الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش حكومة مغربية ...رحلة خاطفة في اتجاه الفن

مليكة طيطان

2007 / 11 / 29
كتابات ساخرة


كثر الكلام وإعادة الكلام ، تناسل الجدل وأكاده لا ينتهي ...سيأخذ صيغا أخرى ، والقضية الموضوع تغيب فيها المؤسسة وأعني الاختراع المسمى حكومة كركن أساسي من أركان الدولة ...كوحدة تتكامل اختصاصاتها ...تغيب فريدة زمانها منبثقة من حكاية مجلس أمة شكل من نسبة محتشمة جدا لم تتجاوز 28 في المائة من هيئة ناخبة ...يغيب الاختراع المزركش بكل ألوان الطيف ويحضر الأشخاص ، يتواثر التنكيت وتسرد المستملحات في مسألة قضي أمرها ولا مفر من قضاء الله .

والحقيقة أن بعض الأقلام عاشت هذه الأيام تحت طائلة سلطان الانفعال ، وأحيانا تفاوتت التقديرات رغم أن الأساسي والأنسب هو أن تكون أحكامنا على تفاصيل الحكاية متزنة بما فيه الكفاية ...منذ تناول القضية تحت سلطان الانفعال بفعل صاعقة ما جرى تصر بعض الكتابات على استعراض ملامح شخصيات انتقيت لتجسيد الأدوار على خشبة مسرح حكومة... حتى رواد الكلمة الصادقة من ممتهني مهنة المتاعب لم يتمكنوا من كتم غيضهم فما بالنا بمن يخبط خبط عشواء .
أصرت الكتابات على استعراض ملامح الشخصيات موضوع الاشتغال ، بل اخترقت إلى أمزجتهم وميولاتهم وأنسابهم وأسمائهم وعاداتهم وآرائهم وشهاداتهم ومؤهلاتهم ومواضيع قوتهم وضعفهم ، رغم هذا وذاك يرى البعض في هذا الاصرار تجاوز لعتبة دار صاحبة الجلالة والبعض يرى أن صيغة التناول مستقيمة ولا خوف ولا هم يحزنون ، بل من صميم الفعل الديموقراطي المنشود .
في بعض الكتابات تغيب البنية السياسية ككل - الحكومة - وتحضر الأشخاص فرادى وجماعات حتى أصبحت فهاريس الصحف تسد الجانب المريض في المعطى الكلي وتمس الجانب الاستقرائي افتراضا بعض الأحيان لفئة صغيرة في حجمها الجماهيري كبيرة في عطائها الابداعي .
.........................................
أرقن هذه الكلمات مجبرة بفعل وطأة انفعال بلغ حد الاحباط استقرأته في ملامح فنان صديق ...خيبة أمله مردها حكم المثقف المغربي وأساسا الصحفي والصحافة المغربية على الفنان وعلى أنه غير مؤهل بأن يتبوأ مركز القرار ، فهمت من كلامه أنه يشعر إحساسا غريبا يضعه في عمق الازدراء ، بل في الأصل لم يكن يعلم بأنه كان سبة وموضوع تنكيث واستهجان ...حاولت أن أستمزج رأي الصديق الفنان الذي صرح جهرا بأنه إحباط عام لدى كل ممثل فنان سواء من تميز أو من هرج .
أفتح قوسا في هذا المقام لكي ألفت الانتباه إلى أنني سوف لن أشير إلى شخص بعينه أو قطاع بقدر ما سأسعى جاهدة وفي حدود ما أتوفر عليه من معارف متواضعة ومشتتة علني أصل إلى تحقيق إقناع الصديق الممثل الفنان فما جرى مرده سوء تقدير كان من المفروض أن يتصدى له مثقفونا ومجددو أفكارنا إن افترضنا بأنهم هناك ، أن يتدخلوا من أجل تضميد جراح هذه الفئة فويل لنا إذا انحرف مثقفونا أو استكانت الفئة المثقفة خارج التغطية واعلم أيضا أن المثقفون يتجاوزون الصواب حينما يعتزمون تقدير بعضهم للبعض فما بالك يا أخي لم تتمكن من كتم هذا الاحساس ...من جهة أخرى من أنا لنا الوصول يا أخي الفنان إلى المثقف ذي الانطباعات الشاعرية التأريخية الفنية وتميزها النقدي الموهوب هكذا نعالج الأمور . في نفس السياق - أي داخل القوسين -ألفت إنتباه الصديق الفنان ومن خلاله أهل الفن الدرامي إلى أن الاثارة مرتبطة بنمط جديد من الارتماء في أحضان الأفراد بدل السائد في الأعراف السياسية حيث الانتماء إلى منطق المؤسسات ، الفيلسوف الانجليزي ( رينان)يقود مقولة مفادها أنه من مبتدل القول أن ندعي بأن العالم تحكمه الأفكار فقط ...ففي التاريخ لا مفر لنا من التسليم بأن القوة أو النزوة وما يمكن أن نسميه الصدفة قد تفعل فعلتها ، في هذه الحالة وتبعا للمقولة الأنسب و أمام ما حصل أن نقول أن ملابسات العصر هي التي خلقت لنا هذا العصر .
تراث الانسانية أيها الصديق الفنان ومنذ الأزل يقر ويكرر تميز ومكانة الفن وأهل الفن وضعته في مرتبة الرموز التي صنعتها الانسان بمرتبة شرف ... يضاهي الفن الأشكال الرمزية الأخرى التي صنعها الانسان كاللغة والأسطورة والدين والتي زادت الواقع الانساني اتساعا ، سوف لن أستطرد في الحديث عن الفن وأهل الفن سواء تعلق الأمر بإبداع ريشة وألوان أو تجسيد وصناعة المتعة الدرامية مسرحا أو سينما أو ما شابه ذلك ، فالحديث عن الأهل أكثر مما تستوعبه الذاكرة أو يرتبه القلم ...الفن المسرحي مثل كل الأشكال الرمزية إنه ليس مجرد صورة مستنسخة من واقع معطى سلفا ، بل هو أحد الوسائل المساعدة في الحصول على نظرة موضوعية لأشكال الحياة الانسانية أي أنه ليس محاكاة للواقع بل اكتشافا له وما أسمى وأنبل مسؤوليتكم أيها الصديق الفنان .
رغم هذا التضميد من المفروض على المثقف أن يتصدى لسوء التقدير هذا لكي لا نذهب بكبرياء هذه الفئة التي تفوق البعض فيها فتحولت نقمة الحاجة عندهم إلى نعمة تحثهم على القدرة والمثابرة في درب الابداع الدرامي ومغالبة الظروف القاسية والاستعلاء على ضرورات الحياة .
لا تترك طريقا لليأس والاحباط لكي لا يسري في أوصالك أيها الفنان المكتشف لأشكال الحياة فأنتم بالفعل مثقفون والمثقف الحقيقي هو القادر على تحريك سفينته ببراعة بين صخرتين ، صخرة الجمود والكسل الفكري وصخرة الانتهازية واقتناص الفرص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي