الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى 29 لتأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (كدش):من أجل كدش الكفاح والديمقراطية والوحدة الطبقية

التوجه النقابي الديمقراطي الكفاحي

2007 / 12 / 2
الحركة العمالية والنقابية


بمناسبة حلول الذكرى 29 لتاسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم 26 نونبر 2007 ينشر موقع «كفاح نقابي» بيان تاسيس الكونفدرالية ونصا للرفيق عمر الساحلي،وكرونولوجيا لاهم محطات الكدش وهدفنا من ذلك حفز النقاش الضروري حول وضع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومن خلالها الحركة النقابية برمتها ومهام النقابيين الكفاحيين . وسيكون الموقع مرحبا باية آراء ووجهات نظر ووثائق اخرى

التوجه النقابي الديمقراطي الكفاحي
=========
يوم 26 نونبر 2007 تدخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (كدش) سنتها الثلاثين. فسنة 1978 اجتمع بالدار البيضاء يومي 25 و26 نونبر مندوبون عن 8 نقابات قطاعية وطنية لتأسيس مركزية نقابية بديلة عن الاتحاد المغربي للشغل (إمش) الموصوف بالبيروقراطي والمرتشي والمتعاون مع الباطرونا والرجعية. مركزية نقابية «تستجيب لمطامح الطبقة العاملة في التحرر من كل أنواع الاستغلال» وتسمح للطبقة العاملة بلعب دورها «الطبيعي في النضال الطبقي والوطني والنضال القومي والعالمي». مركزية نقابية تكون «ركائزها الأساسية احترام الديمقراطية الداخلية وتوسيع المبادرة القاعدية المسؤولة وإعادة الوحدة النقابية، والنضال ضمن الأهداف العامة للحركة التقدمية في بلادنا» (مقتطفات من بيان التأسيس الذي تجدونه على موقع «كفاح نقابي»).

الكونفدرالية من الكفاح الطبقي...

لقد ولدت كدش ودخلت الساحة النقابية من باب الكفاح العمالي. فحتى قبيل التأسيس، ورغم الدور الكابح لبيروقراطية إمش وبالرغم من شعارات الإجماع الوطني، اطلقت النقابات التي ستشكل الكدش سلسلة نضالات كفاحية بأساليب وأشكال كان الاتحاد المغربي للشغل قد طلقها منذ زمن بعيد[إضراب 10000 منجمي بقطاع الفوسفاط بدعوة من النقابة الوطنية للفوسفاط من 28 دجنبر الى 19 يناير 1978، إضراب النقابة الوطنية للتعليم يومي11 و 12 أبريل 1978 الذي امتد إلى الجامعات والمدارس العليا يوم 20 ابريل، إضراب عمال النقل يومي 18 و 19 أبريل، إضراب عمال ومستخدمي "مكتب التسويق والتصدير" وعمال "لاسمير" وتقنيي الطيران يوم 25 ماي 1978، إضراب عمال مصاهر الرصاص بواد الحيمر يوم 17 يوليوز].

وبعيد التأسيس تعمق المنحى الكفاحي لتخوض الطبقة العاملة المغربية بتأطير من النقابات المنضوية في إطار كدش نضالات قطاعية عديدة أهمها: اضراب لامحدود لـ 10000سككي استمر من من 4 الى 19 يناير، اضراب 4000عامل بجرادة لمدة اسبوعين خلال فبراير 1979، اضرابات شغيلة التعليم خلال ابريل 1979، اضراب شغيلة قطاع الصحة يوم 7مارس 1979.

وقد ردت الدولة على هذه النضالات بالقمع والطرد (طرد وتوقيف أزيد من 1600 عامل)، وذلك بتواطؤ من بيروقراطية إمش التي سعت إلى عزل كدش مؤسسة لتقليد لا زال ساريا الى اليوم في كسر الاضرابات العمالية [مكاتب نقابية تنتمي لإمش تقوم بكسر اضراب عمال ايميني 2004 وجبل عوام 2007]. وإثر موجة القمع هاته قادت الكدش حملة فريدة في تاريخ الحركة العمالية بالمغرب للتضامن المادي مع مطرودي إضربات 1979 بالتعليم والصحة.

كما كان للكونفدرالية شرف نفض الغبار وإعادة الاعتبار لأحد أهم الأسلحة العمالية: الإضراب العام. فقد دعت الكدش للإضراب العام في مناسبات عديدة: تضامنا مع الشعب الفلسطيني [30 مارس 1979]، دفاعا عن القدرة الشرائية للكادحين [20 يونيو81]، وعن الملف المطلبي [14 دجنبر1990]. هذه الاضرابات التي كانت الشرارة التي اطلقت نار الانتفاض الشعبي ضد القهر و الجوع. وخاضت اضرابات عامة، ضمن شروط مختلفة، للمطالبة بالحوار الاجتماعي المركزي أو لتنفيذ اتفاقات سابقة [اضراب 05 يونيو 1996، 29 اكتوبر1997، 05 و 28 يونيو 2002]

لقد كانت الكدش خلال سنوات النضال هاته فضاء لديمقراطية نسبية تسمح بوجود توجهات سياسية داخلها وبنقاشات فعلية. وهي ديقراطية اتسعت بقدر ارتفاع درجة الكفاحية والعكس بالعكس. ان هذه الكفاحية والديمقراطية النسبية التي عرفتها كدش البدايات مرتبطة أساسا بأمرين اولهما أن النقابة الجديدة كانت في حاجة لتبرير وفرض وجودها ازاء نقابة إمش، وثانيهما أن الاتحاد الاشتراكي المهيمن داخل النقابة لازال آنذاك مطبوعا ببقايا ماضيه الشعبوي الرايديكالي.

.. إلى مأسسة السلم الاجتماعي

ارتبط مصير الكدش وتاريخها ارتباطا وثيقا بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وبتحليله للوضع السياسي ولمهام "النضال الديمقراطي" الخاصة به. فقد كان الحزب الحافز لتأسيس النقابة وسعى دوما إلى إخضاعها واستعمالها وفقا لأولوياته السياسية بتنسيق وثيق مع بيروقراطية النقابة، مستعملا هكذا نضالات الطبقة العاملة لمناوشة النظام وفق منظور يروم دفع هذا الأخير الى تقديم تنازلات طفيفة، مع حرص شديد على تفادي أي انفلات لتلك القوة واستقلالها وفق خط مصلحتها الطبقية الخاصة. ان هذه التبعية وهذا التحكم وهذا الاستعمال هو ما سمته وثيقة تاسيس الكدش بـ«النضال ضمن الأهداف العامة للحركة التقدمية في بلادنا» واعتبرته ركيزة من ركائزها الاساسية.

ان هذه التبعية، في ظل غياب معارضة نقابية ديمقراطية وازنة، هي التي رسمت حدود كفاحية وديمقراطية الكدش، وأدت إلى التطور اللاحق للكدش وابتعادها الحثيث عن ركائز التأسيس الأخرى لا سيما النضال وفق منظور طبقي ديمقراطي كفاحي.

وهذه التبعية هي التي أدت إلى المسلسل الذي ابتدأ بالتنسيق مع نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب انطلاقا من سنوات التسعينات وعقد اتفاق فاتح غشت 1996 الذي أعلن رسميا التحاق الكدش بركب السلم الاجتماعي والتعاون الطبقي ومهد لدخول الاتحاد الاشتراكي لحكومة ما سمي حكومة التناوب، وانتهى بتنظيم حزب الاتحاد الاشتراكي لعملية انشقاق داخل الكدش أسفرت تأسيس نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل (فدش) سنة 2002 وتأسيس رفاق بوزوبع لنقابة المنظمة الديمقراطية للشغل (مدش).

على طريق بناء الكدش..على طريق الوحدة النقابية

ان الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ورغم مسلسل الإضعاف الذي تعرضت له، لا زالت النقابة الأكثر تمثيلية للطبقة العاملة المغربية. ولازالت الكدش قوية بخبرات كفاح عقد الثمانينات وبداية التسعينات وبأغلبية الكوادر التي أطرت تلك النضالات. لازالت قوية بوجود معارضة نقابية ديمقراطية كفاحية. لذلك كله فالكونفدرالية الديمقراطية للشغل مكسب وأداة بيد الطبقة العاملة للنضال من اجل تحسين شروط استغلالها على طريق تحررها النهائي.

وواجب النقابيين الديمقراطيين الكفاحيين بداخلها ان يسعوا بكل قواهم الى إعادة بنائها على أسس الديمقراطية والكفاح استرشادا بتاريخ الكونفدرالية نفسها والحركة النقابية المغربية ككل. وهو ما يستدعي تقييم مختلف تكتيكات عمل اليسار داخل النقابات، لا سيما ان قسما منه وبعد ان ظل عقودا خارج النقابات تحول، في ظل عدم امتلاكه لأي منظور بديل للبناء النقابي، إلى مجرد مقدم خدمات للبيروقراطية مقابل الحصول على مقاعد الأجهزة.

وعلى النقابيين الكفاحيين الكونفدراليين وهم يعملون من اجل بناء وتقوية الكونفدرالية، ان يرفعوا عاليا راية الوحدة النقابية، عبر السعي بصبر وأناة إلى بناء جبهة نقابية موحدة ضد العدو الطبقي. جبهة تضم مختلف المركزيات النقابية المناضلة. وان يعملوا، منذ الآن، على تجسيد تلك الوحدة النقابية ميدانيا عبر تطوير أشكال التنسيق بين النقابات على المستوى المحلي والقطاعي وإحياء تقاليد التضامن العمالي على كل المستويات.

هذا هو طريق الوحدة النقابية الممكنة والضرورية. وهذه الوحدة غير ممكنة دون تجديد الخطاب والممارسة النقابيين: برنامج النضال وأشكاله، المطالب القادرة على التوحيد، الديمقراطية في تسيير المعارك.

عرفت الكدش انشقاق كل من الفدش(2002) والمدش(2006) وستظل معرضة لانشقاقات أو انسحابات أخرى في أي وقت ما لم يتم التأسيس لتدبير التعدد السياسي الذي تحتويه بشكل ديمقراطي شفاف. ان التعدد السياسي مصدر غنى وثراء للكونفدرالية اذا ما تم تدبيره بشكل ديمقراطي. وهو ما يقتضي الاعتراف بحق وجهات النظر المختلفة في التعبير عن رأيها والدفاع عنها في هيئات النقابة، وحقها في التشكل في تيارات نقابية وتمثيل وجهات النظر تلك في الأجهزة تبعا لوزنها داخل النقابة.

ومن بين الأمور التي تطرح نفسها على كل الكونفدراليين هي مؤتمر النقابة الذي لم ينعقد منذ مارس 2001، علما ان قانون النقابة ينص على انعقاده كل اربع سنوات. لقد مرت ازيد من ست سنوات على آخر مؤتمر بالعيون. وقد قرر المجلس الوطني للكدش باعتباره اعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر ان ينعقد خلال نونبر2006 لكن ذلك لم يتم. ولم يتم حتى إعلان تاجيله وتحديد تاريخ لاحق. إن انعقاد المؤتمرات في آجلها والعمل على أن تكون محطات حقيقية للتقييم والنقاش ورسم الآفاق هي اس من اسس بناء نقابة الكفاح القادرة على صد هجوم الباترونا وحكومتها. ان واحدة من بين المهام التي ينبغي ان توجه عمل كل الكونفدراليين الكفاحيين هو الدعوة والمشاركة في الإعداد لمؤتمر خامس يعيد الكدش الى سكة الكفاح الطبقي المدبج في بيان تأسيسها.

عاشت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ديمقراطية مكافحة!

عاشت الحركة النقابية المغربية!

عاشت الوحدة النقابية!

عمر الساحلي

28نونبر 2007

عن موقع «كفاح نقابي» http://www.kifah-nakabi.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب


.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي




.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا