الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤسنا الخارجي

احمد حسين

2007 / 12 / 3
كتابات ساخرة


يبدو ان الاجندات الخارجية والداخلية دخلت مرحلة الاحتضار واخذت تلفظ انفاسها على شكل اشاعات اعلامية الغرض منها ارباك العملية السياسية المتربكة حد الانهيار، والصفقة التي عقدها الرخيص ضياء الكواز مع شخصيات ملطخة الايدي بالدماء وملوثة بعار الخيانة ما هي الا استجابة لهذه النهاية.
وليس غريب على الضاري والمطلك وغيرهم من النكرات اعداد هكذا مسرحيات سمجة وهابطة الاعداد والاخراج والاداء او حضورها، لكن الغريب في الامر هو حضور سفيرنا في عمان مجلس العزاء الكارتوني الذي اقامه الكواز على ارواح افراد عائلته وهم احياء!. ليس للكواز اسم يذكر في خارطة الاعلام العراقي يستدعي حضور شخصية دبلوماسية مهمتها التي انتدبت من اجلها هي تمثيل العراق في الاردن والمحافل الدولية وليس تمثيل الحكومة العراقية في مجالس عزاء مشبوهة لشخصيات مغمورة، كما ان واجبات السفير هي متابعة شؤون الجالية العراقية في البلد المقيم فيه وليس حضور المآتم والاعراس وغيرها من المناسبات التقليدية التي يجب ان لا ينشغل بها المسؤولين خصوصا في المرحلة الحرجة التي تعصف بالبلاد.
ما الذي اضافه او حققه سفيرنا بحضوره لهذا العزاء وهل خلا دفتر مواعيده للحد الذي يمنحه فرصة قراءة الفاتحة على الاحياء ودفع (الواجب) العرفي الذي بالتأكيد سيضاف بأضعاف مضاعفة على نثرية سفارتنا التي لا تهش ولاتنش؟، هل الحكومة العراقية اعتمدت الاعراف العشائرية في توطيد علاقاتها الخارجية ؟، هل تعاني وزارة الخارجية من فقر في الكفاءات لترسل هكذا شخصية كارتونية لتمثيل العراق في بلد من اخبث البلدان المجاورة ومن اشدها قهراً واضطهاداً للجالية العراقية ؟، ام هناك خلل كبير في خارجيتنا اطاح بها في ذيل قائمة الوزارات الفاشلة؟.
بالاضافة الى ما يعانيه العراق من مشاكل سياسية واقتصادية وامنية واجتماعية هناك مشكلة حقيقية يعاني منها وهي التمثيل الدبلوماسي في الخارج وموجة الاشاعات الاعلامية في الداخل، ولمعالجة هاتان المشكلتان يجب اعادة هيكلة وزارة الخارجية وغربلتها بغربال الشهادة والخبرة والكفاءة المشهود لها وليس بغربال المحاصصة والمقاصصة – من القصاص – والمحسوبية القومية التي امتازت بها وزارة الخارجية، كما على الحكومة تطهير شبكتها الاعلامية من الطارئين والمندسين في المنظومة الاعلامية من دون ان تكون لهم خلفية اعلامية او ثقافية او حتى اخلاقية خصوصا وان العراق الان بحاجة كبيرة الى اعلام حقيقي قادر على مواجهة الهجمة البدوية البربرية التي يتعرض لها من حزمة القنوات الفضائية والاعلامية الاخرى الممولة من سحت البعثيين والصداميين وغيرهم من اعداء الحرية والتحضر.
وبالرغم من ان القائمين الان على العملية السياسية لا يتمتعون بأية مواصفات عملية او علمية تؤهلهم للامساك بأدواتها او حتى ارتداء زيها الا اننا ملزمين بتوجيههم بين الحين والاخر عَلَ الميت الذي نناديه يسمع في يوم ما...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل