الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتثاث البعث ...!قانون المساءلة والعدالة ...!وإختلال التوازن النفسي

هفال زاخويي

2007 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يحتدم النقاش يومياً من خلال جلسات البرلمان وتصريحات الساسة وطروحات الكتاب والمثقفين حول جملتي "إجتثاث البعث"و" قانون المساءلة والعدالة" ، وحدث قبل يومين او ثلاث ان تشنجت بعض النفوس تحت قبة البرلمان من تبديل اسم القانون الأول باسم القانون الثاني وهذا بحد ذاته أمر مضحك يذكرنا بخلاف البصريين والكوفيين حول المبتدأ والخبر فكانت النتيجة ملل لا بعده ملل فقد اضاع ذاك الخلاف الناس بين ثنايا الفية ابن مالك ومن ثم شرح ابن عقيل الطويل العريض.

مشروع المصالحة الوطنية يضيع ويراوح في مكانه ويتذبذب بين مؤيدي القانون الأول من جهة والقانون الثاني من جهة اخرى ...بالطبع هكذا لن ينجح مشروع المصالحة ... فها نحن نرى انفسنا في حيرة عن التعامل مع البعثيين الذين حكموا العراق لخمس وثلاثين سنة ولانعرف التعامل معهم .

المسألة والمأساة لاتكمن في ان النظام الصدامي قتل ابي وعمي واخي وهدم داري وجعلني اتشرد ذليلا متسكعا في الأزقة والشقق المتعفنة للدول الجارة ... لا ابداً ليس الأمر هنا بل نحن ازاء قضية شعب وقضية وطن" بالطبع اقدم كلمة الشعب على الوطن فما فائدة الوطن دون شعب وارجو ان لا ينخدع أحد بكلمة الوطن وليدع الجميع الشعار الزائف نموت وليحيا الوطن فهذا الشعار محض اكذوبة اذ لم نر القادة يموتون كي يحيا الوطن بل نحن مشاريع موت دائم ويعيش القادة متعانقين مبتسمين منشرحي النفوس ومرفهين " ... عذراً لقد كانت العبارة الماضية مملة وقد تكون تبعث الغضب في نفوس أبطال الشعارات .

نعم نحن ازاء مستقبل شعب وبلد وقانون المساءلة والعدالة وموضوعة البعثيين لهما تأثير كبير على هذا الجانب ... "العراقيون بعثيون وان لم ينتموا " كان هذا قولاً سخيفاً وتافهاً للزعيم الأوحد ...لا طالب يقبل في الكليات الا ان يكون بعثياً... لامتخرج يتم تعيينه الا ان يكون بعثياً... البطاقة التموينية تقطع ان لم يكن صاحبها بعثياً ... عند ذكر اسم الدكتاتور مجرداً بدون"حفظه الله ورعاه" جريمة ضد البعث... ان يحلم المرء بحريته "هو ضد الحزب والثورة" ووو ... والجميع يعلم كيف كانت معاناة العراقيين من جراء هذه السياسات التافهة و حتى البعثيين دفعوا ثمن هذه السياسات وكانوا يندبون حظهم من جراء التفكير الأعوج والمريض للنظام الذي ركب البعث واختزل الشعب والوطن وحتى البعث في شخصه المؤله .

ليس من المعقول طرح مئات الالاف من المعادلة وابعادهم ... لا أبداً ليست سياسة صائبة ان نخلق الاعداء في وقت نحن بأمس الحاجة الى الاصدقاء والمناصرين ... ام ان فلسفة القوة الجامحة والسلطة اربكتنا ومن ثم ستجعلنا ندفع الثمن...انمارس نفس سياسات البعث الخاطئة ... انعالج الخطأ بالخطأ؟!

قانون المساءلة والعدالة كأسم أكثر حضارية وتقبلاً من قانون اجتثاث البعث وهو كفيل باحقاق الحق شرط توفر عنصري العدل والنزاهة ... لا أحد يعترض على ملاحقة المجرمين من الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي والذين كانوا مصدر القرار ولكن بالطبع بطرق قانونية حضارية لا بطرق القتل والاغتيال فلماذا ندفن مع هؤلاء اسرار حقبة زمنية خطيرة ومهمة من تاريخ العراق ولماذا نقول للعالم المتمدن نحن بارعون في الانتقام ...هناك فارق كبير بين الانتقام وبين احقاق العدل ... لايمكن محاسبة اولئك المغلوب على امرهم والذين ارتبط مصدر رزقهم بالانتماء الى البعث للحفاظ على قوت عوائلهم ولقمة العيش او اصحاب الكفاءات منهم وهم بالملايين ... بل علينا وبطرق قانونية حضارية وشفافة ملاحقة الملطخة أيديهم بدمائنا .

من منكم يمتلك القدرة على اطلاق مشروع اعادة تأهيل البعثيين" غير المجرمين منهم" للاندماج في الواقع الجديد وزجهم في الحياة العراقية الجديدة واعادة بنائهم بغير أدلجة بل بشكل عصري واقعي ...؟ المصالحة مع من ان لم تكن مع العدو...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عالم مغربي: لو بقيت في المغرب، لما نجحت في اختراع بطارية الل


.. مظاهرة أمام محكمة باريس للمطالبة بالإفراج عن طالب اعتقل خلال




.. أكسيوس: مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على توسيع عمليا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين ب




.. مئات المحتجين يحاولون اقتحام مصنع لتسلا في ألمانيا.. وماسك ي