الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الثالثه

نجم عذوف

2003 / 11 / 15
الادب والفن


حينما تأخذنا الذكرى الى شواطئ الفرات , وتعيدنا الى المنفى ... نستجمع كل الاشياء الجميله ... الاشياء التي بقت عالقة في الذاكره ... هنالك عوالم .. وعوالم ... مفارقات ... وحكايا ... كلها تاتي واستجمعها بوجهك يا ايمان ... احدثك عن شارع الفنادق .... كان اسمه شارع ( مصيوي ) كان مليئ بالنخيل وهو كما يقولون نهاية السماوة هكذا حدثنا اهلنا عنه , كان مليئ بالفواكه والخضره الجميله اليوم تحول الى شارع ليس فيه اكثر من ثلاث فنادق ولكن اهل السماوة اطلقوا عليه شارع الفنادق لا اعلم يا ايمان لماذا .. وما سبب هذه التسميه ...

يا ايمان في بداية شارع الفنادق هذا كان بيت مربوطة في بابه بسلسال امراءة اسمها ( كريمه المسودنه) هكذا كان يطلق عليها الناس كم مرة اقتربت منها وضربتني في احد الايام اقنعتها بقطعة حلوى لكي اخذ معها صورة تذكارية .... انني الان احتفظ بهذه الصورة ... الله ما اجملها ... انني انظر اليها اليوم كما انظر الى نصب الحريه ..... اما ( علي كشاش ) صاحب دكان ( الاوتجي ) فكان له الحظ الاوفر في شارع الفنادق وله حكايات وحكايات ....

يا ايمان اتعلمين من اطول رجل في شارع الفنادق ...!!! انه يا سيدتي ( علي كوره ) كان بعمرنا وطوله لم يتجاوز المئة سنتمتر كنا سوية في الاعدادية رسب في الصف السادس الاعدادي لاكثر من اربعة مرات وفي كل الدروس حتى في درس الدين كان راسبا ... انه كان يقراء كثيرا حتى اكثر منا لكنه لم يفلح ... لا اعلم لماذا .. عين في مديرية جنسية ناحية الدراجي , وفي احد المرات جاءت اليه امراءه تريد ان تستخرج جنسيه لطفلها فوجدته وراء المكتب فسالته .....

( اكلك يمه وين ابوك ) انزعج من هذ الكلام وقال لها انا المدير ..... ضحكة .. ضحكة ... اتعلمين ماذا قالت ( اذا انت المدير .. فلا حاجة لي بالجنسيه ) وعلى اثر هذه الحادثه ترك العمل ....

اما ( احسان البزون ) هكذا كانوا ينادونه لان شكله يشبه وجه القط حينما يمرق في شارع الفنادق الكل يصيح بصوت عالي ( بشت ... بشت ) فيرميهم بالحجاره .. كان هذا يا ايمان يحبني لاني الوحيد الذي اعطف عليه .. كان يقدم لي اعقاب السكائر لكي ندخن انا وهو ... هو المجنون وانا العابث بالجنون ... كلنا يا ايمان مجانين .. نمارس الجنون بطرق مختلفه ... آه .. يا شارع الفنادق كل الخمارين هم من رواد هذا الشارع .. الملتقى ... الشارع الذي له نكهة ممزوجة بين رائحة النخل وبين رائحة السماوة ... العبقه ... هؤلاء هم يا سيدتي ( ابو اسكندر , عبد الامير , كريم عباس دهش , رشاش المغني والراقص الجميل المملؤء بسمرة الجنوب وحلاوة صوته العذب ) هؤلاء يومهم غير الايام الاعتياديه المألوفه ..... لهم عوالم خاصه بهم .... واكثرهم من يجيد الحديث عن الوعي والثقافه بشكل جميل ... ترى هل هم موجودون الان ... ام رحلوا .. انني اعلم فقط ان ( اموري) فقط هو الراحل الوحيد.... تر ى هل هم فرحون الان ... ام ماذا .. هل يتذكروننا ..!!

يا ايمان لو اردت ان تفكري ان تشتري اي شي فما عليك الا ان تذهب الى شخص واحد هو الذي يبعيك , كل ما يدور في ذهنك .. اتعلمين من هذا يا سيدتي انه ( ابو حميد ) تجدين عنده كل ما يدور على البال والخاطر تجدين عنده اشياء متوارثه من الاجداد ... وصانعه المجنون ( صبيحي ) ترى هل هم لازالوا على شاكلتهم ام ماذا حل بهم الان .. ربما تغيروا او غيروا مهنتهم .. لكن لا .. لا اظن ذلك فهم محافظون على الارث .. علهم بقوا على ذلك ...

يا ايمان ... كانت السماوة تتدثر بغطاء تصنعه يد ( عبيده النداف ) صاحب النكته الوديعه وصاحب المرح الدائم ... ليس هناك امراءة تزوجت من ريف السماوة الا و عبيده النداف مجهز ادوات عرسها

احدثك عن طرفه له ........ جاءه يوما شخص من ريف المدينه وطلب منه ان يصنع له غطاء ( لحاف )... كان عنده هذا الغطاء جاهز فاعطاه الى الرجل وكان واضعه في كيس للرجل ...

ذهب الرجل الى بيته وفتح الكيس فوجد غطاء لا يسع إلا طفل .. فاعاده له وقال له ...

ـــ عمي هذا اللحاف مال جهال..

فاخذه عبيه النداتف من يد الرجل ووضعه على جسمه بعد ان ثنى ركبتيه وقال له ..

ـــ شفت شلون اطبق ركبتيك وضعهما في بطنك فانه سوف يكفيك ..

وحكايا ... وحكايا تطول وتطول ......وهذه جزء من حكايا عبيده هذا يا سيدتي


وساروي لكي حكايا وحكايا .. عن ليل المدينة والجميل وعن شارع باتا ... وعن الحمام الحسيني الذين يسمونه الحمام الجديد واني حينما عرفت الدنيا الحمام موجود .... وعن ثلاث اشياء لاتكبر في هذه المدينة كما يقولون ... الحمام الجديد ... والسينما الجديده .... وجبار الزغير ...رغم انهم الان تجاوزو الخمسين .. لكنهم بقوا الحمام الجديد والسنما الجديده وجبار الزغير ...

وساروي لك السوق المسقوف وحكايا اخرى عن الجديده والشرقي والغربي وما هي قصتهم ...

ساروي لك الف ليله وليله .. او كليله ودمنه .. ساروى لك اسطورة قديمه ..

فافتحي دفترك واكتبي ما سامليه عليك ......

سالتقيك في حلقة اخرى وحكاية اخرى عن مدينة الضفاف والصحراء في ان واحد .. عن مدينة العقال واليشماغ ... عن مدينة لاتكاد تغفو حتى تصحو ... ولي لقاء اخر

يا نخلة السماوة الحزينة

اين النواطير هنا وشجرة الرما

وكيف حال طفلتي امينة


كل النساء كن جلسن هنا

يغسلن كل الهم من فراتنا

يكتبن في مياهه ..

( مثل ام ولد غركان وابره الشرايع )


والى موعد اخر ولقاء سماوي اخر يا معشوقة السماوة ....


 نجـم عــذوف

النـرويـج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض


.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار




.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة


.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن




.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع