غير ممكن غير مرغوب

أماني أبو رحمة

2007 / 11 / 28
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


بالرغم من أن العدد لازال صغيرا, فان نسبة الناشطين المؤيدين لحل الدولة الواحدة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي في تزايد مستمر للمرة الأولى منذ عقود
لقد دفعت حيوية المناقشات حول الموضوع محرر الهيرالد تربيون الدولية إلى القول في تشرين الثاني من العام الحالي بان الدولة المشتركة هي نهاية إسرائيل ويجب أن تقاوم بجدية
هذه المشاعر ضد حل الدولة الواحدة تنتشر واسعا بين الصهاينة بل أن فلسطينيين بارزين لن يكونوا سعداء بهذا الطرح لكن ذلك كله لا يعد مبررا لاستبعاد الفكرة إن حل الدولتين بالمقابل ليس عمليا ولا مرغوبا
إن استمرار إسرائيل في استعمارها الكولونيالي للأرض الفلسطينية يجعل إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا ونظرة خاطفة إلى خريطة الضفة الغربية بمستعمراتها وطرقها الالتفافية وجدارها الفاصل تؤكد هذه ه الحقيقة
تضم الضفة الغربية الآن 400.000 مستوطن يهودي باستثناء 200.000 آخرين في القدس الشرقية فيما نزحت إسرائيل ما يقارب 80% من مياه الضفة الغربية وبإتمام الجدار الفاصل فان 40% من الأرض ستكون مجزأة لا يمكن وصلها لتكوين دولة متصلة . إن تحذيرات الأوروبيين والأمريكيين لإسرائيل بضرورة إزالة المستوطنات ووقف أعمال الجدار لم تجد أذانا صاغية على الإطلاق.
إن استعمار الأرض الفلسطينية كان سلوكا اتبعته وناضلت من اجله بكل قسوة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ العام 1967وحاربت كل جهد لإقامة دولة فلسطينية وعليه فليس من المستغرب أن يزداد عدد الفلسطينيين وبعض الإسرائيليين الذين يفكرون بخيار الدولة الواحدة.
لقد بدا الشعور بالخوف على المستقبل الأخلاقي والوجودي للدولة اليهودية يعتري بعض الاسرائيلين واغلبهم من الصهاينة اللذين يرون أن الفساد ينخر المجتمع الإسرائيلي بسبب اضطهادهم لشعب أخر وان كراهية إسرائيل قد تقود يوما ما إلى تحطيمها وزوالها ذلك أن ضحاياها لن يكونوا ضعفاء إلى الأبد .
لقد بدا هؤلاء الحديث عن دولة ثنائية القومية حيث يتشارك العرب واليهود في الأرض, وعلى الرغم من أن ذلك سيحدد الحلم التوسعي الصهيوني إلا انه سيحافظ على وطن قومي لليهود. أما الفلسطينيين اللذين لا يرون احتمالات لوجستية لدولة فلسطينية مستقلة فان هذا الخيار سيحقق لهم حق تقرير المصير وتحقيق حلم الأمة والمواطنة .
وحتى لو كان ممكنا من الناحية اللوجستية , فان حل الدولتين سيتضمن تقسيما غير عادلا للأرض إذ ستشكل الدولة الفلسطينية ما نسبته 22 % من فلسطين التاريخية ولن تستوعب حل قضية اللاجئين على أساس حق العودة المشروع إلى ديارهم

إن على داعمي المشروع الصهيوني أن يفهموا أن الصهيونية فكرت فرضت على الفلسطينيين وان إسرائيل قد خلقت على ارض فلسطينية وان الفلسطينيين هم اللذين دفعوا ثمن قيامها لأسباب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وعليه فان بقاء إسرائيل كدولة يهودية ليس مشكلة الفلسطينيين بل مشكلة أولئك الداعمين للمشروع الصهيوني .
إن هدف الفلسطينيين في استعادة أرضهم المفقودة وعودة لاجئيهم وبناء مجتمعهم الطبيعي لن يتحقق في ظل وجود إسرائيل كدولة صهيونية اقصائية وعنصرية.
إن الحل الإنساني والعادل والقابل للتطبيق هو التشارك في الأرض بين الإسرائيليين والفلسطينيين الموجودين حاليا و تمكين أولئك اللذين اجبروا على مغادرة أراضيهم من العودة . إنني أدعو إلى دولة علمانية ديمقراطية على غرار النماذج الغربية الليبرالية الديمقراطية.

معارضات كثيرة ستعلو بلا شك,ضد هذا الطرح لكنها ستذوب أمام الحقائق السياسية الحالية .سيعارض لإسرائيليون دون شك تفكيك حلمهم وسيكون ميزان القوى إلى جانبهم ولكن القوة الأخلاقية لهذا الحل ,وكغيره من الحلول القائمة على المبادئ الأخلاقية والإنسانية ,ستبعث الروح في النبوءة وستغير وجه التاريخ والسياسة.
إن رفض هذا الحل الآن باعتباره صعبا جدا سيكون بمثابة التخلي عن النصر قبل بدء المعركة

د. غادة الكرمي: باحثة في جامعة اكستر البريطانية ومؤلفة كتاب البحث عن فاطمة مذكرات فلسطينية كما أنها أصدرت مؤخرا كتابا بعنوان متزوجة لرجل آخر يتناول حل الدولة الواحدة
بقلم: د. غادة الكرمي
ترجمة : أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس العودة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟