الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال الكتابة أو الولادة العسيرة

فاطمة واياو

2007 / 12 / 1
الادب والفن


هل أصبحت الحروف عصية على التشكل وتأثيث فضائي المشحون بالهواجس و الأحلام؟ هل أصبح فعل الكتابة لدي لغما قابلا للانفجار وإذا بأياد خفية تبطل مفعوله,... وتقبره في مهده؟

أسئلة أخالها في أحايين كثيرة تريد التشهير بانشغالاتي المكبوتة وبشجوني المتوهمة، لتضعني بين عبثية الواقع واستحالة الحلم.

علاقتي بالكتابة علاقة رعب واستفزاز ... يرتعد القلم بين أناملي، يستعصي عليه الخط.. يستحيل البياض أمامي بركة من لهيب بركاني ... قد تحول أظافري إلى رماد.

علاقتي بالكتابة، علاقة غير شرعية، فالقبلة مختلسة والتفاحة محرمة ، لا يمكن الظفر بها سوى في دهاليز العتمة حيث لا يمكن لأي مخلوق أن يسترق السمع لصراخ اللذة السري لحظة التوحد بين الحبر والورق.

علاقتي بالكتابة علاقة وصال وجفاء بين مد وجزر... بين عنفوان وجنون ، عندما امسك بالقلم أخال أصابعي مشتعلة وهي تتقلب فوق جمرة الواقع الملتهب بالأزمات والهزائم.

لطالما غدر ني بوح الكلام وخذلتني متاهات الواقع المر ...فألفيت قطعة جليد صامدة أمام الحرائق المشتعلة ... لتنسج بالحرف بقايا آثار تشهد على الخلود والبقاء أمام زحف زمن الانكسارات والصدمات.

علاقتي بالكتابة: عدائية... ودية أم حيادية؟

هل الكتابة فعل رقي أم غريزة فطرية بامتياز...هل هي إحياء لما مضى أم إعلان موت لما هو كائن ... أم إقبار لما سيأتي... هل هي فعل جنون من إلهام شيطان خفي أم نبوءة من وحي ملاك ظاهر... ربما أن الكتابة هي كل هذه المتناقضات حيث يصبح عنقي تحت رحمتها وكأنه في عناق حبيب قد ينتهي بمفاجأة غير متوقعة.

أبحرت بعيدا بين الحروف والكلمات... غامرت بين التشكيل اللغوي والانهيار المعماري لرموز إبداعية... وفي كل إبحاراتي افقد السيطرة على زورقي... تتقاذفني الأمواج شرقا وغربا.. شمالا وجنوبا... وأعود أدراجي إلى مينائي علني أجد في غوصي بأعماق ذاتي ضالتي...

تسكنني الهواجس والمخاوف من الضياع في متاهات الذات المسكونة بأحاسيس غامضة متأرجحة بين الشك واليقين... بين الحقيقة والخيال.

الكتابة هي سلاحي أمام الموت الزاحف نحوي من كل الاتجاهات كفراشة نسجت من رحيق الأبجدية غذاءها الروحي... الكتابة هي روحي ... عشقي... ملاذي الأخير.


تتيح لي الكتابة الشعور بالتجدد والاستمرارية وتحميني من خيبة الأمل حين اشعر بالزمن ينفلت من بين أصابعي كالرمل... بالكتابة أقبض على بقايا ذرات الزمن لأشكل منها دهرا يمنحني عمرا مديدا وخلودا أبديا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟