الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق....بوابة العالم الجديد ام محطة حاسمة في موت مشروع

ثائر سالم

2007 / 12 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تجليات السياسة الامريكية ، على الارض ، في السنوات الاخيرة ، بعد ما سمى الحرب على الارهاب، وملامح ستراتيجيتها، حسب اغلب التقديرات ، اكدت ان المحطة الاساسية، في المشروع لكوني للولايات المتحدة ، الساعي للتحكم بالعالم والنفط ..وقربان هذا العالم الجديد، الذي تريد اقامته او بلوغه ، هذه القوة العظمى الاولى في العالم كان العراق. ودون اختيار منه او سؤال يوجه اليه ،كصاحب ارض وبلد اوشعب.. وجد العراق نفسه ، في خط الدفاع الاول ، في حرب "على الارهاب " يخوضها بالنيابة عن " اشقائه الامريكان" ...لم يكن البلد وحده ساحة هذه الحرب ، وانما وقودها ..ابنائه وثروته ، .بلد سيتحمل عبئها ، مستقبله ومستقبل ابنائه.
صحيح ان الكثير مما حصل، هو ثمرة تلك المغامرات والرهانات الخاطئة، لساسته وحكامه ، السابقين واللاحقين ...فتحت اغراء المصالح الشخصية،.. الثروة والجاه والسلطة، جرى الانسياق لتنفيذ اجندات غريبة، على ثقافة المجتمع العراقي، او العمل في سياقها، باعادة الحياة ، الى بنى وثقافات، تتحرك في فضاء ثقافة القرية(العشائرية، القبلية، الدينية )، على حساب ثقافة المدينة وقيم ا لتحضر العصرية، والهوية الوطنية ( بالمعنى الحقوقي للكلمة)، اذا ما اضطرت للاختيار بين الوطن...او الطائفة ، القومية، العقيدة)...
ازمة نظام الطائفة، والمحاصصة " الاقصائية " وديموقراطية سقف اللون السياسي الواحد،.. بعد التواطؤ على تحطيم الدولة، كيانا ..وظيفة ، وثقافة،.. والتقاعس في التصدي، الثقافي والسياسي، لمحاولة تدمير روح الوطنية والمواطنة، بالسماح بتعزيز دور الهويات (غير الوطنية)... ،وترك المجال لسيطرة الميليشيات على عمل الاجهزة الامنية والعسكرية...ادى الى بروز العشيرة ثقافة وموقفا مؤثرا ، مقارنة بمشروع الطائفة، كقوة توحيد وطني ، قادرة على الاقل، على تخفيف التوترات، والعداءات المرضية : الطائفية، العنصرية ، ...الخ . بل وباتت بنظر العديد من العلمانيين،خيارا افضل ..
ان قوى لاترى في المواطنة والوطنية العراقية ، اطارا ملائما للتعبير عنها وعن هوياتها...لا تشعر بالتاكيد باي حرج في اعتبار موت او قتل اكثر من مليون عراقي، مجرد خطأ في الحسابات،.. في ذات الوقت الذي تعتبر فيه قتل جندي محارب في جيش الاحتلال هو عمل ارهابي....ولا في اعتبار احتلال البلد، وتحطيم مؤسسات الدولة فيه ، واشعال حروب الفتن الطائفية والداخلية، وتحطيم بنيته التحتية ...انما هو عمل من اعمال الخير والتحرير والديموقراطية .. وعملا مبررا يدخل في سياق الحرب الدفاعية ـ الاستباقية.. التي يحق للولايات المتحدة ، القيام به دون غيرها. اما دفاع الاخرين عن اوطانهم، والتصدي لعدوان تلك الدولة على بلدهم ....انما هو عملا من الاعمال الارهابية...
اهو قدر العراق ، ان يكون قربان هذا العالم الجديد ...وتلك المحطة، التي ستقرر اتجاه القاطرة لاحقا؟..
من يتذكر كلمات الرئيس الامريكي بوش ، بعد ساعات من احداث الحادي عشر من سبتمبر، سيكتشف الاجابة في قوله:
" ان هذه الحرب ستطول سنين وربما عقود ، ..وستشمل دولا عديدة في العالم ، القريبة منها والبعيدة، الصديقة والمعادية...لن تترك بقعة ما في العالم " يمكن ان تؤوي الارهابيين "... معتبرا الحياد مساعدة للاعداء ،" لا وجود" لدول محايدة "، وستعامل تلك الدول" كدول معادية. ولن تمنع ادارته اية "قوانين او تشريعات دولية او محلية"، ولا حتى سيادة اي بلد ، من مطاردة خصومهم ". .....من يتذكر هذه الكلمات سيكون واثقا من القول، ان الادارة الامريكية الحالية كانت واضحة جدا حينها، في اعلان مشروعهما للعالم ، واستغلالهم الحادث، لاقامة العالم الذي يريدون...وان كل ماتم وسيتم ، لن يخرج عن هذا السياق..وفي هذا السياق كان الابتزاز الذي مارسه الرئيس وادارته ، للعالم كله ، حينما وضع الجميع امام احد خيارين في هذه الحرب: " ان تكونوا معنا ، او ان تكونوا ضدنا" " وهدد الجميع ، من مغبة عدم التعاون، بل وطالبهم بالمساهمة ، في حرب الولايات المتحدة على الارهاب ، وبضرورة التعاون، وفتح اراضيهم، امام القوات والتشكيلات الامريكية ، في هذه الحرب العالمية"
حينها توقع العديد من رؤساء وساسة العالم،.. ان العالم لن يعود الى عالم، ما قبل الحادي عشر من سبتمبر... وان الدول المستهدفة ! خصوصا ، ستدفع ثمنا الجرح الذي اصاب النمر الامريكي...
ويبدو ، في احسن التاويلات ، ان تيار المحافظين الجدد كان بحاجة الى مثل هذه الفرصة ، لتحقيق احلام مشروعهم ، في السيطرة على العالم ، واعادة تشكيله وفق رؤيتهم. ليعلن ولادة نظام عالمي جديد ، اطاح بالتوازن الدولي، الذي كان قائما على التعددية القطبية. هذا التوازن على هشاشته ، كان قد وفر، خصوصا بالنسبة للفقراء والضعفاء من دول العالم ، درجة من الدعم والحماية من دول تمتلك بعض مؤهلات التنافس او الاستعداد للمواجهة في بعض الحالات.

والثمن الباهض، الذي يدفعه الجيش والشعب الامريكي في العراق ، ماديا وبشريا، ويدفعه معهم الشعب العراقي، والخطر، الذي يهدد استقرار وسيادة ، اغلب دول وشعوب المنطقة، يؤكد هذه الطبيعة الانتهازية للمشروع الامريكي، في التقاطه للحادث. فالحرب على القاعدة لايمكن ، باي مقياس من المقاييس ، ان تفصي الى احتلال دائم لبلد . وليس من المفهوم ان تاخذ هذا الطابع التدميري، لبنيته التحتية ، ومستقبله السياسي، واستقراره الاجتماعي، القومي والديني والمذهبي.

ترى.....هل اتعض هؤلاء اللذين لم يعتادوا رؤية العالم الا بعضلاتهم؟ او لا يمكنهم تصوره الا حديقة دارهم الخلفية؟ وهل كفوا عن ان يروا، البشر في العالم الاخر، اتباع واناس منقوصي القيمة والحقوق؟ او شعوبا تفضل سوط المستعمر (المتحضر) على سوط الحاكم (المتخلف)؟ للاسف لا تملك الشعوب المغلوبة على امرها ، الكثير من الامل ، والقليل من العمل، في لحظة التاريخ هذه. رغم ان لتلك الشعوب سندا، في قوى التعقل والواقعية ، ومن اليسار واسواره وحواضنه السياسية والاجتماعية والحزبية، في عالم التحظر(الاول)، بالاضافة الى العالم الذي يراد له ان يبقى نائما غافلا ، مساوما على حقه ، مستسلما لارادة ،علاقة ، غير منصفة سياسيا ، وظالمة اقتصاديا....
ترى هل عبدت الطريق ، حقائق الجريمة والعدوان ، ومعطياتها، الكارثية اليومية ، في بلدان الحرمان والفقر من سكان الارض ، الطريق الى عقلانية سياسة ، مؤثرة وطنيا واقليميا ودوليا ، اتضع لبنة جدية في طريق وقف هذا العدوان الوحشي على قيم الحضارة والانسان وحياته وثقافة يومه ، باسم تمدينه وتحريره ودمقرطته؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د