الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قال أنها غير.. مكررة؟

فاديا سعد

2007 / 12 / 1
الادب والفن


"يا ابن روحي أنت"
قالت دمشق لشاب مضطرب، يهيم على وجهه في شوارعها.
تنحني دمشق يومياً، على الهائم بوجهه، تقدم له مهرجانات سينمائية، وأفلام أنيقة، رغم ذلك لا تستطيع أن تخرج منه هذه الهمجية الجديدة، و فكرة: الذهاب يومياً إلى وزارة الهجرة والجوازات.
كانت الحرارة مرتفعة، غابت العاصمة عن الوعي، أغرقت الشاب، في دوامة حكاياتها. تسيل حكاياتها على الجدران. حكايات مكررة، تعلن عنها، أفاريز البيوت المتنافرة والمنتظمة، والغابات المقطوعة. الكتل الإسمنتية العشوائية. الوزارات، والمؤسسات المغلقة في وجهه..

قطع الشاب مسافة طويلة. كان يمشي داخل جسدها ساعة تلو الساعة، عبر المقاهي والوزارات، وكلما تعثر في وزارة، كانت المدينة تردد: "يا ابن روحي أنت".

كان حلم المدينة، استسلام الهائم على وجهه. قبوله كتلتها الإسمنتية، وكانت تذكّره. هي دائماً تذكّر الهائمين على وجوههم بأنها: "ملقّحة بالحضارات" وتتابع المدينة قولها: "هل تستطيع إنكارها؟ إنكار حضارتي؟!"

كان الشاب يدور داخلها ويردد صداها، يعبر شوارعها كفأر هارب، يرتعش مثله، يحدوه أمل أن تستسيغه المدينة، كما هو. تقبله كما هو، وتقبِّله كما هو.

عندما وضعا في تابوتين منفصلين، تحت شجرة وزارة الهجرة والجوازات، كان وجهاهما متشابهين. وجهان حنونان، وغائبان عن الوعي.

بعيداً عن دمشق، كان هناك عاصمة أخرى، في بلد آخر، تستقبل هائماً آخر على وجهه، مرددة:
"يا ابن روحي أنت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تغيير مصيري من الهندسة المعماري


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: والدي لم يدعم قراري بترك الهندس




.. صباح العربية | رهف ناصر تتحدى الحرب بالموسيقى وتغني للأمل


.. تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس




.. وداعًا للعلمى والأدبى .. التعليم تكشف ملامح الثانوية العامة