الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن حقا بحاجة الى الثقافة الرقمية

امجد نجم الزيدي

2007 / 11 / 29
الادب والفن


ان كل التطورات التي تحصل في العالم على جميع الاصعدة، تؤثر تأثيرا متفاوتا على المجتمعات الاخرى، والتي اختزلت تحت عبارات البلدان النامية او دول العالم الثالث او دول الجنوب، و كتب عن هذا الثأثير الكثير وتناوله الكثيرون، المؤيد المبشر والمعارض المحذر أو الرافض ، واختلفت اراء هؤلاء المؤيدين والمعارضين، واختلفت معهم وسائلهم في اثبات ارائهم، منها ما استخدم وسائل الاقناع والحوار ومنها ما استخدم الاجبار وغسل الدماغ، ولسنا في مقالنا هذا نريد ان ندقق بتلك الوسائل، وانما نريد ان نظهر بان الكثير من الافكار التي جاءتنا وتبنينا مواقفها ودافعنا عنها دفاعا مستميتا ، وكنا تجاهها ملكيين اكثر من الملك ، نفترق عنها مع الاسف بالكثير من السنين الضوئية، وهذه الاشكالية قديمة استغلها بعض السلفيين ووظفتها بعض الاديولوجيات لمحاربة بعضها البعض، بيد ان ما يدفعني الى هذا القول هو رؤيتي للفارق الزمني والحضاري الذي يفصلنا عن الكثير من الطروحات التي تلبست لباس الحداثة او مابعد الحداثة، وموقفي هذا ليس موقفا سلبيا تجاه الحركات الحداثية التي تظهر اليوم ، وليس موقفا ضديا تجاه الثقافة التي نسمع عنها اليوم وبكثرة وهي الثقافة الرقمية، التي تجسدت بتجربة القاص الاردني سناجلة او التجربة العراقية التي فتح الباب لها الشاعر العراقي المبدع الدكتور مشتاق عباس معن، وانما على العكس من ذلك، اذ اني بطرحي هذا احاول ان اجد ارضا صلبة ممكن ان تقف عليها هذه التجربة او غيرها في الوعي الثقافي، لاني ارى ان التبشير بالثقافة الرقمية على الضد من الثقافة الورقية التقليدية لهي حالة غريبة في وسطنا الثقافي الحالي، والذي يشهد ارتفاع نسب الامية الثقافية والامية المقنعة وعزوف الانسان العربي عن القراءة، اذ ان الكتاب الورقي يعاني الاهمال منذ زمن طويل، فكيف الحال بالكتاب الالكتروني، في مجتمع نسبة الذين يملكون حاسوبا خاصا فيه ضئيلة جدا، واغلبهم منشغلين بقضايا اخرى بعيدة عن الثقافة والكتب، قد تكون القراءة التفاعلية اكثر اقناعا للقارئ الذي يرفض ان يصنع له رابطا افتراضيا مع الكتابة الادبية الورقية والتي تحتاج الى كد المخيلة، فعسى ان تكون تقنيات الحاسوب تدفعه الى الاندماج مع النص من خلال صنع بيئة افتراضية جاهزة، تلعب فيها برامج المؤثرات الصورية والكرافيك او الاصوات المرافقة، ما عجز الكتاب او النص التقليدي اي الورقي ان يثيره بالمتلقي. بيد ان هناك سؤالا ملحا، وهو هل ان هذه التطورات او هذه المفاهيم التي تظهر علينا بين الحين والاخر مرتبطة بتغيرات ثقافية ومجتمعية واقتصادية حقيقية لدينا، ام ان هذه التغيرات غير متوفرة بصورة صارخة في بيئاتنا، التي لازالت قيم البداوة وثقافتها متغلغلة فيها، والتي لازال فيها الكتاب الورقي يصارع من اجل وجوده، لتطلق عليه الكتابة الرقمية الجديدة رصاصة الرحمة، وهو لايزال لم يحقق ادنى وجود مؤثر له في الساحة العربية، مما يطلق سؤالا ملحاحا وهو هل نحن حقا بحاجة الى الثقافة الرقمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_