الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الخريفي في انابوليس (التوقيت والجدوى)

خالد عيسى طه

2007 / 12 / 2
القضية الفلسطينية


ليس هناك شئ ياتي من فراغ!!
وليس هناك جهد دون مصلحة ونفع!!
وليس هناك وقت يضاع دون عطاء ودون ثمن!!
وليس البلد الراعي لهذا المؤتمر (امريكا) لا تملك اكثر من هدف وفائدة من جراء عَقده!!
قد يستطيع المرء ان يقدر الجهد المبذول في جمع ثمان واربعين دولة من رؤوساء ووزراء خارجية وكأنهم سرب من طيور ملونة مختلفة يحومون طيراناً في زرقة سماء صافية أتوا وكل منهم يحمل ارادتين ووجهين لمصالحه .. هذه الطيور جميعها يقودهم نسر كبير مُدرب اجنحته اقوى من اي جناح في هذا السرب بطول ريشه وبعدد خفقات جناحه السريعة يقودهم باقتدار مبني على طرحين، الترهيب والترغيب.. التهديد بالمقاطعة والمحاصرة وفق البند السابع من هيئة الامم المتحدة ، البند الذي ينفذ قراراته بقوة السلاح.
هذه الفترة وصلت الوفود الى انابوليس في ميرلاند الامريكية.. وتاريخ هذه المدينة بخلاصة انها مدينة كانت محطة لقاء قادة زعماء فيدراليات ومكونات مختلفة تتقاتل مع بعضها وذهاب الاف الضحايا نتيجة هذا الاقتتال.
بالتاكيد انه لولا وجود الرئيس بوش لم يحصل هذا التجمع على هذا العدد من الدول وخاصة الدول التي لها دور فاعل ومؤثر بالقضية المركزية الفلسطينية وهم مواكبون تجاوزات الاسرائيليون على حدود المعقول في الاحتلال وخاصة في غزة ،وضعوا السكان في سجن كبير ويحاولون حرمانهم من ابسط حقوقهم الحياتية بما في ذلك الكهرباء.
أجعلونا نفكر معاً لماذا هذا الاجتماع ؟ وماهي مصلحة كل مشترك ودوره خاصة الدور الامريكي الرئيسي ؟ سنضع جدولتها في ادناه بشكل عفوي.
ونبدأ بالولايات المتحدة الامريكية:
هذه الدولة ورئيسها هي التي كونت فكرة الاجتماع بعد ان شعر رئيسها بوش ان فشله وفشل سياسته في العراق وافغانستان والشرق الاوسط اصبحت واضحة وشعر الرئيس بان رئاسته لم تكن فيها نجاحاً متواصلاً وان قرب انهاء الولاية اخذ في تنازل زمني وتساقط عمودي لعدم احترام مصداقية الولايات المتحدة الامريكية ، لذا ابتكر الرئيس فكرة انعقاد هذا المؤتمر في محاولة لتحسين سمعة السياسة الخارجية الامريكية وتحسين سمعة الحزب الذي ينتمي اليه وهو الحزب الجمهوري.
والحزب الجمهوري بحاجة الى من يعينه الى كسب المقاعد في مجلس الشيوخ التي خسرها وفقدانه اغلبية زمام القرارات التي كانت بيده،الثابت ان قناعة بوش انه اذا نجح في ترتيب صلحاً بين العرب والاسرائيليين قد يغطي هذا النجاح فشله الواضح في قضايا اخرى لذا وبالمقياس العادل ان لامريكا مصلحة لا تقل عن 90% في ترتيب هذا المؤتمر والعمل من اجل نجاحه.

اسرائيل:
اسرائيل فوجئت بالموقف الامريكي ومااخذت تسمعه ماوراء الكواليس من وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزارايس ووجدت انها على مسرح واسع فيه الفلسطينيون (قطاع غزة) أصبحوا قليلوا الصبر على ماتتعامل به اسرائيل مع شعبهم واستمرار عنجهيتهم وقسوتهم لفترة اربعين سنة.
رئيس وزراء اسرائيل (اولمرت) لا يحسد على موقفه السياسي في الوقت الحاضر بعد ان خسر الحرب مع حزب الله في لبنان وان الجيش الاسرائيلي لا يستطيع اطلاقاً ان يسير في اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر لذا نجد ان الوضع الداخلي في اسرائيل وحاجتها الى الدعم العالمي وخاصة الدعم الامريكي لا مناص لها من الحضور وقد لعب الرئيس بوش بتثبيت ركائز النجاح على ثلاثة ركائز:-
1- استطاع بنفوذه ان يقنع اسرائيل بمفاوضات مباشرة بينها وبين محمود عباس (رئيس فلسطين).
2- الاسرائيليين وافقوا على وضع سقف زمني لا يتجاوز السنة فقط بضمان امريكي على الانتهاء من المفاوضات وعلى كل النقاط المطروحة على الساحة وانهاء حالة الحرب وقيام دولة فلسطينية تملك وسائل الحياة المستمرة ورغم ان هذه القرارات هي قرارات مؤلمة بالنسبة لليهود المتزمتين الذين يشعرون ان كتاب الله المقدس (التوراة) اعطاهم الحق بالاستيلاء على فلسطين واعتبار فلسطين ارض الميعاد والقدس عاصمة ابدية لهم ولكن للضرورة احكام فالتاريخ لا يمكن ان يرتد الى الوراء وسياسة upper hand (ابرهاند) لن تستمر في القرن الواحد والعشرين فهذا النوع من الاحتلال انتهى بانتهاء الطبقة البيضاء في افريقيا الجنوبية.
هل اسرائيل تكسب من هذا الحضور بعد ان وافقت على اعطاء حقوق للفلسطينيين وفق القرارات الشرعية للولايات المتحدة وخاصة القرار 242 ؟! والقرارات الاخرى التي نصت على ضمان حقوق الفلسطينيين بما فيها الحقوق في القدس وعودة اللاجئين.
برأي انه لو استطاعت امريكا ان تفرض ارادتها على فريقي الخصام فأن ذلك في مصلحة اسرائيل على المدى البعيد وعليهم ان يفهموا ان لا تعايش سلمي بقوة السلاح ومن هذا المنطلق ان مصلحة اسرائيل نقدرها بحوالي 80%.
دولة فلسطين:
بقناعتي ان دولة فلسطين يوم اتخذت من المعتدلين راياً وطريقاً لاجل السلام وعدم الرضوخ للاءات الفلسطينية التي تتبناها منظمة حماس والتحرير وسرايا القدس فان هذا نعم الاختيار وذلك لقناعاتي التالية:-
أ‌- وسع التجمع والذي بلغ 48 دولة في هذا الاجتماع العلني.
ب‌- تبني الولايات المتحدة الامريكية هذه الفكرة والتزامها بتطبيق مايُطرح من نقاط ويصل الفريقين الى اتفاق فيه وتتعهد الضمان بتنفيذه خلال سنة.
ت‌- ان مرجعية هذه المفاوضات المفتوحة وتركيزها على القرارات الشرعية فيه كسب واضح للفلسطينيين وان قبول القضية الفلسطينية بهذا الشكل الواسع ودخول اللجنة الرباعية برئاسة وزارء بريطانيا السابق (توني بلير) هو كسب تاريخي لما قد يحصل عليه الفلسطينيين سيما بعد ان حصل الاتفاق بان تبدا المفاوضات من يوم الاربعاء المصادف 28/11/2007 ، ويجب ان ينتهي خلال سنة بالوصول الى الاتفاق وبضمان وحماية امريكا والدول الاخرى المشتركة ومعنى هذا اذا التزمت اسرائيل بخارطة الطريق فانه عليها ان ترفع الحصار عن غزة والحواجز من كل البلاد وتسمح للفلسطينيين العمل في اسرائيل واشياء اخرى يمكن للفلسطينيين ان يرجعوا الى خط الحياة المثمر.
ان مؤتمر انابوليس الذي عقد هذه الايام وفيه اكثر من 48 دولة سيركز على اعمار البنية التحتية للدولة الفلسطينية القادمة وهذه خطوة ممتازة انا من الذين لا يلومون الشارع الفلسطيني في غيلانه وهذا الغليان سببه انه ليس هناك مصداقية في وعود اسرائيل او امريكا ولكن اليوم بهذا التجمع هناك التزام ادبي وقانوني وستثبت الايام للمتظاهرين وهم بمئات الالاف في غزة والضفة بان الصبر ضروري في ان يطبق مااتفق عليه المجتمعون في اول جلسة.
اما الدول الغير رئيسية التي تنحصر في سردنا هذا هم:-
1- ايران: ليس لايران اي فائدة من هذا الاجتماع سوى ان استقلال فلسطين يوازي الشعارات التي اطلقت في زمن خميني وكيف ابدل السفارة الاسرائيلية بمقر لحركة فتح.
2- سوريا: ان بشار الاسد الرئيس السوري يعتبر من السياسيين العرب المتميزين وذو مكانة مرموقة في قلوب الشعوب وهو محق في تصريحه بان لا سلام بين سوريا وبين اسرائيل الا بعد انسحابها من كل الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان، وباعتقادي ان ليس لاسرائيل الكثير من الخيارات الا ارضاء المد الثوري للشعوب العربية والرضوخ للواقع.
3- لبنان: لبنان الان في صراع على السلطة والرئاسة وهو يدخل ضمنياً في نتائج هذا المؤتمر سيما وانه يملك قضية مهمة وهي مزارع شبعا.
4- العراق: فقراره بعدم المشاركة لا يعتبر مهماً بالنسبة للعدد الكبير من المشاركين من الدول ولكن في كل الحلول العراق الان يقدر خطر تغلغل النفوذ الاجنبي (الاحتلال) في بلده والوصول الى حلول سلمية تخفف عن العراق اعباء النضال الطويل.
الكل يقرّ ان الارداة والهدف والتعامل ياتي من المصالح سواء اكانت على مصلحة دولة او خاصة وان مصلحة امريكا في الوقت الحاضر وكذلك كل الدول المشاركة لها في هذا الحضور بعض المكتسبات والفائدة .
نحن مع الاعتدال ونحن مع المؤتمر خاصة اذا تمسك عباس بالثوابت الفلسطينية وليس لنا الا الله ونضال الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته