الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقامة القرقوشية

علي الانباري

2007 / 11 / 28
الادب والفن


انا موظف فقير- لا امتلك في الدنيا شروى نقير. عشت ايامي على التمني. الى أن قاربت الخمسين سني
فسقط النظام البائد. فقلت يا بشراى لقد ولت الشدائد. وغدا سوف امتلك بيتا في الوطن الميمون. بعد ان
عشت فيه كثور الطاحون.اكدح ليلا ونهارا. واسكن البيت ايجارا. وبعد أن تشكلت الحكومة الاولى .اخذت
تميط اللثام عما كان مجهولا.فاغلب الناس في هذا البلد مشردون. لا بيوت لهم فيسكنون. حقوقهم في براثن
الحكام مهضومة.وظلاماتهم بالقهر مختومة. فاذا ما طالبوا بالحق سيموا عذابا. واودعوا السجون لابثين فيها
احقابا.ان هذه الكومة الجديدة. عاقلة ورشيدة. والدليل خروج وزير الاسكان .بلحيته الدالة على الايمان. ووعده
المدقعين بالبيوت .بعد زوال الطاغوت . فاخذت الليالي تمر والعمر يفوت. فما شاد مسكنا او اقام جدارا. فبقي
الناس سكارى وما هم بسكارى.يضربون اخماسا باسداس. ويفقدون لذة الاحساس. حتى جأرواالى الله بالشكوى
كي يكشف عنهم الضر والبلوى. كل هذا والحكومة القرقوشية لاهية بالقيل والقال. والتسويف بالوعود والامال
وبعد طول انتظار . ذهبت غير ماسوف عليها يجللها الخزي والعار. فجاءت الحكومة المؤقتة .بعد الجر والعتعتة
فأمل الناس فيها ملاذا. فكانت الاحتفالات تترى.وكل ينادي..جاءت البشرى. ان هذا زمن الحقيقة لا المجاز.والعود
قيد الانجاز.فتبارى الوزراء بالخطب الرنانة .واقسموا اليمين بحمل الامانة. فاذا بالجموع تحلم احلامها.وتزين
بالمجد ايامها. وكنت انا فردا من القطيع . ارى ما يراه الجميع..سيكون لي بيت على ضفاف الفرات يشاد.او شقة
في تخوم بغداد .املأها بطيور الكناري.واجعلها جنة لصغاري. ومرت الايام خفافا وثقالا. وذقت من العذاب اهوالا
فالقائمون على الامر ديدنهم الفساد.والكذب جهارا على العباد. فقد سرقوا بيت المال . وهم بين الرجال. كاذب او محتال
فصاح الخلق الغوث يل رب من هذا البلاء.ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء. وهكذا بقيت في بيت الايجار. زادي الصبر
اقلبه ليل نهار.اطعم ابنائي خبز الكفاف. وانام على الاذى كما تنام الخراف. وحين اوشكت الحكومة القرقوشية الثانية
ان تزول.طفقت ارقص فرحا واقول.في القادمين خير آت .وسوف نختارهم في الانتخابات. وسوف يخجلون اذا ما
قصروا في الاداء.لا سيما وقد كالوا الاتهامات لمن قبلهم من الوزراء. وبعد ولادة عسيرة.واهوال مريرة . اطلت
الحكومة الانتقالية. بطلعتها البهية .واقيمت مظاهر الافراح . وأذن مؤذن..انه عهدالاصلاح. سوف نملاها عدلا بعد
ان ملئت جوراونكشف ما كان من الفساد مستورا. اليوم كل مظلوم يغاث.ومن اساءوا الى الشعب مصيرهم الاجتثاث
واقسموا على ذلك ثلاثا بعد ثلاث. قلت والله انه الزمن السعيد. ولا بد للمحرومين من فرحة وعيد. ومن فرحي بهذه
الحكومة. اقمت لاصحابي وليمة . وخطبت فيهم خطبة عصماء . معددا محاسن الوزراء . وكيف عاشوا غرباء في
هذا البلد او ذاك. لهم هياة الزهاد وبساطة النساك . وقال لي احد الحاضرين . اياك اياك ان تسقط في الخداع . فما
زال قرقوش وراء القناع. قلت سترون فراستي. وعندها يصدق سر حماستي. ومرت الايام والليالي فاذا بفراستي
اضغاث احلام . ما صح فيها قول او كلام .فالازمات ضاربة اطنابها. والناس لا تدري ما اصابها . حتى لجأ بعضهم
الى السباب. وصمت البعض لهول المصاب .اما المسؤولون فاوصدوا الابواب . واشاعوا ان ما حل من خراب
ناتج عن الفساد الاداري . من ازمة الكهرباء الى انسداد المجاري . فصاح الناس كيف السبيل الى الخلاص. فجاء الجواب
القرقوشي اصبروا وصابروا واكثروا من الدعاء . فكل شدة الى انجلاء . وتذكروا كيف كان الاسلاف يعيشون على
الكفاف طعامهم الاسودان التمر والماء. فراشهم الارض ولحافهم السماء فبكى الناس حتى احمرت ماقيهم . وايقنوا
ان الضعف فيهم . فكيف اختاروا سارقيهم . ليكونوا لهم عمادا . ويتخذوهم اسيادا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تراث الصحراء الجزائرية الموسيقي مع فرقة -قعدة ديوان بشار-


.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??




.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا


.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية




.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها