الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغربة والإغتراب 5

عادل ندا

2007 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أريدك أن تكون كما أريد. ويحدث الصراع. أو إغتراب قهرى. أو حل وسط يرضى الطرفان فى إغتراب إختيارى مشحون. يقول وليم جلاسر فى كتاب العلاج بالواقع، " تتغير أفكارنا لتقترب أكثر فأكثر من الواقع فيقل الإحساس بالغربة والإغتراب".
النظريات والأفكار والدين ما هى إلا فلسفات للأخلاق، الأفكار هى ما يجب أن يكون الواقع عليه كوجهات نظر. فهى أدوات منطقية، يمارسها ويستخدمها البعض، ويسيئ إستخدامها البعض الآخر، إما إنتهازيا أو جهلا، ويدمنها البعض الآخر فتدهوره، خاصة عندما يقع فى أخطاء منهجية لا منطقية، عند التفكير والتحليل، وبعيدا عن الممكن من إفرازات الواقع ومعطياته عند إتخاذ القرار.
الصراع بين البشر هو صراع اقتصادي تملكى وصراع سياسي لممارسة القوة على الإجبار ونفس إجتماعى للتطور وقبول الإختلاف. ولكى يصبح له معنا ما، قد يفلسف الإنسان أو يبرر أفعاله بنظريات وأفكار.
يتسبب فى وهم الإغتراب فى كثير من الأحيان، وضع العجلة أمام الحصان. فالأفكار تصنع واقع مقبول، فقط عندما تنبع، للتطور، من واقع مادى قابل للتطور.
لا يجب أن نصدق أن هناك من يصارعون على العقيدة أو الأيدلوجية فهذا صراع فى الفراغ. ومن يفعل ذلك قد يملأ عقله بالأوهام.
فى العلاقات الإنسانية هناك نقيضان ودرجات متفاوتة للنقيضين فى الوسط بين النقيضين. الطرفان مختلفان تماما أو متفقان تماما وهذه نسبه ضئيلة جدا من العلاقات بين البشر. فالغالبية العظمى تقع فى الوسط، الذى لا يجب أن يلغى الطرفين. فإذا كان الطرفان مختلفان تماما هذا يعطى فرصة اكبر للتطور. و إذا كان الطرفان متفقان تماما هذا يعطى فرصة اكبر للإندماج والعيش بلا صراع، ولكن بلا إمكانية حقيقية للتطور. فى الواقع هناك دائما الأرضية المشتركة التى يمكن البناء عليها بالحكمة، وتقليل تأثير عوامل الهدم فى صالح عوامل البناء. فيجب العمل على المسافات والمساحات بحكمة حتى يمكن ضبط التفاعل حتى لا يصل الصراع الى الإنفجار.
فمثلا فى مقالة منشورة بعنوان "الاغتراب بين الأزواج وفقدان الأمن النفسي" يقول الكاتب
يعيش العديد من الأزواج والزوجات في غربة تامة قد تصل أحياناً إلى حد الجفاء.. والبعد، وعدم التواصل والتفاهم والمحاورة في مختلف القضايا الأسرية. والإغتراب يعني فقدان الأمن النفسي لدى كلا الزوجين.
ومن صور الإغتراب: الاغتراب الثقافي وهنا لن يجد أحد الطرفين ما يشبع فكره وعقله وطموحه في مجال الأفكار الثقافية والمناقشات. والاغتراب التكوينى كاختلاف الطول أو النحافة والمتانة، أو اختلاف لون البشرة الخ. والاغتراب النفسي حين يكون أحد الزوجين انطوائياً، والآخر اجتماعياً، والشريك الآخر، لا يحتمل مثل هذه الحالة التي لا يستطيع التعايش معها. والاغتراب الاجتماعي كالاختلاف في العادات والتقاليد، وأسلوب الحياة. والاغتراب الديني، فالطرف
المتدين والملتزم بالشرع والدين يواجه الإغتراب الحقيقي مع شريك حياته إذا كان النقيض منه.
والاغتراب التربوي في إسلوب التربية المستخدم والنقاش المتبع بينهما.
يساهم كل هذا الإختلاف في تهديد الأمن النفسي و تجسيد عوامل الهدم.
لابد من إذابة ثلوج هذا الإغتراب بالحكمة والتروي وعدم الإنفعال أو التشدد في التغيير أو التغيير السريع. ولابد من توافر الأمن والأمان في أرجاء الأسرة لكي تتمكن من القيام بدورها حيث أنها المسؤولة عن تنشئة الطفل اجتماعياً وتعليمه الأساليب السلوكية الملائمة للمواقف المختلفة. الأسرة هي المؤسسة التي تقوم بتنشئة أفرادها اجتماعياً وتغرس فيهم قيم مجتمعهم وعاداته وتقاليده، بحيث تخلق من كل فرد كائناً اجتماعياً قادر على البناء.
يجب أن يعمل طرفاً العلاقة على توفير المشاعر الإيجابية و خلق روح الألفة والمحبة وتوفير وغرس الأمن والأمان في نفوس أبنائهم، وأن يكونا القدوة الحسنة للأبناء.
العدد (114) مارس 2006 ـ ص: 54
http://www.osrty.com/main/?a=2734&c=386
تقول حكمة قديمة: "الحق كالنار عندما نحاول تغطيته يحترق"
يشعل الحق جمرا لا ينطفئ إلا بعودته.
تنازلت عن حقك! هذا لا ينفى أن للحق حق، لا يجوز التنازل عنه. وهذه قاعدة فى فلسفة القانون.
تحمى الإنسانية نفسها، كما يحمى الإنسان نفسه، من الإنزلاق الى الغربة والإغتراب والوهم والوحدة والوحشة والتوحش. دفاع الحياة، عن الحياة، ضد الهدم والموت.
لا يجوز أن أمارس أو أن أعلن فى برنامجى الحزبى فى بلد ما، أنه يحق لى طبقا لأفكارى ومعتقداتى، وكمواطن أنتمى الى بلد، ما لا يحق لغيرى، أو أنزع من هذا الغير، هذا الحق، بسبب الإختلاف فى الدين او العرق او اى أنتماء عقائدى او غير عقائدى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح