الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصير الحزب الشيوعي العراقي كمصير حزب توده الأيراني... اذا لم ينتبه

عبد العالي الحراك

2007 / 12 / 6
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


اطلعت أثناء وجودي في ايران في منتصف التسعينات , على تقرير سابق للمخابرات المركزية الامريكية , نشرته احدى الصحف الايرانية آنذاك , يتحدث بما ملخصه بأن تلك المخابرات قد فضلت وسهلت وصول الخميني الى السلطة بعد انهيار نظام الشاه على ان يصل الى السلطة حزب توده الايراني , الذي سيقوي استلامه للسلطة الموقف السوفييتي في افغانستان ويوسع نفوذه السياسي والاقتصادي في منطقة الخليج والشرق الاوسط الغنيتين بالنفط , بينما سيكون وصول الخميني والنظام الاسلامي الذي يدعو اليه الى السلطة , رغم ما يحمله من تناقضات مع السياسة الامريكية ومصالحها في ايران , عامل اضعاف للدور السوفييتي في افغانستان و تحجيم دوره على المستوى العالمي والتعجيل بسقوطه النهائي , كما كانت تخطط وتسعى الية الادارة الامريكية داخليا وخارجيا.. وقد تحقق لأمريكا ما خططت له مخابراتها المركزية.. حيث سقط الشاه وسيطر الخميني على زمام الامور في ايران .. وهنا بدأ الخطأ السياسي لحزب توده وبقية القوى الوطنية واليسارية الايرانية التي تحالفت مع الخميني تخلصا من حكم الشاه.. فبالرغم من الدعم السياسي الجماهيري لنظام الحكم الجديد , الا ان الخميني ونظامه كان يضمر الخبث والعداء لجميع القوى الوطنية والديمقراطية , الشيوعية اولا ثم الوطنية العلمانية والديمقراطية الليبرالية عموما.. فوجه الاتهامات الباطلة الى قياداتها , فأعدم من اعدم وفي مقدمتهم ( كيانوري) سكرتير عام حزب توده , الذي اتهمه بالخيانة وتعاطي المخدرات والمتاجرة بها في ظروف الحرب , حتى تتيح له هذه التهمة الفرصة لتصفيته دون ان تثار ضده أي زوبعة شعبية او اعلامية.. فما مصيرالحزب الشيوعي العراقي الذي يصطف سياسيا في عملية سياسية فاشلة مع قوى الاسلام السياسي التي تكن له ولأمثاله من القوى السياسية الوطنية كل السوء والخبث الايراني بأسم الدين , رغم ان قيادته تعلن بين الحين والآخر بأنها لا تحارب الاديان وموقفها من الاسلام معروف.. ولكن ليس الموضوع دينيا بل سياسيا , لأن هذه الاحزاب الاسلامية تخشى من منطق الحزب الشيوعي العلمي والاقتصادي خاصة وسهولة جذب الجماهير نحوه بعمله المخلص والنزيه وستكون مواقف هذه الاحزاب الاسلامية اكثر عداءا وقسوة اتجاه قيادة الحزب وجماهيره لأنه لم يتورط في اعمال وممارسات الفساد المالي والاداري الذي يعم البلاد ويشمل جميع الاحزاب والقوى السياسية وفي مقدمتها الاسلامية.. ثم ان اوامر ايران ستأتي عندما يحين الوقت المناسب وقد تبدأ بالتصفيات الجسدية للناشطين واعتقد انها بدأت في بعض الاحياء والمناطق والمحافظات .. اما الآن فيستفاد من وجود الحزب في العملية السياسية للتغطية والادعاء بالديمقراطية والتعددية.. انتبه ايها الحزب وتوجه الى الجماهير اولا واخيرا فهي الساند والعضد المتين ووحد صفوفك وحاورمن انشق عنك لسبب او لآخر وتحالف مع الآخرين الاقرب في التوجهات الوطنية الديمقراطية فأن الحاضر خطير والمستقبل اخطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و