الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب قصير للتاريخ !!

هشام السامعي

2007 / 12 / 2
كتابات ساخرة


قبل عقد نيف كتب المفكر والشاعر اليمني عبدالله البردوني تساؤلاً قلقاً " ماذا سيكتب الغد ؟ " نشر في كتابه الأخير " أشتات " طرح فيه أهم مشكلات الأجيال القادمة وما تشكل في ذهنها من وعي شكلته حروب العالم وتفرد الإمبريالية في العالم ومثله ما ذكره المفكر اليمني " أبو بكر السقاف في كتابه " كتابات " حول مسألة تقسيمات العالم وما سيؤل إليه الوضع في حال ظلت الدول العظمى تتحكم بمصير الدول الناشئة عن طريق زراعة رجالها في رأس هرم سلطة هذه الدول .
قلة هم من يدركون أن اليمن الآن على وشك الانهيار كما تشير تقارير التنمية الدولية ومنظماتها , ذلك لا يهم الكثير لأن رهان الأجيال لم يتشكل في وعي السلطة والقيادات العليا في الدولة , ولأن القادم لن يكون أقل بؤساً من الحاضر والماضي القريب فهم لا يجدون حرجاً أن يذكرونا بأيامٍ خلت تلك التي كان يسير فيها الراكب من الحجرية إلى تعز لا يخاف إلا الله والطريق الوعرة على قدميه , وهذا ما لم يتغير كثيراً حتى الآن .
ليس ببعيد أن تنتقل اليمن عشرة قرون إلى الوراء فهي بكل إرثها لازالت غير بعيدة عن القرون الوسطى بمقياس التطور الحضاري العالمي , إن صراعاً طويل المدى يمكن أن ينشأ في حال أصر نظام الحكم أن يواصل بنفس العقلية التي أوصلت البلد إلى هذا الحال , ومقياس تجاهله لقضايا البلاد تدل على عقلية صدئة لم ولن تستوعب كل المتغيرات ولن يكون لديها القدرة حل كل تلك المشكلات .
لم يعد كِتاب التاريخ ناصعاً كما كانت تدونه الكتب السماوية ورسالات الأنبياء في السابق , ولكن لا أعتقد أنه يمكن أن يتجاهل في صفحاته مأساة شعب ظل يمسك قرار الحكم فيه قيادة فاسدة أهلكت حرثه والنسل وأورثته الفقر وغيبت معالمه المستقبلية .
يوماً ما ستُدون الأجيال القادمة اسم علي سالم البيض في مقدمة من ناضلوا من أجل الوحدة وبناء الدولة الحديثة في اليمن وتزيح الاسم الذي مّل منه الناس عبر الإذاعات وكل النشرات , وسيكتب بجوار التجربة السلبية للحزب الاشتراكي في الجنوب قصة القيادات التي أنجبها الاشتراكي وسيخلد في سواد صفحاته ممارسات القمع والنهب والسلب التي تعرض لها الوطن أجمع من شماله حتى الجنوب , وستدرك أجيال قادمة كم كنا جبناء حين تركنا بضع نفر يمارسون دور الوصاية علينا , موصومون بالعار حتى يرحل هذا الفرد عن هذه البلاد .
لقد أهدر علي عبدالله صالح فرصة الخروج بشرف والحفاظ على ماء سلطته عندما أصر إلى أن يكمل المشوار ويجعل من فرديته تاكسياً لتمر عليه كل آلام وعذابات هذه الجماهير التي خرجت تبشر به ذات يوم كما خرجت الآن تنادي بسقوطه وبزوال ملكه وهلاكه .
لكن ماذا سيكتب الغد ؟ السؤال لازال مفتوحاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟