الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتى العفوي

محمد رحو

2007 / 11 / 30
الادب والفن


ا
إلى م م

فلنلتقي
كلما دعا نسغ الصداقة
أو هتفت مراتع الأعماق
بعد أن يثمر الغياب
و يزهر الصمت الخلاق
فلنلتقي
لنشكك في حرباء الخطب
لنسحب ثعلب الوعود
من ذيله/الذهب!
ولنلتقي
ملء فصاحة الطريق العام
لنتحدى أعين البصاصين
تلك التي ربتنا
دهورا على الخوف
تلك التي سمتنا
«مساخيط المرحلة»!
لنلتقي
ب«طلوع الفجر»
ب «الغابة الخضراء»
ب«أم الربيع» ١
***
هو ذا الفتى العفوي
يدون ما رأى
يدون وهج الرؤى
يحاور الراوية النبي
يحاور الراوية الخصي
ويحاور الندي و الناتئا!
***
هل كنت تبصر ذا المصير?
حينما كنت صبيا
تحب التملي بوجه القمر
وترفض ولوج الفراش
قبل أن تحكي الجدة
عن فارس شهم لا يندحر!
لكم صحوت باكرا
لتكتب خاتمة الإنشاء:
أحلم أن أصير طبيبا
يخفف آلام البشر!
أحلم أن أصير مهندسا
لمساكن لا ترعى الضجر!
أحلم أن أصير قاضيا
ينصف ضحايا(القدر)!
أحلم
أحلم
أ ح ل م00
وتذوي حاء الأحلام
لتهوي لقعر الحفر!
***
من عبث الوقت قام
من صميم الجرح انبجس!
ليمتهن ما تهيأ
من حرف تهزأ بالشهادات
(بعد سهرات العذاب
وسقوط الأهذاب!)
***
هنا في حينا المنسي
رأيته يبيع السجائر بالمفرق
ويحكي عن كوابيس
تغتال حلم الشبيبة
وتحظر عنها السفر
شطر وطن عميق
لا يبذر شمس الروح
ليجني سديم الضجر!
هناك في الحي الصناعي
يعرض حساء ساخنا!
يدفئ مفاصل كادحات
كي يسكبن عرقا أكثر
في صحن المتملصين
من خريطة الانتماء
لجرحنا الملازم
وهنالك في مركز المدينة
متجولا بأقلام الحبر الجاف
بعيني صقر
يلمح رفيقه القديم
يختال كطاووس
(في الكلية كان «مناضلا»!)
فيعاكس بوصلة المعتاد
ويجنح لأول منعطف!
***
يا القادر على الحقد الجليل
يا الساهر على الصفح الباذخ
يا الشاعر بيتم الكائن
يا الطائر بسماء التأويل
ياالمنقب عن أسرار السدى
ياالمخضب بأسماء المدى
هل تدحوك الريح القذرة
هل تمحوك الوعود المقفرة
هل يحبطك اللعاب الذليل!?
***
يدون ما رأى
يدون وهج الرؤى
ويرسم لوحة سريالية
عن «مناضل» يثير
نقع الشفقة/السخرية
عن شويعر ما صار ينقصه
سوى عرش الإمبراطور!
(منذ التناوب طمس الشعور
بما يكابد الناس
منذ السقوط الصفيق
هجر حدائق الحدس/
أطفأ حرائق الإحساس!)
***
هل تسمحون لي أن أحكي
عن صديقي الذي لم يبارح
محطة جرحنا الجمعي
عن فتى من أقصى الصمت يجئ
ليسمي الأبكم والأطرش والأعمى
ليسمي مالا يسمى!
***
أنت تعرفهم جيدا
ألهؤلاء المحترفون
تزييف لؤلؤة النداء!
أنت تعرفهم جيدا
لا تسربلهم ذرة من حياء
لما يسمون السراب ماء!
أنت تعرفهم جيدا
منذ انحيازهم لصروح الكذب
يستعيرون ملامح الأنبياء!
***
ملء تلك الحانة الدكناء
رايتك تبكي و تسافر
حد سفوح النشيج!
ورأيت رفاق الكلية
(موظفو الزيف الصغار)
يحررون القهقهات
من قواقعها المشرعة
على مستنقعات الشماتة
أنت رأيتهم
بمحض التواطئ يغضون الطرف
عن إهانة «عادية جدا»
أنت رأيتهم
يحملقون في (الفيدور)الجلف
يبعثر أقلامك الجافة
ويسحبك- عنوة- للخارج!
***
لك الآن أن تقدح السؤال:
من يستعيد الذين سكنوا
القلب النابض بدم البلاد?
من يستعيد حلم الرائعين البسطاء?
من يستعيد قلعة المرابطين
هنا في الهامش الجوهري?
***
أنت الذي رأى
وهج الرؤى
ما الذي بوسعك أن تفعل?
سوى أن تستقرئ الندوب
على جبين القصيدة
أو تنقب بين أحشاء الرواية
عن ترياق لسموم الوقت!
***
ها أنت ذا تقرأ (الطريق)
ل(الوحدة) و(الحرية)2
وتقرأ الروايات القريبة
وتقرأ الروايات القصية
وتقرأ الصمت و الكلام
وتقرأ الكوابيس والأحلام
وتقرأ الرمزي القدير
وتقرأ العصي عن التفسير
وتقرأ الذي أهملناه
وتقرأ جذر الانتباه!
***
ليراعك الجميل
أن يستعيد الذين سكنوا قلب البلاد!
ليراعك النحيل
أن يستعيد صمود الشئ والكائن!
ليراعك النبيل
أن يستعيد رموز الإباء!
***
لكم ساورك الوجل
من أن يتحجر الأمل
بين جوانح المرحلة
وقرائح السنبلة!
لكم ساورك الأسى
أيها المسافرالابدي
ملء غبش المسالك!
فمن ترى يعالجك
من سؤال يمقت الوصاية?
من ترى يتصدى
لأجوبة أدمنها الصدأ!?
***
من محيط طافح بالأشواك
تنتقي أصدقاء الوردة!
من وطأة مصطلحات الليل
تجترح الألق الحاسم
بين المشبوه و الشفاف!
***
للهيب الذكريات أن يدميك
لنسيم الأمنيات أن يحييك
فعشقك عاهل
ونصك- رغم التعتيم- واصل!
***
صديقي محمد
أيها البسيط/العميق/الصائن
مشاعل المحجوب الفاتن
من باب التواضع أن تنساب شعرا
وتزعم أنك تتنفس نثرا
وأنت القادر والساهر والشاعر
بما يطحن كبد الكائن!

١ أسماء لمقاه بالدار البيضاء
2 أسماء لمجلات عربية معروفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب